السؤال:
هل من توبة لقاتل والده عمدا؟ وهل يخلد في النار ولا يخرج منها أبدا؟
الإجابة:
ذهب جمهور العلماء إلى أن للقاتل توبة لقوله تعالى: {إن الله لايغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} وذكر عن ابن عباس أن القاتل ليس له توبة لأن الله تعالى يقول: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما}، لكن ما ذهب إليه جمهور العلماء هو الحق، وماروي عن ابن عباس فإنه يحمل على أنه ليس له توبة بالنسبة للمقتول وذلك لأن القاتل إذا قتل تعلق فيه ثلاث حقوق:
حق لله: فلاشك أن الله يغفره بالتوبة لقوله تعالى: {قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا}. ولقوله تعالى: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى آثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات}.
حق المقتول: يبقى القاتل مطالبا به -ولو تاب- وإذا كان يوم القيامة فالله يفصل بينهما.
حق أولياء المقتول: فإنها لاتصح توبة القاتل حتى يسلم نفسه إلى أولياء المقتول ويقر بالقتل فإن شاءوا أخذوا الدية وعفوا عنه وإن شاءوا طالبوا بالقصاص.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعصمنا من الفتن ماظهر منها وما بطن. آمين.