شاب يشتكي من عدم إيقاظ والده له لصلاة الفجر فماذا يفعل ؟
السؤال : لا يوقظني أبي لصلاة الفجر وقد بلغت سن الحلم ، فماذا عليَّ أن أفعل ؟ .
الجواب :
الحمد لله
أولاً :
في البداية - أخي السائل - نود أن نحيي فيك هذه الهمة الطيبة والحرص على أداء صلاة الفجر في المسجد ، ونسأل الله سبحانه وتعالى لك الثبات ، ومزيداً من التوفيق ، والاستقامة .
ثانياً :
يجب على الوالدين أن يحثا أولادهما – ذكوراً وإناثاً - على المحافظة على الصلاة في وقتها ، وأن يقوما بتشجيعهما على ذلك ؛ فالأب راع في بيته ومسئول عن رعيته ، والأم – كذلك - راعية ، ومسئولة عن رعيتها .
ولينظر جواب السؤال رقم (103420) .
وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
هل يجوز أن يخرج الرجل إلى الصلاة وأولاده بالمنزل ؟ .
فأجاب :
"يجب على المرء أن يقوم بأمر الله عز وجل في قوله : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) ، يجب على المرء أن يأمر أهله بالصلاة ، كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم في قوله صلى الله عليه وسلم : (مُرُوا أَبْنَاءَكُمْ بِالصَّلَاةِ لِسَبْعِ سِنِينَ ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرِ ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ) ، وكما ذكر الله تعالى عن إسماعيل أبي العرب أنه كان (وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً) .
ولا يحل له – أي : الوالد - أن يُبقي أولاده نائمين دون أن يوقظهم للصلاة ويتابعهم ، ولا يكفي الإيقاظ فقط ، بل لابدَّ من المتابعة ؛ لأنه ربما يوقظهم ثم يرجعون ، فينامون" انتهى .
"فتاوى إسلامية" (4/215) .
وقد أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على الشاب الذي ينشأ في طاعة الله ؛ فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ : (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ) ، ذكر منهم : (شَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ) رواه البخاري (629) ومسلم (1031) .
ومن أهم الأسباب التي تساعد على نشأة الشاب في عبادة ربه ، أن يقوم أبواه أو من يتولى تربيته بتعويده على ذلك من الصغر ، وتشجيعه والأخذ بيده باستمرار .
وهنيئاً للوالدين مثل هذا الابن الذي يتأسف على عدم إيقاظ والده له لأداء صلاة الفجر ، وكم يوجد من الآباء من هو على استعداد لبذل كل ما يملك في سبيل أن يكون ابنه صالحاً مستقيماً على طاعة الله ، ونأسف أن يكون حال بعض الآباء الزهد في تشجيع أبنائه على الصلاة في وقتها ، أو في المسجد جماعة .
ثالثاً :
إذا كان والدكَ يستيقظ للصلاة في وقتها ، ويصلي في المسجد جماعة : فالأمر سهل - إن شاء الله - فتطلب منه أن يوقظك للصلاة ، وأن يصطحبك معه ، وتناقش معه الأمر بهدوء .
وأما إذا كان لا يصلي ، ويتركك نائماً من باب الشفقة عليك ، فهي شفقة في غير محلها بلا شك .
وعليك أن تأخذ بأسباب الاستيقاظ للصلاة , كالنوم مبكراً , ووضع المنبِّه , والعزيمة الصادقة , والطلب ممن يستيقظ للصلاة من أهلك أن ينبهك ، أو عن طريق طلب التذكير بالهاتف عن طريق بعض الأصدقاء ، وغير ذلك من الأسباب المعينة على الاستيقاظ للصلاة في وقتها .
ويستحسن أن تطلب من إمام الحي أن يبحث هذا الموضوع في درس خاص في المسجد ، أو في خطبة الجمعة ؛ ليُسمع والدك الحكم الشرعي في فعله ، ويتنبه إلى أهمية أمر أولاده وأهله بالصلاة وأن ذلك من الواجبات عليه التي سيسأل عنها بين يدي الله تعالى .
ونسأل الله تعالى أن يزيدك من فضله وتوفيقه , وأن يشرح صدر والدك لإيقاظك للصلاة ، وأن يجعلك وأهلك جميعاً من المقيمين للصلاة .
والله أعلم