الإمام العلاّمة الحافظ أبو حاتم ابن حبان
هو الإمام العلاّمة الحافظ أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد بن سهيد بن هديَّة بن مرة بن سعد بن يزيد التميمي الدارمي البستي، يعرف بابن حبان[2].
ثانيًا: كنيته:
كني -رحمه الله- بـ: (أبي حاتم).
ثالثًا: نسبته:
البستي: نسبة إلى بُسْت بالضم مدينة كبيرة بين سجستان وغزنين وهراة، وهي من البلاد الحارة المِزاج، وهي كبيرة، ويقال لناحيتها اليوم: كَرْم سير، معناه النواحي الحارة المزاج، وهي كثيرة الأنهار والبساتين إلا أن الخراب فيها ظاهر[3].
رابعًا: وفاته:
أجمعت المصادر التي اطلعنا عليها على أنّ وفاة ابن حبان -رحمه الله - كانت سنة (354هـ) في شهر شوال بسجستان بمدينة بُست.
خامسًا: سيرته العلمية:
طلب العلم بنفسه، فطاف البلاد ورحل إلى الآفاق طلباً للعلم والعلماء، فشدَّ الرحال إلى البصرة ومصر والموصل ونسا وجرجان وبغداد ودمشق ونيسابور وعسقلان، وبيت المقدس وطبرية وهراة، وغيرها من المدن، وقد بلغ مجموع شيوخه قرابة ألفي شيخ، كما صرح في مقدمة كتابه «التقاسيم والأنواع»؛ فقال: «لعلنا قد كتبنا عن أكثر من ألفي شيخ من إسبيجاب إلى الإسكندرية»[4].
وقد علق الذهبي على ذلك فقال: «كذا فلتكن الهمم»[5].
أبدع -رحمه الله- في شتى العلوم فإلى جانب تبحره في علم الحديث، كانت له معرفة واسعة في علم الفقه، مع القدرة الفائقة على استنباط المسائل والأحكام من النصوص، وأبدع أيضاً في علم العربية وعلم الطب والنجوم وغيرها، ويظهر ذلك واضحاً من خلال الثروة العلمية الهائلة من المصنفات التي خلفها لنا .
وقال الحاكم: «كان ابن حبان من أوعية العلم في الفقه واللغة والحديث والوعظ، ومن عقلاء الرجال».
وقال أبو بكر الخطيب: «كان ابن حبان ثقة نبيلاً فهماً ».
وقال ياقوت الحموي: «أخرج من علوم الحديث ما عجَزَ عنه غيره، ومن تأمل تصانيفه تأمُّل منصف علم أنّ الرجل كان بحراً في العلوم»[6].
شيوخه :
روى عن ألفي شيخ كما صرح بذلك في كتابه، وسأكتفي بذكر أهم من روى عنهم:
1- أحمد بن الحسن بن عبد الجبار بن راشد البغدادي الصوفي الكبير، (أبو محمد)، وثقه الخطيب وغيره وكان صاحب حديث وإتقان (ت 306هـ)[7].
2- أحمد بن علي بن المثنى بن يحيى بن عيسى بن هلال التميمي (أبو يعلى الموصلي) محدث الموصل وصاحب المسند والمعجم (ت 307هـ)[8].
-3الحسن بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز، أبو العباس الشيباني الخراساني النسوي، صاحب المسند (ت 303هـ)، وقد حضر دفنه ابن حبان[9].
4- الحسين بن محمد بن أبي معشر مودود، أبو عروبة السلمي الحراني الجزري، مفتي أهل حَرّان ومصنف كتاب «الطبقات» و«تاريخ الجزيرة» (ت 318هـ)[10].
-5ابن خزيمة إمام الأئمة وشيخ خراسان .
6- السَرّاج: هو محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران، أبو العباس السراج الثقفي مولاهم الخراساني النيسابوري، صاحب «المسند الكبير»(ت 313هـ)[11].
ثامنًا: آثاره العلمية:
يعد ابن حبان -رحمه الله- أحمد العلماء البارزين المكثرين في التصنيف، إذ له عدد كبير من المصنفات، يغلب عليها التصنيف في الحديث والجرح والتعديل، وقد أبدع فيها، شهد بذلك ياقوت الحموي كما مر إذ قال : «أخرج من علوم الحديث ما عجز عنه غيره»[12].
وقد استقصى هذه المصنفات عدد من الباحثين المعاصرين منهم : الشيخ شعيب الأرنؤوط في مقدمة كتاب «الإحسان» (1/29-33)، وفصلوا القول فيها، فبينوا مطبوعها من مخطوطها من مفقودها، ومنها :
1- أسامي من يعرف بالكنى، ثلاثة أجزاء[13].
2- أنواع العلوم وأوصافها، ثلاثة مجلدات[14].
3- التقاسيم والأنواع، وقد طبع ترتيبه باسم الإحسان.
4- الثقات، وهو كتاب مطبوع متداول. وهو موضوع دراستي هذه.
5- روضة العقلاء ونزهة الفضلاء، وهو مطبوع.
6- علل أوهام أصحاب التواريخ، عشرة أجزاء[15].
7- علل حديث مالك، عشرة أجزاء[16].
8- المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين، وهو مطبوع متداول بين أهل العلم.
9- مشاهير علماء الأمصار، وهو كتاب مطبوع.
وغير ذلك من المصنفات ممّا ورد في كتب التراجم والأعلام.
من كتاب :
موقف العلماء الأثبات
من الرواة الذين ذكرهم ابن حبان في «الثقات»
تأليف : د.مراد شحادة شكيب يوسف
[2] انظر ترجمته في : الأنساب 1/248، ومعجم البلدان 2/328، والكامل8/566، واللباب 1/105، وسير أعلام النبلاء 16/92، وتذكرة الحفاظ 3/920، وتاريخ الإسلام وفيات 354، والعبر 2/94، والوافي بالوفيات 2/317، والبداية والنهاية 11/248، وشذرات الذهب 3/16، وهدية العارفين 6/44.
[3] انظر : معجم البلدان 2/328.
[4] التقاسيم والأنواع 1/152 .
[5] سير أعلام النبلاء 16/94.
[6] معجم البلدان 2/329.
[7] تاريخ بغداد 5/132، وسير أعلام النبلاء 14/152.
[8] سير أعلام النبلاء 14/174، وتذكرة الحفاظ 2/707.
[9] سير أعلام النبلاء 14/157، وتذكرة الحفاظ 2/703.
[10] سير أعلام النبلاء 14/510، وشذرات الذهب 2/279.
[11] سير أعلام النبلاء 14/388، والوافي بالوفيات 2/187.
[12] معجم البلدان 2/329.
[13] معجم البلدان 2/330..
[14] سير أعلام النبلاء 16/95.
[15] معجم البلدان 2/330.
[16] سير أعلام النبلاء 16/95 ) ..
المصدر شبكة المنهاج الاسلامية