منتدي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي

منتدي تعليمي، ترفيهي، اجتماعي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الجديدالجديد  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 الأدب الصغير والأدب الكبير لإبن المقفع

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
نور الدين
نائب المدير

نائب المدير
نور الدين


عدد المساهمات : 5431
الجنس : ذكر
تاريخ التسجيل : 26/04/2010

الأدب الصغير والأدب الكبير لإبن المقفع Empty
مُساهمةموضوع: الأدب الصغير والأدب الكبير لإبن المقفع   الأدب الصغير والأدب الكبير لإبن المقفع Icon_minitimeالإثنين 13 سبتمبر 2010, 6:08 am

بسمالله الرحمن الرحيم
قال ابن المقفع: أما بعد، فإن لكل مخلوقٍحاجةً، ولكل حاجةٍ غايةً، ولكل غاية سبيلاً. والله وقت للأمُور أقدارها، وهيأ إلىالغايات سبلها، وسبب الحاجات ببلاغها.
فغايةُ الناسِ وحاجاتهم صلاحُ المعاشِوالمغاد، والسبيل إلى دركها العقل الصحيح. وأمارةُ صحةِ العقلِ اختيارُ الأمورِبالبصرِ، وتنفيذُ البصرِ بالعزمِ.
الأدب ينمي العقول
وللعقولِ سجياتٌ وغرائزُ بها تقبل الأدب،وبالأدبِ تنمى العقولُ وتزكو.
فكما أن الحبة المدفونة في الأرضِ لا تقدرأن تخلعَ يبسها وتظهر قوتها وتطلع فوق الأرضِ بزهرتها وريعها ونضرتها ونمائها إلابمعونةِ الماء الذي يغورُ إليها في مستودعها فيذهب عنها أذى اليبس والموت ويحدثلها بإذن الله القوة والحياة، فكذلك سليقةُ العقلِ مكنونةٌ في مغرزها من القلبِ:لا قوة لها ولا حياة بها ولا منفعة عندها حتى يعتملها الأدبُ الذي هو ثمارهاوحياتها ولقاحها.
وجل الأدب بالمنطق وجل المنطقِ بالتعلمِ.ليس منه حرف من حروف متعجمه، ولا اسم من أنواع أسمائها إلا وهو مروي، متعلمٌ،مأخوذٌ عن إمام سابقٍ، من كلامٍ أو كتابٍ.
وذلك دليلٌ على أنّ الناس لم يبتدعواأصولها ولم يأتهم علمها إلا من قبلِ العليمِ الحكيمِ.
فإذا خرجَ الناسُ من أن يكونَ لهم عملٌأصيلٌ وأن يقولوا قولاً بديعاً فليعلمِ الواصفونَ المخبئون أن أحدهم، وإن أحسنوأبلغ، ليس زائداً على أن يكون كصاحب فصوص وجد ياقوتاً وزبر حداً ومرجاناً، فنظمهقلائد وسموطاً وأكاليل، ووضع كل فص موضعهُ، وجمعَ إلى كل لونٍ شبهه وما يزيدهُبذلك حسناً، فسمي بذلك صانعاً رفيقاً، وكصاغة الذهب والفضة، صنعوا منها ما يعجبُالناس من الحلي والآنية، وكالنحل وجدت ثمراتٍ أخرجها الله طيبةً، وسلكت سبلاًجعلها الله ذللاً، فصار ذلك شفاءً وطعاماً، وشراباً منسوباً إليها، مذكوراً به أمرهاوصنعتها.
فمن جرى على لسانه كلامٌ يستحسنهُ أويستحسنُ منهُ، فلا يعجبن إعجاب المخترع المبتدعِ، فإنه إنما اجتناهُ كما وصفنا.
الاقتداء بالصالحين
ومن أخذ كلاماً حسناً إن غيره فتكلم به فيموضعه وعلى وجهه، فلا ترين عليه في ذلك ضؤولة. فإن من أعين على حفظِ كلامٍالمصيبين، وهدي للإقتداء بالصالحين، ووفق للأخذِ عنِ الحكماء، ولا عليهِ أن لايزداد، فقد بلغ الغاية، وليس بناقصهِ في رأيه ولا غامطهِ من حقه أن لا يكون هواستحدث ذلك وسبق إليه. فإنما إحياء العقل الذي يتم به وستحكم خصالٌ سبعٌ: الإيثارُبالمحبةِ، والمبالغة في الطلب، والتثبتُ في الاختيارِ، والاعتيادُ للخيرِ، وحسنُالرعي، والتعهد لما اختير واعتقد، ووضع ذلك موضعهُ قولاً وعملاً.
أما المحبة فإنها تبلغ المرء مبلغَ الفضلِفي كل شيء من أمرِ الدنيا والآخرة حين يؤثر بمحبته. فلا يكون شيءٌ أمرأ ولا أحلىعنده منه.
وأما الطلبُ، فإن الناس لا يغنيهم حبهم مايحبون وهو أهم ما يهوون عن طلبه وابتغائه. ولا تدركُ لهم بغيتهم ونفاستها فيأنفسهم، دون الجد والعمل.
وأما التثبتُ والتخيرُ، فإن الطلبَ لاينفعُ إلا معهُ وبه. فكم من طالب رشدٍ وجدهُ والغي معاً، فاصطفى منهُما الذي منهُهربَ، وألغى الذي إليه سعى، فإذا كان الطالبُ يحوي غير ما يريدُ، وهو لا يشك فيالظفرِ، فما أحقهُ بشدةِ التبيينِ وحسنِ الابتغاء! وأما اعتقادُ الشيء بعداستبانته، فهو ما يطلبُ من إحراز الفضل بعد معرفته.
وأما الحفظُ والتعهد، فهو تمام الدركِ. لأنالإنسان موكل به النسيانُ والغفلةُ: فلا بد لهُ، إذا اجتبى صواب قولٍ أو فعلٍ منأن يحفظهُ عليه ذهنهُ لأوان حاجته.
وأما البصرُ بالموضعِ، فإنما تصيرُالمنافعُ كلها إلى وضعِ الأشياء مواضعها، وبنا إلى هذا كله حاجةٌ شديدةٌ. فإنا لمنوضع في الدنيا موضعَ غنى وخفضِ ولكن بموضعِ فاقةٍ وكدٍ، ولسنا إلى ما يمسكُأرماقنا من المأكل والمشرب بأحوج منا إلى ما يشبتُ عقولنا من الأدبِ الذي بهتفاوتُ العقول. وليس غذاءُ الطعامِ بأسرعَ في نباتِ الجسدِ من غداء الأبدٍ فينباتِ العقلِ. ولسنا بالكد في طلبِ المتاعِ الذي يلتمسُ بهِ دفعُ الضررِ والغلبةُبأحق منا بالكد في طلبِ العلمِ الذي يلتمسُ بهِ صلاحُ الدينِ والدنيا.
ما وضع في هذا الكتاب
وقد وضعتُ في هذا الكتاب من كلام الناسِالمحفوظِ حروفاً فيها عونٌ على عمارةِ القلوبِ وصقالها وتجليةِ أبصارها، وإحياءٌللتفكيرِ وإقامةٌ للتدبير، ودليلٌ على محامدِ الأمور ومكارمِ الأخلاقِ إن شاءاللهُ!
انظر أين تضع نفسك
الواصفون أكثرُ من العارفين، والعارفونأكثرُ من الفاعلينَ.
فلينظرُ امرؤ أين يضعُ نفسه. فإن لكل امرئلم تدخل عليه آفةً نصيباً من اللب يعيشُ به، لا يُحب أن لهُ به من الدنيا ثمناً.وليس كل ذي نصيبٍ من اللب بمستوجبٍ أن يسمى في ذوي الألبابِ، ولا يوصفُ بصفاتهم.فمن رام أن يجعل نفسهُ لذلك الاسم والوصفِ أهلاً، فليأخذ له عتادهُ وليعد له طولأيامه، وليؤثره على أهوائهِ. فإنهُ قد رام أمراً جسيماً لا يصلحُ على الغفلة، ولايدركُ بالعجزةٍ، ولا يصيرُ على الأثرةِ. وليس كسائرِ أمورِ الدنيا وسلطانها ومالهاوزينتها التي قد يدركُ منها المتواني ما يفوتُ الثابرُ، ويصيبُ منها العاجزُ مايخطئ الحازمُ.
جماع الصواب وجماع الخطأ
وليعلم أن على العاقلِ أموراً إذا ضيعهاحكم عليه عقلهُ بمقارنة الجهار.
فعلى العاقلِ أن يعلم أن الناس مشتركونَمستون في الحبُ لما يوافقُ والبغضِ لما يؤذي، وأن هذه منزلةٌ اتفق عليها الحمقىالأكياسُ، ثم اختلفوا بعدها في ثلاث خصالٍ هن جماعُ الصوابِ وجماعُ الخطأ، وعندهنتفرقتِ العلماءُ والجهال، والحزمةُ والعجزةُ.
الباب الأول من ذلك
أن العاقل ينظرُ فيما يؤذيه وفيما يسرهُ،فيعلم أنّ أحق ذلك بالطلبِ، إن كان مما يحب، وأحقهُ بالاتقاء، إن كان مما يكرهُ،أطوالهُ وأدومُهُ وأبقاهُ، فإذا هو قد أبصر فضل الآخرةِ على الدنيا، وفضل سرورِالمروءةِ على لذة الهوى، وفضل الرأي الجامعِ الذي تصلحُ به الأنفُسُ والأعقابُ علىحاضرِ الرأي الذي يستمتعُ به قليلاً ثم يضمحل، وفضل الأكلاتِ على الأكلة والساعاتعلى الساعة.
الباب الثاني من ذلك
أن ينظُرَ فيما يؤثرُ من ذلك، فيضعَالرجاءَ والخوفَ فيهِ موضعهُ، فلا يجعل اتقاءهُ لغيرٍ المخوفِ ولا رجاءهُ في غيرِالمدركِ. فيتوقى. عاجلَ اللذاتِ طلباً لآجلها، ويحتملُ قريبَ الأذى توقياًلبعيدهِ. فإذا صارَ إلى العاقبةِ، بدا لهُ أن قرارهُ كان تورطاً وأن طلبه كانتنكباً.
الباب الثالث من ذلك
هو تنفيذُ البصرِ بالعزمِ بعد المعرفةِبفضل الذي هو أدوم، وبعد التثبتِ في مواضعِ الرجاء والخوف. فإن طالب الفضل بغيربصرٍ تائهٌ حيرانُ، ومبصرُ الفضلِ بغيرِ عزمٍ ذو زمانةٍ محروم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://telbana.alafdal.net
نور الدين
نائب المدير

نائب المدير
نور الدين


عدد المساهمات : 5431
الجنس : ذكر
تاريخ التسجيل : 26/04/2010

الأدب الصغير والأدب الكبير لإبن المقفع Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأدب الصغير والأدب الكبير لإبن المقفع   الأدب الصغير والأدب الكبير لإبن المقفع Icon_minitimeالإثنين 13 سبتمبر 2010, 6:10 am

محاسبة النفس
وعلى العاقل مخاصمةُ نفسه ومحاسبتُهاوالقضاءُ عليها والإثابةُ والتنكيلُ بها.
أما المحاسبةُ، فيحاسبُها بما لها، فإنهُلا مال لها إلا أيامُها المعدودةُ التي ما ذهبَ منها لم يستخلف كما تستخلفُالنفقةُ، وما جعل منها في الباطلِ لم يرجع إلى الحق، فيتنبهُ لهذه المحاسبةِ عندالحول إذا حال، والشهر إذا انقضى، واليوم إذا ولى، فينظر فيما أفنى من ذلك، وماكسب لنفسهِ، وما اكتسب عليها في أمرِ الدينِ وأمرِ الدنيا. فيجمعُ ذلك في كتابٍفيه إحصاءٌ، وجدٌ، وتذكيرٌ للأمورِ، وتبكيتٌ للنفسِ وتذليل لها حتى تعترفَ تذعن.
وأما الخصومةُ، فإن من طباعِ النفسِالآمرةِ بالسوء أن تدعي المعاذير فيما مضى، والأماني فيما بقي، فيرد عليهامعاذيرها وعللها وشبهاتها.
وأما القضاءُ، فإنهُ يحكمُ فيما أرادت منذلك على السيئة بأنها فاضحةٌ مرديةٌ موبقةٌ، وللحسنةِ بأنها زائنةٌ منجيةٌ مربحةٌ.
وأما الإثابةُ والتنكيلُ، فإنهُ يسر نفسهُبتذكر تلك الحسناتِ ورجاء عواقبها وتأميلِ فضلها، ويعاقبُ نفسه بالتذكر للسيئاتِوالتبشعِ بها والاقشعرار منها والحزن لها.
فأفضل ذوي الألباب أشدهم لنفسه بهذا أخذاً،وأقلهم عنها فيه فترةً.
ذكر الموت
وعلى العاقل أن يذكر الموتَ في كل يومٍوليلةٍ مراراً، ذكراً يباشر به القلوبَ ويقدعُ الطماح، فإن في كثرةِ ذكر الموتِعصمةً من الأشرِ، وأماناً بإذن الله، من الهلعِ
إحصاء المساوئ
وعلى العاقل أن يحصي على نفسه مساويها فيالدين وفي الأخلاق وفي الآدابِ، فيجمع ذلك كلهُ في صدرهِ أو في كتابٍ، ثم يكثرعرضهُ على نفسه، ويكلفها إصلاحهُ، ويوظف ذلك عليها توظيفاً من إصلاح الخلةِوالخلتينِ والخلالِ في اليومِ أو الجمعةِ أو الشهرِ.
فكلما أصلحَ شيئاً محاهُ، وكلما نظر إلىمحوٍ استبشر، وكلما نظر إلى ثابتٍ اكتأب.
الخصال الصالحة
وعلى العاقلِ أن يتفقد محاسنَ الناسِويحفظها على نفسه، ويتعهدها بذلك مثل الذي وصفنا في إصلاح المساوي.
وعلى العاقل أن لا يخادن ولا يُصاحبَ ولايجاورَ من الناس، ما استطاعَ، إلا ذا فضلٍ في العلم والدينِ والأخلاقِ فيأخذُعنهُ، أو موافقاً لهُ على إصلاحِ ذلك فيؤيدُ ما عندهُ، وإن لم يكن لهُ عليهِ فضلٌ.
فإن الخصال الصالحة من البر لا تحيا ولاتنمى إلا بالموافقين والمؤيدين. وليس لذي الفضلِ قريبٌ ولا حميمٌ أقربُ إليهِ ممنوافقهُ على صالحِ الخصال فزادهُ وثبتهُ.
ولذلك زعم بعضُ الأولينَ أن صُحبةَ بليدٍنشأ مع العلماء أحب إليهم من صحبةِ لبيبٍ نشأ مع الجهال.
من نسي وتهاون خسر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://telbana.alafdal.net
تلبانه _تلبانه
V I P
V I P
avatar


عدد المساهمات : 7224
الجنس : ذكر
تاريخ التسجيل : 08/06/2010

الأدب الصغير والأدب الكبير لإبن المقفع Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأدب الصغير والأدب الكبير لإبن المقفع   الأدب الصغير والأدب الكبير لإبن المقفع Icon_minitimeالإثنين 13 سبتمبر 2010, 1:37 pm

مشكور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الأدب الصغير والأدب الكبير لإبن المقفع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصيدة : ألا هَلْ لنا مِنْ بَعْدِ هَذا التـَّفـَرُّق لإبن زيدون
» الكاتب الكبير: مصطفى لطفي المنفلوطي
» فلاش الشبل الصغير نائم فى السرير
» اليس الكبير الذي عجز عن الصوم،قد سقط عنه التكليف فلماذا يطعم
» مذكرة الأدب الصف الأول الثانوي الأزهري

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي  :: المنتديات الإسلامية :: المنتدي اللغوي والإسلامي-
انتقل الى: