السمن.. دواء أيضا
في الأبحاث العلمية والطبية الحديثة عن السمن الحيواني تبين أنه الغذاء المثالي بسبب خصائصه المقوية والمنشطة العظمى, وأن المائة غرام منه تعطي(750) حروريا, وهذا ما يجعله الملك الذي لا ينازع بين جميع المواد الدسمة من مصدر حيواني. وهو يحوي(82%) من المواد الدسمة الصافية, والـ 18 الباقية ليس فيها من الماء إلا(16%),والسمن الطازج غني بالفيتامينات الأساسية, فيتامين(أ) الذي لا يعادله غيره في تنمية الجسم, وفيتامين(د) الذي يكافح مرض الكساح. ويتغير مقدار الفيتامينات وأنواعها في السمن بحسب طريقة تغذية الحيوان فحليب الماعز الذي يتغذى بالعلف الأخضر- وبخاصة البرسيم- يحوي من فيتامين(أ) ما قد يصل إلى(500) وحدة في المائة غرام.. بينما حليب الحيوانات التي تتغذى بالعلف اليابس بالشمس, أو بكسب البزور الدهنية يكون فيه عدد الوحدات نصف الموجود منها في المائة غرام من حليب وعلى هذا, فإن سمن الصيف أغنى بالفيتامينات من سمن الشتاء, وكثيرا ما يعمد صانعوا السمن إلى الاحتفاظ بزبدة حليب الصيف مجمدة بدرجة حرارة 25 تحت الصفر لمزجها بزبدة الشتاء.
فالسمن- إذن- ضروري للأولاد لتأمين نموهم, وللحوامل, وللعمال, الذين يعيشون في مناطق باردة ويسمح به للأشخاص ذوي الصحة السليمة. وللذين تستطيع معدهم تحمله وهضمه, ويمنع عن البدينين, والذين لديهم نسبة علية من الكوليسترول.
هذا ما يقرره الطب الحديث، وأما طب أهل البيت(عليه السلام) فإنه يصف السمن كدواء لحالات كثيرة كما يتبين من الأحاديث التالية:
عن أبي عبد الله, عن آبائه, عن علي(عليه السلام) قال: سمن البقر دواء.
قال أمير المؤمنين(عليه السلام): السمن دواء, وهو في الصيف خير منه في الشتاء, وما دخل جوفا مثله.
عن الصادق(عليه السلام), أنه قال: نعم الأدام السمن, وأني لأكرهه للشيخ.
عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال: إذا بلغ الرجل خمسين سنة فلا يبيتن وفي جوفه شيء من السمن.