مزاجك يتحسن بالأغذية المناسبة
الشعور بالوهن والاجهاد والمعاناة من صعوبات في النوم ليلاً والاحساس بالتوتر وسرعة التهيج غالباً ما يكون نتيجة عدة عوامل منها ضغوط الحياة او العمل وهو الامر الذي يؤثر على توازن العناصر الغذائية في أجسامنا والذي يمكن ان يؤثر على امزجتنا من خلال قلب توازن الجسم.
وبالنسبة لبعض الناس فإن تناول الاطعمة المناسبة يمكن ان يحدث فارقاً كبيراً بين الشعور بالحيوية والطاقة والتعب والضيق.وعندما يشعر المرء انه مهدد او يتعرض لهجمة فإن العناصر الكيميائية في المخ وهرمونات الادرينالين التي تمكن الشخص من التفكير السريع او الابتعاد عن مصدر التهديد تفرز في مجرى الدم.
فهذه هي استجابة «المكافحة أو الهروب» التي ساعدتنا في الماضي على الهروب من المواقف الخطرة، و حينما نشعر بتوتر مستمر فإن العناصر الكيميائية المسئولة عن استجابة «المكافحة أو الهروب» تفرز بصورة مستمرة ويمكن ان تبدأ في التدخل مع قدرة الجسم على البقاء متوازنا.
وبعض العناصر الكيميائية في المخ التي يطلق عليها اسم الموصلات العصبية كالسيروتونين والدوبامين والنوريبابنفراين تتحكم في نوعية احاسيسنا وعواطفنا، وتولد الموصلات العصبية مشاعر السعادة واليقظة الذهنية والهدوء. ووجود نقص في هذه العناصر الكيميائية يمكن ان يؤدي للاكتئاب وسرعة التهيج والقلق والارق ونوبات اشتهاء الغذاء.
والموصلات العصبية مشتقة جزئياً من الاطعمة التي نأكلها ولذلك فإن اجراء بعض التغييرات الغذائية يمكن ان يساعد على زيادة مستوياتها بصورة طبيعية ويحسن من استجابة الجسم للضغوط ومواجهة تأثيراتها على صحتنا وامزجتنا.
والاكل هو استجابة شائعة للتوتر فحينما نقع تحت ضغوط فإننا نميل لتفويت بعض الوجبات او نلجأ للاطعمة الغنية بالسعرات الحرارية طلباً للشعور بالراحة. وتناول الاطعمة المفضلة باعتدال للمساعدة على التخفيف من الضغوط هو امر لا بأس به على الارجح. ولكن عادات الاكل السيئة الناتجة عن التوتر يمكن ان تؤدي إلى زيادة غير مرغوب بها في الوزن وضرر صحي على المدى الطويل.
واختيار الوجبات المتوازنة التي تحتوي على كربوهيدرات معقدة وبروتينات ودهون تكون بمثابة وقود يغذي ببطء عناصر المخ الكيميائية خلال اليوم هو الوسيلة المثلى للحفاظ على توازن اجسامنا خلال فترات التوتر والارهاق.والكربوهيدرات المعقدة تزيد من كمية السيروتونين في المخ وهو موصل عصبي قوي يعزز المزاج ويهديء الاعصاب ويشجع على النوم وهي متوفرة في الفاكهة والخضروات والحبوب الكاملة والاطعمة النشوية.
والسكاكر البسيطة الموجودة في سكر المائدة والمشروبات السكرية والكحول والفواكه المحلاة تتسبب بارتفاع قصير في سكر الدم وهو ما يجعل الشخص يشعر بالتحسن على الامد القصير ولكن يتبعه انخفاض سريع في الطاقة ما يجعل الشخص يتوق للمزيد من هذه السكاكر.
والاطعمة الغنية بالبروتينات تبطيء من معدل اطلاق السكر في مجرى الدم وتحافظ على توازن سكر الدم. وهي تشعر المرء بالشبع لفترة اطول ما يقلل من نوبات اشتهاء الحلويات. وهي متوفرة في منتجات الالبان كالاجبان والحليب واللبن الرائب والسمك واللحوم والبقوليات كالفول والعدس وزبدة الفول السوداني والدواجن والتوفو والدهون.
والدهون الاساسية المعروفة باسم احماض «أوميجا ـ 3» و«أوميجا» الدهنية يمكن الحصول عليها فقط من خلال النظام الغذائى. وهي تشجع على تدفق العناصر الغذائية داخل الخلايا وتسمح للفضلات بالخروج منها. وتظهر البحوث ان الاطعمة البحرية كالسلمون والاسماك الزيتية تحتوي على احماص اوميجا ـ 3 الدهنية والتي يبدو انها تخفف من الاكتئاب البسيط، وهو متوفر في اللوز والجوز وزيوت الصويا والكونولا والكتان والاسماك الزيتية كالسلمون والسردين والتونا وبذور الكتان واليقطين.
ومن المقترحات الغذائية تناول وجبات صغيرة واطعمة خفيفة تشتمل على اطعمة بروتينية للحفاظ على استقرار سكر الدم. ولا ينبغي تجنب اي من المجموعات الغذائية كما يجب الابتعاد عن الانطمة الغذائية القليلة إلى حد كبير بالدهون فهناك حاجة لبعض الدهون لمكافحة اشتهاء الحلويات.
والنشاط الرياضي له منافع لا حصر لها فهو يحسن الصحة الذهنية والبدنية ولذلك ينبغي مزاولة نصف ساعة من الرياضة او النشاط البدني معظم ايام الاسبوع.واذا كان الارق يشكل مشكلة يفضل ممارسة الرياضة في الصباح او اثناء النهار بدلاً من الليل.فالكثير من الرياضة في وقت متأخر من المساء او قريب من موعد النوم ينشط عملية الايض ويصعب النوم.