admin
المدير العام
عدد المساهمات : 1578 الجنس : تاريخ التسجيل : 27/06/2008
| موضوع: شهر رمضان الكريم الأربعاء 11 أغسطس 2010, 2:10 pm | |
| تعريف الصيام:
هو الإمساك عن شهوتَيْ البطن والفرج من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية. فالصوم الشرعي: إمساك وامتناع إرادي عن الطعام والشراب ومباشرة النساء وما في حكمهم خلال يوم كامل من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية التقرب إلى الله تعالى. قال تعالى: "وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتّى يَتَبَيّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إلَى الَّيْلِ".(سورة البقرة- آية187) وفي الحديث الشريف: قوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن رب العزة "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي" (متفق عليه).
فضل الصيام:
عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قال الله عز وجل : " كل عمل ابن آدم له إلا الصيام ، فإنه لي وأنا أجزى به ، والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ولا يجهل ، فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل : إني صائم - مرتين - والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك ، وللصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر فرح بفطره ، وإذا لقي ربه فرح بصومه " رواه أحمد ومسلم والنسائي
وعن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه . ويقول القرآن : منعته النوم بالليل ، فشفعني فيه ، فيشفعان " رواه أحمد بسند صحيح . وعن أبى سعيد الخدري رضى الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يصوم عبد يومًا في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم النار عن وجهه سبعين خريفًا " رواه الجماعة إلا أبا داود
حكمة مشروعية الصيام:
شُرع الصوم لحكم سامية منها: 1- تزكية النفس بطاعة الله فيما أمر والانتهاء عما نهى وتدريبها على كمال العبودية فالإنسان يستطيع أن يأكل ويشرب ويباشر زوجته ولكنه يترك ذلك كله ابتغاء وجه الله ليدرب نفسه على كمال العبودية ويزكيها ويطهرها. 2- الغريزة الجنسية من أخطر أسلحة الشيطان في إغواء الإنسان، وللصوم تأثيره في كسر هذه الشهوة ولهذا وصفه النبيّ صلى الله عليه وسلم للشباب الذي لا يجد نفقات الزواج، حتى يغنيه الله من فضله فقال: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحفظ للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" رواه البخاري ومسلم. 3- إشعار الصائم بنعمة الله تعالى عليه . فإن الإنسان لا يحس بنعمة الشبع والريّ إلا إذا جاع أو عطش، فإذا شبع بعد جوع أو ارتوى بعد عطش، قال من أعماق قلبه: الحمد لله ودفعه ذلك إلى شكر نعمة الله عليه. 4- وله حكمة اجتماعية لأنه يفرض الجوع إجبارياً على كل المسلمين لا فرق بين غني قادر أو محروم مما يؤدي إلى المساواة الإلزامية في الحرمان والجوع حتى يحس الغني بالفقير. ولهذا جاء في بعض الأحاديث تسمية رمضان "شهر المساواة" (روي ذلك من حديث سلمان عند ابن خزيمة في صحيحه). 5- الصيام يعد الإنسان لدرجة التقوى والارتقاء في منازل المتقين، فالصوم يحفظ على القلب والجوارح صحتها ويعيد إليها ما استلبته منها أيدي الشهوات، فهو أكبر عون على التقوى، كما قال تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ".(سورة البقرة.آية183)
فضل شهر رمضان
عن سهل بن سعد "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن للجنة باباً يقال له الريان يقال يوم القيامة أين الصائمون، فإذا دخل آخرهم أغلق ذلك الباب" رواه البخاري ومسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما حضر رمضان "قد جاءكم شهر مبارك افترض عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم" رواه أحمد والنسائي والبيهقي. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" رواه أحمد وأصحاب السنن.
حكم الصيام
الصيام فرض عين على كل مسلم وهو ركن من أركان الإسلام الخمسة، - وقد ثبت وجوبه بالقرآن والسنة والإجماع. - – أما القرآن: فقال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ.أيَاماً مَعْدُودَاتٍ" ثم قال "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنّاسِ وَبَيّنَاتٍ مِنَ الهُدَى وَالفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ".(سورة البقرة.الآيات من 183،185) وجاء في السنة: عن عمر في حديث جبريل المشهور عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال"الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا" رواه مسلم والترمذي والنسائي وحديث أبي هريرة أن أعرابياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة قال "تعبد الله لا تشرك به شيئاً ... وتصوم رمضان" متفق عليه. وقد أجمع المسلمون من جميع المذاهب والطوائف منذ عهد النبوة إلى يومنا هذا على وجوب صيام رمضان وأنه فرض عين على جميع المسلمين المكلفين وأنه ركن من أركان الإسلام الخمسة
وجوب الصيام
يجب الصيام على كل من: 1- المسلم: فلا صيام على الكافر لأنه غير مطالب بتكاليف الإسلام حال كفره ولو صام لا يقبل منه وإذا أسلم لا يقضي ما فاته من صيام حال كفره. 2- البالغ: فلا صيام على الصبي حتى يحتلم ومعنى يحتلم أي يبلغ سن الرشد لقول النبي صلى الله عليه وسلم "رفع القلم عن ثلاثة: عن الصبي حتى يبلغ وعن النائم حتى يستيقظ وعن المجنون حتى يفيق" رواه أحمد وأبو داود والترمذي ؛ وعلامة بلوغ الصبي بالاحتلام ؛ وعلامة بلوغ الفتاة بنزول دم الحيض منها. وأما من تأخر عنده الاحتلام أو تأخر عندها دم الحيض فبلوغه يكون بسن مثله. 3- العاقل: فلا صيام على المجنون لحديث رفع القلم عن ثلاثة " .. وعن المجنون حتى يفيق" رواه أحمد وأبو داود وإن أفاق لا يجب عليه قضاء ما فاته في حال الجنون لأنه صوم فات في حال سقط فيه التكليف لنقص. 4- المقيم: فلا يجب الصيام على المسافر مسافة تقصر فيها الصلاة لقوله تعالى "وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أيَّامٍ أُخَرٍ"(سورة البقرة.آية185) وإن صام المسافر يصح صيامه. 5- القادر على الصيام: فلا صيام على الشيخ الفاني الذي لا يستطيع الصيام وإنما عليه الفدية. ولا صيام على المريض مرضاً مزمناً لا يستطيع معه الصيام لقوله تعالى "وَعَلَى الّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ".(سورة البقرة.آية184)
شروط صحة الصيام
1- طهارة المرأة من الحيض والنفاس فلا صيام على الحائض والنفساء ولا يصح منهما فإذا طهرتا وجب عليهما القضاء لما روت عائشة رضي الله عنها أنها قالت في الحيض "كنا نؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة" رواه مسلم وإذا طهرت الحائض أو النفساء قبل غروب الشمس استحب لها أن تمسك بقية النهار ولكن لا يجب عليها ذلك. ويجوز للمرأة تناول الحبوب التي تؤخر الحيض مثل حبوب منع الحمل حيث تستمتع بصيام الشهر كله وقيامه ولا يفوتها شيء من صيام أيامه ولا قيام لياليه. ولكن الذي يوافق عمل المسلمين في خير القرون، أن تساير المرأة الفطرة التي فطر الله الناس عليها وهذا الأمر كتبه الله على بنات آدم كما صح في الحديث، ولا حرج على المسلمة أن تفطر وتقضي ما فاتها بعد رمضان كما كان يفعل نساء السلف الصالح. على أن تناول هذه الحبوب ليس ممنوعاً شرعاً، إذ لا دليل على منعه ما لم يكن من ورائه ضرر على المرأة، كما لا يليق بالفتاة العذراء أن تتناول هذا النوع من الحبوب. 2- الإسلام: فلا صيام على غير المسلم وإن صام لا يصح منه ولا يجزئه إذا أسلم ولا يقضي ما فاته بعد إسلامه. 3- الوقت القابل للصيام، أي لا بد أن يكون صيام الفريضة في شهر رمضان لا في غيره من الشهور لأن الله قد خصه بالذكر فلا يجوز في غيره، ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته" رواه البخاري ومسلم أي لرؤية هلال شهر رمضان
أركان الصيام:
للصيام ركنان: 1- النية: لقوله تعالى "وَمَا أُمِرُوا إلا لِيَعْبُدُوا الله مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ" (سورة البينة.آية5) وقول الرسول صلى الله عليه وسلم "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى".رواه البخاريّ ومسلم. وتصح في أي جزء من أجزاء الليل ولا يشترط التلفظ بها فإنها عمل قلبي لا دخل للسان فيه فإن حقيقتها القصد إلى الفعل امتثالاً لأمر الله وطلباً لوجهه الكريم فمن تسحر بالليل قاصداً الصيام تقرباً إلى الله بهذا الإمساك فهو ناوٍ ومن عزم على الكف عن المفطرات، أثناء النهار مخلصاً لله فهو ناوٍ كذلك وإن لم يتسحر. 2- الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
الحيض من علامات البلوغ للنساء , فمتى ما رأت الفتاة الدم على وجه معتاد , (ولو كانت سنها دون الخامسة عشر بل ولو كانت دون عشر سنين). فهو حيض تصبح به الفتاة بالغة , فهي امرأة مكلفة يجب عليها الصيام , كما تجب عليها الصلاة وغيرها من الأحكام , التي يشترط لها البلوغ , قالت عائشة - رضي الله عنها - : "إذا حاضت الجارية فهي امرأة".
لكن يحرم على المرأة الصيام مدة الحيض , ولا يصح منها , حتى تطهر كالصلاة . فيجب على المرأة أن تفطر مدة الحيض فإذا طهرت قضت بعدد الأيام التي أفطرتها لقوله تعالى : فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة، الآية: 185] وسُئلت عائشة - رضي الله عنها - : "ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة ؟ قالت : كان يصيبنا ذلك - تعني الحيض - فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة" . وإذا حدث للمرأة الحيض أثناء النهار , ولو قبل غروب الشمس بوقت يسير , وهي صائمة صوما واجبا بطل صيامها , ذلك اليوم - أي لا تعتد به وإلا فأجرها على الله - ولزمها قضاؤه بعد طهرها .
وإذا طهرت المرأة من الحيض , قبل طلوع الفجر ولو بيسير , من أيام رمضان وجب عليها الصيام , ولا بأس بتأخير الاغتسال إلى ما بعد طلوع الفجر , حتى تتمكن من السحور . والنفساء كالحائض في جميع ما تقدم من أحكام.
وإذا كانت المرأة حاملا أو مرضعا, وخافت على نفسها الضرر من الصيام , فإنها تفطر وتقضي ما أفطرته من أيام أخر . أما إذا كان فطر المرأة الحامل أو المرضع , خوفا على ولدها , لا على نفسها , فالجمهور على أنها تطعم مع القضاء , عن كل يوم مسكينا . قال شيخ الإسلام - في الحامل والمرضع تخاف على ولدها الضرر مع الصيام - "تفطر وتقضي عن كل يوم يوما وتطعم عن كل يوم مسكينا" . وذهب جماعة من أهل العلم أن عليها الصيام , - أي القضاء فقط - دون الكفارة , كالمسافر , والمريض الذي يرجي برؤه , ولعل هذا هو الراجح , ولا يتسع المقام لبسط أدلة ذلك , وهو رأي سماحة والدنا الشيخ عبد العزيز بن باز - حفظه الله -.
خصال المسلم
الصوم ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو أيضًا امتناع عن معصية الله . قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه"، أي من لم يترك قول الكذب والعمل به فلا فائدة من صيامه. ويقول كذلك: "كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش"، فالصيام ينقّي القلب وعلى المسلم أن يلتزم بالأخلاق الطيبة والسلوك القويم في رمضان. ومن المهم أن نتذكر أنه على المسلم أن يتصف بالأخلاق الحميدة دائمًا وأن يستغل شهر رمضان لتدريب النفس على هذه الأخلاق.
الاعتذار عن الخطأ والتسامح شهر رمضان شهر التسامح والغفران والمسلم في هذا الشهر يتحلّى بالأخلاق الكريمة ويعامل الناس معاملة حسنة، وإذا أخطأ المسلم في حق أخيه ندم على ذلك وسارع بالاعتذار إليه.
من خصال المسلم
الإخلاص الصبر البذل والإنفاق التواضع المحافظة على الوقت إتقان العمل الرضا بقضاء الله تعالى القصد والاعتدال الرجاء الحياء بر الوالدين الثبات من الإيمان الأمانة التقوى الوفاء المحبة التعاون العدل التفكر الصدق التوكل المحاسبة الرحمة الزهد التهجد الأخوة الخوف الإحسان الشكر التوبة
المحافظة على الصلاة جماعة - الزكاة - صلة الأرحام - بر الو الدين - تفقد الجيران - الصفح عمن بينك وبينه شحناء - عدم الإسراف - تربية من تحت يديك - الاهتمام بأمور إخوانك المسلمين - عدم صرف شيء مما وليت عليه لفائدة نفسك - استجابتك وفرحك بالنصح - الحذر من الرياء - حبك لأخيك ما تحب لنفسك - سعيك بالإصلاح - عدم غيبة إخوانك - تلاوة القرآن وتدبر معانيه
القيام: قال صلى الله عليه وسلم( من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه ) متفق عليه. وقال( من قام مع الإمام حتى ينصرف كُتب له قيام ليله) رواه أهل السنن وحسنه الترمذي. وللمرأة ان تصلي التراويح في المسجد بشرط أن تخرج محتشمة غير متبرجة بزينة ولا متطيبة.
التسامح والإعراض عن الجاهلين: قال النبي صلى الله عليه وسلم: من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله في ان يدع طعامه وشرابه ) رواه البخاري
الاجتهاد في العشر الأواخر: فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره واحيا ليله وأيقظ أهله.
متى فرض الصيام
فرض الصيام – مثل بقية الشرائع الإسلامية- في المدينة بعد الهجرة . فقد كان العهد المكي عهد تأسيس العقائد ، وعهد ترسيخ أصول التوحيد ، ودعائم القيم الإيمانية والأخلاقية ، سواء في العقول او في القلوب ، وتطهيرها من رواسب العادات الجاهلية في العقيدة والفكر ، والخلق والسلوك . أما بعد الهجرة ، فقد اصبح للمسلمين كيان متميز ، فشرعت عندئذ الفرائض ، وحددت الحدود ، وفصلت الأحكام ، وكان منها الصيام . فلم يشرع في مكة إلا الصلوات الخمس ، لما لها من أهمية خاصة ، وكان ذلك في ليلة الإسراء ، في السنة العاشرة من البعثة .
وبعد ذلك بخمس سنوات او أكثر فرض الصيام ، اي في السنة الثانية من الهجرة . وهي نفس السنة التي فرض فيها الجهاد . وقد توفي النبي صلى الله عليه وسلم وقد صام تسعة رمضانات (زاد المعاد). يقول ابن القيم في (الزاد) : (لما كان فطم النفوس عن مألوفاتها ، وشهواتها ، من أشق الأمور وأصعبها ، فقد تأخر فرض الصوم إلى وسط الإسلام بعد الهجرة ، لما توطنت النفوس على التوحيد والصلاة ، والفت أوامر القرآن : فنقلت إليه بالتدريج)
شرع الصيام على مرحلتين
المرحلة الأولى : هي مرحلة التخيير : أي التخيير بين الصوم وهو أفضل ، والإفطار مع فدية إطعام مسكين . فكان من شاء صام ومن شاء أفطر وفدى . وذلك كما جاء في قوله تعالى : ) ياأيها الذين آمنو كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون _ أياماً معدودات فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيراً فهو خير له وأن تصوموا خير لكم أن كنتم تعلمون ( صدق الله العظيم . (البقرة :183-184)
المرحلة الثانية : هي مرحلة الإلتزام : أي الإلزام بالصوم وفي ذلك نزل قوله تعالي : ) شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ( صدق الله العظيم . (البقرة :185)
إختلاف المطالع
ذهب الجمهور إلى أنه لا عبرة باختلاف المطالع. فمتى رأى الهلال أهل بلد وجب الصوم على جميع البلاد لقول الرسول صلى الله عليه وسلم "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً" رواه البخاريّ ومسلم وهو خطاب عام لجميع الأمة فمن رآه منهم في أي مكان كان ذلك رؤية لهم جميعاً. وقال آخرون: أنه يعتبر لأهل كل بلد رؤيتهم ، ولا يلزمهم رؤية غيرهم لما رواه كريب قال: قدمت الشام واستهل عليّ هلال رمضان وأنا بالشام فرأيت الهلال ليلة الجمعة. ثم قدمت المدينة في آخر الشهر. فسألني ابن عباس، ثم ذكر الهلال. فقال: متى رأيتم الهلال؟ فقلنا رأيناه ليلة الجمعة فقال: أنت رأيته؟ فقلت نعم ورآه الناس وصاموا وصام معاوية فقال: لكنا رأيناه ليلة السبت، فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نراه فقلت: ألا تكتفي برؤية معاوية وصيامه؟ فقال لا. هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، رواه أحمد ومسلم والترمذي.
متى يصوم الطفل
لصِّبيان والفَتيات إذا بلغوا سبعاً فأكثر يؤمرون بالصيام ليعتادوه، وعلى أولياء أمورهم أن يأمروهم بذلك كما يأمرونهم بالصلاة، فإذا بلغوا الحلم وجب عليهم الصوم.
وإذا بلغوا في أثناء النهار أجزأهم ذلك اليوم، فلو فرض أن الصبي أكمل الخامسة عشرة عند الزوال وهو صائم ذلك اليوم أجزأه ذلك، وكان أول النهار نفلاً وآخره فريضة إذا لم يكن بلغ ذلك بإنبات الشعر الخشن حول الفرج وهو المسمى العانة، أو بإنزال المني عن شهوة. إذا كان الصبي صغيراً لم يبلغ فإنه لا يلزمه الصوم، ولكن إذا كان يستطيعه دون مشقة فإنه يؤمر به، وكان الصحابة رضي الله عنهم يصومون أولادهم حتى إن الصغير منهم ليبكي فيعطونه اللعب يتلهى بها، ولكن إذا ثبت أن هذا يضره فإنه يمنع منه، وإذا كان الله سبحانه وتعالى منعنا عن إعطاء الصغار أموالهم خوفاً من الإفساد بها فإن خوف إضرار الأبدان من باب أولى أن يمنعهم منه ولكن المنع يكون عن طريق القسوة فإنها لا تنبغي في معاملة الأولاد عن تربيتهم.
أول من سن قيام شهر رمضان
أول من سن قيام شهر رمضان سنة 14هـ هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، حيث أمر أبا حثمة وأبي كعب ومعاذ بن جبل أن يصلوا بالناس في شهر رمضان، وسمع الناس يقولون. فلان أقرأ من فلان، وفلان أحسن صوتا بالقرآن من فلان. فنهاهم عن ذلك وقال: أتفعلون هذا وانتم أنتم؟ فكيف بمن جاء بعدكم؟ وكانوا قبل ذلك يصلون في المسجد فرادى، ثم قدموا أبيا فصلى بهم، فرآهم عمر فقال: بدعة وأي بدعة! ثم أقر أبيا على ذلك وأضاف إليه أبا حثمة ومعاذا .
من فوائد الصيام
في الصيام حكم وفوائد كثيرة مدارها على التقوى التي ذكرها الله عز وجل في قوله : " لعلكم تتقون " ، وبيان ذلك : أن النفس إذا امتنعت عن الحلال طمعا في مرضاة الله تعالى وخوفا من عقابه فأولى أن تنقاد للامتناع عن الحرام .
وأن الإنسان إذا جاع بطنه اندفع جوع كثير من حواسه ، فإذا شبع بطنه جاع لسانه وعينه ويده وفرجه ، فالصيام يؤدي إلى قهر الشيطان وكسر الشهوة وحفظ الجوارح .
وأن الصائم إذا ذاق ألم الجوع أحس بحال الفقراء فرحمهم وأعطاهم ما يسدّ جوعتهم ، إذ ليس الخبر كالمعاينة ، ولا يعلم الراكب مشقة الراجل إلا إذا ترجّل .
وأن الصيام يربي الإرادة على اجتناب الهوى والبعد عن المعاصي ، إذ فيه قهر للطبع وفطم للنفس عن مألوفاتها . وفيه كذلك اعتياد النظام ودقة المواعيد مما يعالج فوضى الكثيرين لو عقلوا .
وفي الصيام إعلان لمبدأ وحدة المسلمين ، فتصوم الأمة وتُفطر في شهر واحد .
وفيه فرصة عظيمة للدعاة إلى الله سبحانه فهذه أفئدة الناس تهوي إلى المساجد ومنهم من يدخله لأول مرة ومنهم من لم يدخله منذ زمن بعيد وهم في حال رقّة نادرة ، فلا بدّ من انتهاز الفرصة بالمواعظ المرقِّقة والدروس المناسبة والكلمات النافعة مع التعاون على البرّ والتقوى . وعلى الداعية أن لا ينشغل بالآخرين كليّا وينسى نفسه فيكون كالفتيلة تضيء للناس وتُحرق نفسها .
| |
|
نور الدين
نائب المدير
عدد المساهمات : 5431 الجنس : تاريخ التسجيل : 26/04/2010
| موضوع: رد: شهر رمضان الكريم الخميس 19 أغسطس 2010, 3:18 am | |
| | |
|
eman عضو نشيط
عدد المساهمات : 183 تاريخ التسجيل : 05/05/2010
| موضوع: رد: شهر رمضان الكريم الخميس 26 أغسطس 2010, 12:58 am | |
| مشكوووووووووووووووووووووووور بارك الله فيك | |
|
تلبانه _تلبانه V I P
عدد المساهمات : 7224 الجنس : تاريخ التسجيل : 08/06/2010
| موضوع: رد: شهر رمضان الكريم الأربعاء 15 سبتمبر 2010, 12:45 am | |
| | |
|