منتدي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي

منتدي تعليمي، ترفيهي، اجتماعي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الجديدالجديد  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

  الحسن البصري.... من سادات التابعين

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
نور الدين
نائب المدير

نائب المدير
نور الدين


عدد المساهمات : 5431
الجنس : ذكر
تاريخ التسجيل : 26/04/2010

 الحسن البصري.... من سادات التابعين Empty
مُساهمةموضوع: الحسن البصري.... من سادات التابعين    الحسن البصري.... من سادات التابعين Icon_minitimeالجمعة 17 سبتمبر 2010, 3:53 am

الحسن البصري.... من سادات التابعين



الامام الحسن بن أبى الحسن ، و اسمه يسار ، البصرى ، أبو سعيد ، مولى زيد بن ثابت ، و يقال : مولى جابر بن عبد الله ، و يقال : مولى جميل بن قطبة بن عامر بن حديدة ، و يقال : مولى أبى اليسر ، و أمه خيرة مولاة أم سلمة ، زوج النبى صلى الله عليه وسلم . وهو المشهور بـ : الحسن البصري

ثقة فقيه فاضل مشهور ، وقال الذهبي : الإمام ، كان كبير الشأن ، رفيع الذكر ، رأسا فى العلم و العمل
قال محمد بن سعد : و اسم أبى الحسن يسار ، يقال : إنه من سبى ميسان ، وقع إلى المدينة ، فاشترته الربيع بنت النضر ، عمة أنس بن مالك ، فأعتقته ، و ذكر عن الحسن أنه قال : كان أبواى لرجل من بنى النجار فتزوج امرأة من بنى سلمة ، فساقهما إليها من صداقها فأعتقتهما ، و ولد الحسن لسنتين بقيتا من خلافة عمر ابن الخطاب ، فيذكرون أن أمه كانت ربما غابت فيبكى ، فتعطيه أم سلمة ثديها ، تعلله به إلى أن تجىء أمه ، فدر عليه ثديها فشربه فيرون أن تلك الحكمة
و الفصاحة من بركة ذلك .
و نشأ الحسن بوادى القرى ، و كان فصيحا .
رأى على بن أبى طالب ، و طلحة بن عبيد الله ، و عائشة ، و لم يصح له سماع من أحد منهم ، و حضر يوم الدار ، و له أربع عشرة سنة و كان كاتبا للربيع بن زياد الحارثى ، والى خراسان من جهة عبد الله بن عامر ، فى عهد معاوية بن أبى سفيان ، و كان له من الإخوة : سعيد بن أبى الحسن ، و عمار بن أبى الحسن ، و كان عمار من البكائين ، حتى صار فى وجهه جحران من البكاء فيما ذكر عمرو بن على . اهـ .
قال موسى بن إسماعيل : سألت محمد بن عبد الله الأنصارى ، قلت : الحسن من أين كان أصله ؟ قال : من ميسان .
و قال عبد السلام بن مطهر ، عن غاضرة بن قرهد العوقى ، كان أبو الحسن بن أبى الحسن ، مولى أبى اليسر كعب بن عمرو الأنصارى ، و كانت أمه مولاة لأم سلمة زوج النبى صلى الله عليه وسلم .
و قال أبو الحسن المدائنى : قال الحسن : كان أبى و أمى لرجل من بنى النجار ، فتزوج امرأة من بنى سلمة ، فساق أبى و أمى فى مهرها ، فأعتقتنا السلمية .
و قال إسماعيل ابن علية ، عن يونس بن عبيد ، عن الحسن : قال لى الحجاج : كم أمدك يا حسن ؟ قلت : سنتان من خلافة عمر ، قال : لعينك أكبر من أمدك .
و قال محمد بن سلام الجمحى : حدثنا أبو عمرو الشعاب بإسناد له ، قال : كانت أم سلمة زوج النبى صلى الله عليه وسلم تبعث أم الحسن فى الحاجة ، فيبكى و هو صبى ، فتسكته بثديها ، قال : و كانت أم سلمة تخرج الحسن إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و هو صغير ، و كانت أمه منقطعة إليها ، فكانوا يدعون له ، فأخرجته إلى عمر بن الخطاب ، فدعا له ، فقال : اللهم فقهه فى الدين ، و حببه إلى الناس .
و قال عبيد الله بن عمرو الرقى ، عن يونس بن عبيد ، عن الحسن ، عن أمه : أنها كانت ترضع لأم سلمة .
و قال حماد بن زيد ، عن عقبة بن أبى ثبيت الراسبى : كنت عند بلال بن أبى بردة ، فذكروا الحسن ، فقال بلال : سمعت أبى يقول : و الله لقد أدركت أصحاب محمد
صلى الله عليه و سلم ، فما رأيت أحدا أشبه بأصحاب محمد من هذا الشيخ ، يعنى : الحسن .
و قال جرير بن حازم ، عن حميد بن هلال : قال لنا أبو قتادة : الزموا هذا الشيخ ، فما رأيت أحدا أشبه رأيا بعمر بن الخطاب منه يعنى : الحسن .
و قال أبو هلال الراسبى ، عن خالد بن رباح الهذلى : سئل أنس بن مالك عن مسألة ، فقال : سلوا مولانا الحسن ، قالوا : يا أبا حمزة نسألك ، تقول : سلوا الحسن مولانا ؟ ، قال : سلوا مولانا الحسن ، فإنه سمع و سمعنا ، فحفظ و نسينا .
و قال القاسم بن الفضل الحدانى ، عن عمرو بن مرة : إنى لأغبط أهل البصرة بهذين الشيخين : الحسن و محمد بن سيرين .
و قال موسى بن إسماعيل ، عن المعتمر بن سليمان : كان أبى يقول : الحسن شيخ أهل البصرة .
و قال عبد الرزاق ، عن معمر : قال لى عمرو بن دينار : أبو الشعثاء عندكم أعلم أو الحسن ؟ قال : قلت : ما تقول ! ؟ إن من عندنا يزعم أن الحسن أعلم من ابن عباس ، قال : و هل كان الحسن إلا من صبيان ابن عباس ؟ قال : فقلت : و هل كان أبو الشعثاء إلا من صبيان الحسن ! ؟ قال : و ما هو عندنا بأعلم منه .
قال عبد الرزاق : فقلت لمعمر : أفرطت ، قال : إنه أفرط فأفرطت .
و قال همام بن يحيى ، عن مطر الوراق : كان رجل أهل البصرة جابر بن زيد ، فلما ظهر الحسن جاء رجل كأنما كان فى الآخرة ، فهو يخبر عما رأى و عاين .
و قال ضمرة بن ربيعة ، عن الأصبغ بن زيد : سمعت العوام بن حوشب يقول : ما أشبه الحسن إلا بنبى أقام فى قومه ستين عاما يدعوهم إلى الله عز و جل .
و قال عبيد الله بن عمر القواريرى ، عن هشيم : أخبرنا مجالد عن الشعبى ، قال : ما رأيت الذى كان أسود من الحسن ، قال : فلما فرغ هشيم من الحديث . قال : لا أعلمه إلا مجالد .
و قال أيضا عن هشيم : أخبرنا الأشعث بن سوار ، قال : أردت أن أقدم البصرة لألقى الحسن ، فأتيت الشعبى فسألته .
فقلت : يا أبا عمرو إنى أريد أن آتى البصرة ، قال : و ما تصنع بالبصرة ؟ قلت : أريد أن ألقى الحسن فصفه لى ، قال : نعم ، أنا أصفه لك : إذا دخلت البصرة ، فادخل مسجد البصرة ، فارم ببصرك ، فإذا رأيت فى المسجد رجلا ليس فى المسجد مثله ، أو لم تر مثله ، فهو الحسن . قال الأشعث : فأتيت مسجد البصرة ، فما سألت عن الحسن أحدا حتى جلست إليه بنعت الشعبى .
و قال محمد بن فضيل ، عن عاصم الأحول : قلت للشعبى : لك حاجة ؟ قال : نعم ، إذا أتيت البصرة فأقرىء الحسن منى السلام . قلت : ما أعرفه ، قال : إذا دخلت البصرة فانظر إلى أجمل رجل تراه فى عينيك ، و أهيبه فى صدرك ، فأقرئه منى السلام ، قال : فما عدا أن دخل المسجد فرأى الحسن ، و الناس حوله جلوس ، فأتاه و سلم عليه .
و قال موسى بن إسماعيل ، عن عاصم بن سيار الرقاشى : أخبرتنى أمة الحكم ، قالت : كان الحسن يجىء إلى حطان بن عبد الله الرقاشى ، فما رأيت شابا قط كان أحسن وجها منه .
و قال موسى أيضا : حدثنا جرثومة أبو محمد مولى بلال بن أبى بردة ، قال : رأيت الحسن يصفر لحيته فى كل جمعة ، أرى أثر الصفرة فى يده و لحيته .
و قال قريش بن حيان العجلى ، عن عمرو بن دينار : سمعت قتادة يقول : ما جمعت علم الحسن إلى علم أحد من العلماء ، إلا وجدت له فضلا عليه ، غير أنه كان إذا أشكل عليه شىء ، كتب فيه إلى سعيد بن المسيب يسأله .
و قال أبو عوانة عن قتادة : ما جالست فقيها قط ، إلا رأيت فضل الحسن عليه .
و قال جعفر بن سليمان ، عن مالك بن دينار : لقيت معبدا الجهنى بمكة ، فقال : لقيت العلماء ، و لقيت الناس فلم أر مثل الحسن .
و قال عبيد الله بن عمر القواريرى ، عن حاتم بن وردان : كنا عند أيوب فسأله رجل عن حديث من حديث الحسن فى كذا و كذا ، ثم ضحك فغضب أيوب غضبا ما رأيته غضب مثله ، قال : مم ضحكت ؟ قال : لا شىء يا أبا بكر ، قال : ما ضحكت لخير ، ثم قال أيوب : إنه و الله ما رأت عيناك رجلا قط كان أفقه من الحسن .
و قال عبد الرحمن بن المبارك ، عن حماد بن زيد : سمعت أيوب يقول : كان الرجل يجلس إلى الحسن ثلاث حجج ما يسأله عن مسألة هيبة له .
و قال غالب القطان ، عن بكر بن عبد الله المزنى : من سره أن ينظر إلى أعلم عالم أدركناه فى زمانه ، فلينظر إلى الحسن ، فما أدركنا الذى هو أعلم منه ليتمنين الذى رآه أنه ازداد من علمه ، و الذى لم يره أنه رآه .
و قال يحيى بن أيوب المقابرى ، عن معاذ بن معاذ : قلت للأشعث : قد لقيت عطاء ، و عندك مسائل ، أفلا سألته ؟ قال : ما لقيت أحدا ـ يعنى بعد الحسن ـ إلا صغر فى عينى .
و قال موسى بن إسماعيل عن أبى هلال : كنا فى بيت قتادة ، فجاء الخبر أن الحسن توفى ، فقلت : لقد كان غمس فى العلم غمسته ، فقال قتادة : لا و الله ، و لكن نبت فيه و تحقبه و تشربه ، لا و الله لا يبغض الحسن إلا حرورى .
و قال موسى أيضا ، عن سلام بن مسكين : سمعت عمران ، قال : قل ما كانا يختلفان فى الفتيا ، و فى الشىء ـ يعنى : الحسن و سعيد بن المسيب ـ .
و قال موسى أيضا : حدثنا حماد بن سلمة عن الجريرى أن أبا سلمة بن عبد الرحمن قال للحسن : ما تفتى به الناس شىء سمعته ، أو شىء تقوله برأيك ؟ قال : لا ،
و الله ما كل ما نفتى به سمعناه ، و لكن رأينا خير لهم .
و قال ضمرة بن ربيعة ، عن أبى همام سعد بن الحسن ، قدم أبو سلمة بن عبد الرحمن البصرة ، فلما رأى تعظيم أهل البصرة للحسن ، قال : يا أبا سعيد إنى أرى قوما ـ يعنى أنهم يأخذون برأيه ـ فاتق رأيك .
و قال محمد بن سلام الجمحى ، عن عبد الله بن عمر الصبيرى : قال يونس بن عبيد : إن كان الرجل ليرى الحسن لا يسمع كلامه ، و لا يرى عمله ، فينتفع به .
و قال الجمحى أيضا ، عن همام ، عن قتادة : يقال : ما خلت الأرض من سبعة رهط ، يسقون ، و بهم يدفع عنهم ، قال قتادة : و إنى أرجو أن يكون أحد السبعة .
و قال أيضا ، عن حماد بن سلمة ، عن قتادة : ما أحد كان أكمل مروءة من الحسن .
و عن حماد بن سلمة ، قال : قال يونس ، و حميد الطويل : رأينا الفقهاء فما رأينا أحدا أكمل مروءة من الحسن .
و عن حماد بن سلمة ، عن على بن زيد ، قال : سمعت من سعيد بن المسيب ، و القاسم ابن محمد ، و سالم بن عبد الله ، و عروة بن الزبير ، و يحيى بن جعدة بن هبيرة ابن أبى وهب المخزومى ، و أم جعدة أم هانىء بنت أبى طالب فما رأيت فيهم مثل الحسن ، و لو أدرك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و له مثل أسنانهم ما تقدموه .
و قال حماد بن زيد ، عن الحجاج بن أرطاة : سألت عطاء عن القراءة على الجنازة ، قال : ما سمعنا و لا علمنا أنه يقرأ عليها ، فقلت : إن الحسن يقول : يقرأ عليها ، قال : عليك بذاك ، ذاك إمام ضخم يقتدى به .
و قال حماد بن زيد أيضا : سمعت يحيى بن عتيق يقول لأيوب ، ـ و ذكر الحسن ـ :
يا أبا بكر ، ازدرينا علماء الناس بالحسن إذا راضاهم .
و قال ضمرة بن ربيعة ، عن عبد الله بن شوذب ، قال مطرف بن الشخير : لا أؤمن على دعاء من لا أعرفه ، إلا على دعاء الحسن فإنى أثق به .
و قال ضمرة أيضا . عن رجاء بن أبى سلمة : سمعت يونس بن عبيد يقول : أما أنا فإنى لم أر أقرب قولا من فعل الحسن .
و قال الصلت بن مسعود ، عن إبراهيم بن سعد : سمعت خالد بن صفوات و سألوه : ألك علم بالحسن ؟ قال : أنا أهل خبرة به ، كانت داره ملعبى صغيرا ، و مجلسه مجلسى كبيرا ، قالوا : فما عندك فيه ؟ قال : كان أحد الناس ، و ما رأيته زاحم على شىء من الدنيا قط .
و قال زائدة بن قدامة ، عن هشام بن حسان ، قال الحسن : كان الرجل إذا طلب العلم لم يلبث أن يرى ذلك فى بصره و تخشعه و لسانه و يده و صلاته و صلته و زهده ، قال : و كان الحسن يقول : لا تجالسوا أصحاب الأهواء ، و لا تجادلوهم و لا تسمعوا منهم .
و قال إسحاق بن سليمان الرازى ، عن أبى جعفر الرازى ، عن الربيع بن أنس : اختلفت إلى الحسن عشر سنين أو ما شاء الله ، فليس من يوم إلا أسمع منه ، ما لم أسمع قبل ذلك .
و قال حماد بن زيد ، عن يزيد بن حازم : قام الحسن يوما من المسجد الجامع فذهب إلى أهله فاتبعه ناس ، فالتفت إليهم فقال : إن خفق النعال حول الرجال قل ما يلبث الحمقى .
و قال جعفر بن سليمان : سمعت حوشبا يقول : سمعت الحسن يقول : و الله يا ابن آدم ، لئن قرأت القرآن ، ثم آمنت به ليطولن فى الدنيا حزنك ، و ليشتدن فى الدنيا خوفك ، و ليكثرن فى الدنيا بكاؤك .
أخبرنا بذلك أحمد بن أبى الخير ، قال : أنبأنا القاضى أبو المكارم اللبان ، قال : أخبرنا أبو على الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا أبو بكر ابن مالك ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد قال : حدثنا على بن مسلم ، قال : حدثنا سيار بن حاتم ، قال : حدثنا جعفر . فذكره .
و به : حدثنا جعفر ، قال : حدثنا إبراهيم بن عيسى اليشكرى ، قال : ما رأيت أحدا أطول حزنا من الحسن ، و ما رأيته قط إلا حسبته حديث عهد بمصيبة .
و به : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا أبى ، قال : حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، قال : حدثنا أبو حميد أحمد بن محمد الحمصى ، قال : حدثنا يحيى ابن سعيد ، قال : حدثنا يزيد بن عطاء ، عن علقمة بن مرثد . قال : انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين ، فأما الحسن بن أبى الحسن . فما رأينا أحدا من الناس كان أطول حزنا منه ، و ما كنا نراه إلا أنه حديث عهد بمصيبة ، ثم قال : نضحك ، و لا ندرى لعل الله قد أطلع على بعض أعمالنا ، فقال : لا أقبل منكم شيئا ، ويحك يا ابن آدم . هل لك بمحاربة الله طاقة ؟ إنه من عصى الله فقد حاربه ، و الله لقد أدركت سبعين بدريا ، أكثر لباسهم الصوف ، و لو رأيتموهم قلتم مجانين ، و لو رأوا خياركم لقالوا : ما لهؤلاء من خلاق ، و لو رأوا شراركم لقالوا : ما يؤمن هؤلاء بيوم الحساب ، و الله لقد رأيت أقواما كانت الدنيا أهون على أحدهم من التراب تحت قدميه ، و لقد رأيت أقواما يمسى أحدهم و لا يجد عنده إلا قوتا ، فيقول : لا أجعل هذا كله فى بطنى ، لأجعلن بعضه لله عز وجل ، فيتصدق ببعضه ،
و إن كان هو أحوج ممن يتصدق به عليه .
و به : عن علقمة بن مرثد قال : لما ولى عمر بن هبيرة العراق . أرسل إلى الحسن
و إلى الشعبى ، فأمر لهما ببيت ، و كانا فيه شهرا أو نحوه ، ثم إن الخصى غدا عليهما ذات يوم فقال : إن الأمير داخل عليكما ، فجاء عمر يتوكأ على عصا له ، فسلم ثم جلس مفطما لهما ، فقال : إن أمير المؤمنين يزيد بن عبد الملك يكتب إلى كتبا أعرف أن فى إنفاذها الهلكة ، فإن أطعته عصيت الله ، و إن عصيته أطعت الله ، فهل تريا لى فى متابعتى إياه فرجا ؟ فقال الحسن : يا أبا عمرو أجب الأمير ، فتكلم الشعبى فانحط فى حبل ابن هبيرة ، قال : ما تقول أنت يا أبا سعيد ؟ فقال : أيها الأمير ، قد قال الشعبى ما قد سمعت : قال : ما تقول أنت ؟ قال : أقول :
يا عمر بن هبيرة يوشك أن ينزل بك ملك من ملائكة الله فظ غليظ لا يعصى الله
ما أمره ، فيخرجك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك ، يا عمر بن هبيرة ، إن تتق الله يعصمك من يزيد بن عبد الملك ، و لن يعصمك يزيد بن عبد الملك من الله ، يا عمر ابن هبيرة لا تأمن أن ينظر الله إليك على أقبح ما تعمل فى طاعة يزيد بن
عبد الملك نظرة مقت ، فيغلق بها باب المغفرة دونك ، يا عمر بن هبيرة لقد أدركت ناسا من صدر هذه الأمة كانوا و الله عن الدنيا و هى مقبلة أشد إدبارا من إقبالكم عليها و هى مدبرة ، يا عمر بن هبيرة إنى أخوفك مقاما خوفك الله تعالى ، فقال :
* ( ذلك لمن خاف مقامى و خاف و عيد ) * ، يا عمر بن هبيرة ، إن تك مع الله فى طاعته كفاك بائقة يزيد بن عبد الملك ، و إن تك مع يزيد بن عبد الملك على معاصى الله ، وكلك الله إليه ، قال : فبكى عمر و قام بعبرته ، فلما كان من الغد أرسل إليهما بإذنهما و جوائزهما ، فأكثر منها للحسن ، و كان فى جائزة الشعبى بعض الإقتار ، فخرج الشعبى إلى المسجد فقال : يا أيها الناس ، من استطاع منكم أن يؤثر الله على خلقه فليفعل ، فو الذى نفسى بيده ما علم منه الحسن شيئا فجهلته ، و لكن أردت وجه ابن هيبرة فاقصانى الله منه .
قال : و قام المغيرة بن مخادش ذات يوم إلى الحسن فقال : كيف نصنع بأقوام يخوفوننا ، حتى تكاد قلوبنا تطير ؟ ، فقال الحسن : و الله لئن تصحب أقواما يخوفونك حتى يدركك أمن ، خير لك من أن تصحب أقواما يؤمنونك حتى تلحقك المخاوف ، فقال له بعض القوم : أخبرنا صفة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : فبكى ، ثم قال : ظهرت فيهم علامات الخير فى السيماء و السمت و الصدق ، و حسنت ملابسهم بالاقتصاد ، و ممشاهم بالتواضع ، و منطقهم بالعمل ، و مطعمهم و مشربهم بالطيب من الرزق ، و خضوعهم بالطاعة لربهم تعالى ، و استقادتهم للحق فيما أحبوا و كرهوا ، و إعطاؤهم الحق من أنفسهم ، ظمئت هواجرهم ، و نحلت أجسامهم ،
و اسخفوا بسخط المخلوقين لرضى الخالق ، لم يفرطوا لى غضب ، و لم يحيفوا فى جور ، و لم يجاوزوا حكم الله فى القرآن ، شغلوا الألسن بالذكر ، بذلوا لله دماءهم حين استنصرهم ، و بذلوا لله أموالهم حين استقرضهم ، لم يكن خوفهم من المخلوقين ، حسنت أخلاقهم ، و هانت مؤنتهم ، و كفاهم اليسير من الدنيا إلى آخرتهم .
و قال محمد بن الحسين البرجلانى : حدثنى نوح بن يحيى الزراد ، قال : حدثنا قثم العابد ، عن حمزة الأعمى ، قال : ذهبت بى أمى إلى الحسن ، فقالت : يا أبا سعيد ، ابنى هذا قد أحببت أن يلزمك ، فلعل الله أن ينفعه بك ، قال : فكنت أختلف إليه ، فقال لى يوما : يا بنى أدم الحزن على خير الآخرة ، لعله أن يوصلك إليه ،
و ابك فى ساعات الخلوة لعل مولاك يطع عليك فيرحم عبرتك ، فتكون من الفائزين ، قال : و كنت أدخل عليه منزله و هو يبكى ، و آتيه مع الناس و هو يبكى ، و ربما جئت و هو يصلى ، فأسمع بكاءه و نحيبه ، قال : فقلت له يوما : يا أبا سعيد ، إنك لتكثر من البكاء . قال : فبكى ، ثم قال : يا بنى ، فما يصنع المؤمن إذا لم يبك ، يا بنى ، إن البكاء داع إلى الرحمة فإن استطعت أن لا تكون عمرك إلا باكيا فافعل ، لعله يراك على حالة فيرحمك بها ، فإذا أنت قد نجوت من النار .
و قال طالوت بن عباد : حدثنا عبد المؤمن بن عبيد الله ، عن الحسن ، قال :
يا ابن آدم ، عملك عملك ، فإنما هو لحمك و دمك ، فانظر على أى حال تلقى عملك ، إن لأهل التقوى علامات ، يعرفون بها : صدق الحديث ، و وفاء بالعهد ، و صلة الرحم ، و رحمة الضعفاء ، و قلة الفخر و الخيلاء ، و بذل المعروف ، و قلة المباهاة للناس ، و حسن الخلق ، و سعة الخلق فيما يقرب إلى الله ، يا ابن آدم ، إنك ناظر إلى عملك يوزن خيره و شره ، فلا تحقرن من الخير شيئا ، و إن هو صغر ، فإنك إذا رأيته سرك مكانه ، و لا تحقرن من الشر شيئا ، فإنك إذا رأيته ساءك مكانه ، رحم الله رجلا كسب طيبا و أنفق قصدا ، و قدم فضلا ليوم فقره و فاقته ، هيهات ، هيهات ، ذهبت الدنيا بحال بالها ، و بقيت الأعمال قلائد فى أعناقكم ، أنتم تسوقون الناس ، و الساعة تسوقكم ، و قد أسرع بخياركم ، فماذا تنتظرون ، المعاينة فكأن قد ، إنه لا كتاب بعد كتابكم ، و لا نبى بعد نبيكم ، يا ابن آدم ، بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعا ، و لا تبيعن آخرتك بدنياك فتخسرهما جميعا .
أخبرنا بذلك ابن أبى الخير ، عن اللبان ، عن الحداد ، عن أبى نعيم ، عن أبى محمد بن حيان ، عن محمد بن عبد الملك بن رستة ، عن طالوت بن عباد .
و به : قال أبو نعيم : حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الكاتب ، قال : حدثنا الحسن بن على الطوسى ، قال : حدثنا محمد بن عبد الكريم ، قال : حدثنا الهيثم بن عدى ، قال : حدثنا أبو بكر الهذلى ، قال : كنا عند الحسن ، فأتاه آت فقال : يا أبا سعيد : دخلنا آنفا على عبد الله بن الأهتم ، فإذا هو يجود بنفسه ، فقلنا : أبا معمر كيف تجدك ؟ قال : أجدنى و الله وجعا ، و لا أظننى إلا لما بى ، و لكن ما تقولون فى مئة ألف فى هذا الصندوق ، لم تؤد منها زكاة ؟ و لم توصل منها رحم ؟ قلنا : يا أبا معمر ، فلمن كنت تجمعها ؟ قال : كنت و الله أجمعهما لروعة الزمان ، و جفوة السلطان ، و مكاثرة العشيرة ، فقال الحسن : البائس ، انظروا أنى أتاه شيطانه فحذروه روعة رفاته ، و جفوة سلطانه ، عما استودعه الله إياه ، و عمره فيه ، خرج ـ و الله ـ منه سليبا حريبا ذميما مليما ، إيها عنك أيها الوارث ، لا تخدع كما خدع صويحبك أمامك ، أتاك هذا المال حلالا ، فإياك و إياك أن يكون وبالا عليك ، أتاك ـ و الله ـ ممن كان له جموعا منوعا ، يدأب فيه الليل و النهار ، و يقطع فيه المفاوز و القفار ، من باطل جمعه ، و من حق منعه ، جمعه فأوعاه ، و شده فأوكاه ، لم تؤد منه زكاة و لم توصل منه رحم ، إن يوم القيامة ذو حسرات ، و إن أعظم الحسرات غدا أن يرى أحدكم ماله فى ميزان غيره ، أو تدرون كيف ذاكم ؟ رجل آتاه الله مالا ، فأمره بإنفاقه فى صنوف
حقوق الله ، فبخل به ، فورثه هذا الوارث ، فهو يرى ماله فى ميزان غيره ، فيا له عثرة لا تقال ، و توبة لا تنال .
و به : حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا محمد بن شبل ، قال : حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة ، قال : حدثنا أبو أسامة عن سفيان ، عن عمران القصير ، قال : سألت الحسن عن شىء فقلت : إن الفقهاء يقولون كذا و كذا ، فقال : و هل رأيت فقيها بعينك ؟ إنما الفقيه : الزاهد فى الدنيا ، البصير بدينه ، المداوم على عبادة ربه .
و به : حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن
أبى كامل ، قال : حدثنا هوذة بن خليفة ، عن عوف بن أبى جميلة الأعرابى ، قال : كان الحسن ابنا لجارية لأم سلمة زوج النبى صلى الله عليه وسلم ، فبعثت أم سلمة جاريتها فى حاجتها ، فبكى الحسن بكاء شديدا ، فرقت عليه أم سلمة ، فأخذته فوضعته فى حجرها ، فألقمته ثديها ، فدر عليه ، فشرب منه ، و كان يقال : إن المبلغ الذى بلغه الحسن من الحكمة بذلك اللبن الذى شربه من أم سلمة زوج النبى صلى الله عليه وسلم .
و به : حدثنا عثمان بن محمد العثمانى ، قال : حدثنا محمد بن عبدوس الهاشمى ، قال : حدثنا عباس بن يزيد ، قال : سمعت حفص بن غياث يقول : سمعت الأعمش يقول : ما زال الحسن البصرى يعى الحكمة ، حتى نطق بها ، و كان إذا ذكر عند أبى جعفر محمد بن على بن الحسين قال : ذاك الذى يشبه كلامه كلام الأنبياء .
و به : حدثنا أبو حامد بن جبلة ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق . قال : حدثنا
عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث ، قال : حدثنى أبى ، قال : حدثنا محمد ابن ذكوان ، قال : حدثنا خالد بن صفوان ، قال : لما لقيت مسلمة بن عبد الملك بالحيرة ، قال : يا خالد أخبرنى عن حسن أهل البصرة ، قلت : أصلح الله الأمير ، أخبرك عنه بعلم ، أنا جاره إلى جنبه ، و جليسه فى مجلسه ، و أعلم من قبلى به ، أشبه الناس سريرة بعلانية ، و أشبه قولا بفعل ، إن قعد على أمر قام به ، و إن قام على أمر قعد عليه ، و إن أمر بأمر كان أعمل الناس به ، و إن نهى عن شىء كان أترك الناس له ، رأيته مستغنيا عن الناس ، و رأيت الناس محتاجين إليه ، قال : حسبك يا خالد ، كيف يضل قوم هذا فيهم ؟ .
و به : حدثنا أحمد بن جعفر ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثنا على ابن مسلم ، قال : حدثنا سيار ، قال : حدثنا جعفر ، قال : حدثنا هشام ، قال : سمعت الحسن يحلف بالله : ما أعز أحد الدرهم إلا أذله الله عز و جل .
و به : حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، قال : حدثنا بشر بن موسى ، قال : حدثنا الحميدى ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، قال : حدثنا أبو موسى ـ يعنى إسرائيل ابن موسى ـ قال : سمعت الحسن يقول ـ و أتاه رجل ـ فقال أنى أريد السند فأوصنى ـ ، قال : حيث ما كنت فأعز الله يعزك ، قال : فحفظت وصيته ، فما كان بها أحد أعز منى حتى رجعت .
و به ، قال : سمعت الحسن يقول : الإسلام ، و ما الإسلام ، السر و العلانية فيه مشتبهة ، و أن يسلم قلبك لله ، و إن يسلم منك كل مسلم ، و كل ذى عهد .
و به : حدثنا أبو حامد بن جبلة ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق ، قال : حدثنا
أبو قدامة عبيد الله بن سعيد ، قال : حدثنا سعيد بن عامر ، قال : حدثنا جويرية ، عن حميد الطويل ، قال : خطب رجل إلى الحسن ، فكنت أنا السفير بينهما ، قال : فكأن قد رضيه ، فذهبت يوما أثنى عليه بين يديه ، فقلت : يا أبا سعيد ، و أزيدك أن له خسمين ألف درهم ، قال : له خمسون ألف ما اجتمعت من حلال ! قلت :
يا أبا سعيد ، إنه ما علمت لورع مسلم ، قال : إن كان جمعها من حلال ، فقد ضن بها عن حق ، لا ، و الله لا يجرى بيننا و بينه صهر أبدا .
و به : حدثنا محمد بن عمر بن سلم ، قال : حدثنى محمد بن النعمان السلمى ، قال : حدثنا هدبة ، قال : حدثنا حزم بن أبى حزم ، قال : سمعت الحسن يقول : بئس الرفيقان الدينار و الدرهم ، لا ينفعاك حتى يفارقاك .
و به : حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال : حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث ، قال : حدثنا محمد بن المغيرة ، قال : حدثنا عمران بن خالد ، عن الحسن ، و سأله رجل : يا أبا سعيد ما الإيمان ؟ قال : الصبر ، و السماحة ، فقال رجل : يا أبا سعيد ما الصبر و السماحة ؟ ، قال : الصبر عن معصية الله ، و السماحة بأداء فرائض الله .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://telbana.alafdal.net
نور الدين
نائب المدير

نائب المدير
نور الدين


عدد المساهمات : 5431
الجنس : ذكر
تاريخ التسجيل : 26/04/2010

 الحسن البصري.... من سادات التابعين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحسن البصري.... من سادات التابعين    الحسن البصري.... من سادات التابعين Icon_minitimeالجمعة 17 سبتمبر 2010, 3:55 am

و قال حماد بن سلمة : أخبرنا أبو حمزة إمام التمارين ، قال : قال الحسن : غائلة العلم النسيان ، و حياته المذاكرة .
و قال ضمرة بن ربيعة ، عن عبد الله بن شوذب ، عن الحسن : لولا النسيان ، كان العلماء كثيرا .
و قال هشيم عن ابن عون ، كان الشعبى و الحسن يحدثان بالمعانى .
و قال مهدى بن ميمون ، عن غيلان بن جرير ، قلت للحسن : الرجل يسمع الحديث ، فيحدث به لا يألو فتكون فيه ـ يعنى الزيادة و النقصان ـ ، قال : و من يطيق
ذاك !
و قال حماد بن سلمة عن على بن زيد : ربما حدث الحسن بالحديث ، فأقول : يا أبا سعيد ، ممن سمعت هذا ؟ فيقول : لا أدرى ، غير أنى أخذته من ثقة ، فأقول : أنا حدثتك به .
و قال حماد أيضا عن حميد الطويل : ذهبت أنا و الحسن إلى أبى نضرة ، فحدثنا أن عمر بن الخطاب كان فى مسير له ، فأتى عليه علقمة بن علاثة ليلا ، ثم ذكر الحديث بطوله ، قال : فكان الحسن يحدث به بعد ذلك ، و ما سمعته رواه قبل ذلك ، و كان أحسن سياقا له من أبى نضرة ، و لا يذكر أبا نضرة .
و قال عبد الرحمن بن أبى حاتم ، عن صالح بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه : سمع الحسن من ابن عمر ، و أنس ، و ابن مغفل ، وعمرو بن تغلب ، قال عبد الرحمن : ذكرت قول أحمد لأبى فقال : قد سمع من هؤلاء الأربعة ، و يصح له السماع من أبى برزة ،
و من غيرهم ، و لا يصح له السماع من جندب و لا من معقل بن يسار ، و لا من عمران ابن حصين ، و لا من أبى هريرة .
و قال همام بن يحيى عن قتادة : و الله ما حدثنا الحسن عن بدرى واحد مشافهة .
و قال جرير بن حازم ، عن الحسن : حدثنا جندب بن سفيان البجلى فى هذا المسجد ، فما نسينا منذ حدثنا ، و ما نخشى أن يكون كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
و قال مبارك بن فضالة ، عن الحسن : سافرت مع عبد الرحمن بن سمرة إلى كابل .
و قال أيوب ، عن الحسن : دخلت على عثمان بن أبى العاص .
و قال أبو عامر الخزاز عن الحسن : كنا نأتى عثمان بن أبى العاص ، و كان له بيت قد أخلاه للحديث .
و قال أبو قلابة الرقاشى ، عن قريش بن أنس ، عن حبيب بن الشهيد : قال لى محمد ابن سيرين : سل الحسن ممن سمع حديث العقيقة ؟ فسألته ، فقال : من سمرة بن جندب ، قال : فقلت : حدثنا قريش بن أنس ، قال حدثنا حبيب بن الشهيد ، فذكر هذا الحديث ، فقال لى : لم يسمع الحسن من سمرة ، قال : فقلت : على من يطعن ، على قريش بن أنس ؟ على حبيب بن الشهيد ! ؟ فسكت .
و قال محمد بن أحمد بن محمد بن أبى بكر المقدمى : سمعت على ابن المدينى ، يقول : مرسلات يحيى بن أبى كثير ، شبه الريح ، و مرسلات الحسن البصرى التى رواها عنه الثقات . صحاح ما أقل ما يسقط منها .
و قال أبو أحمد بن عدى : سمعت الحسن بن عثمان يقول : سمعت أبا زرعة يقول : كل شىء قال الحسن : || قال رسول الله صلى الله عليه وسلم || ، وجدت له أصلا ثابتا ، ما خلا أربعة أحاديث .
و قال أبو موسى محمد بن المثنى : حدثنا الهيثم بن عبيد : || قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم || ، فلو كنت تسنده إلى من حدثك ، قال : يقول الحسن : أيها الرجل ما كذبنا و لا كذبنا ، و لقد غزونا غزوة إلى خراسان ، و معنا فيها ثلاث مئة من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، و كان الرجل منهم يصلى بنا ، و كان يقرأ الآيات من السورة ثم يركع .
و قال محمد بن موسى الحرشى : حدثنا ثمامة بن عبيدة قال : حدثنا عطية بن محارب ، عن يونس بن عبيد ، قال : سألت الحسن ، قلت : يا أبا سعيد إنك تقول : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم و إنك لم تدركه ؟ قال : يا ابن أخى لقد سألتنى عن شىء ما سألنى عنه أحد قبلك ، و لولا منزلتك منى ما أخبرتك ، إنى فى زمان كما ترى ـ و كان فى عمل الحجاج ـ كل شىء سمعتنى أقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهو عن على بن أبى طالب ، غير أنى فى زمان لا أستطيع أن أذكر عليا .
أخبرنا بذلك أبو إسحاق ابن الدرجى ، عن أبى جعفر الصيدلانى إذنا ، قال : أخبرنا أبو على الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن ابن العباس بن عبد الرحمن بن زكريا الأطروش ، قال : حدثنا أبو حنيفة محمد بن حنيفة الواسطى ، قال : حدثنا محمد بن موسى الحرشى ، فذكره .
و قال محمد بن سعد : قالوا : و كان الحسن جامعا عالما ، رفيعا ، فقيها ، ثقة ، مأمونا ، عابدا ، ناسكا ، كثير العلم ، فصيحا ، جميلا ، و سيما ، و كان ما أسند من حديثه و روى عن من سمع منه ، فحسن حجة ، و ما أرسل من الحديث فليس بحجة ،
و قدم مكة فأجلس على سرير ، و اجتمع الناس إليه فحدثهم ، و كان فيمن أتاه مجاهد و عطاء و طاووس ، و عمرو بن شعيب ، فقالوا : أو قال بعضهم : لم نر مثل هذا قط .
و قال أبو بكر بن أبى الدنيا : حدثنى محمد بن الحسين ، قال : حدثنا خالد بن خداش ، قال : حدثنا أبو عمر الصفار ، عن مالك بن دينار ، قال : دخلت مع الحسن السوق ، فمر بالعطارين ، فوجد تلك الرائحة ، فبكى ثم بكى ، ثم بكى ، حتى خفت أن يغشى عليه ، ثم قال لى : يا مالك ، و الله ما هو إلا حلول القرار من الدارين جميعا ، الجنة أو النار ، ليس هناك منزل ثالث ، من أخطأته ـ و الله ـ الرحمة صار إلى عذاب الله ، قال : ثم جعل يبكى فلم يلبث بعد ذلك إلا يسيرا حتى مات .
و قال حماد بن زيد ، عن هشام بن حسان : كنا عند محمد ـ يعنى : ابن سيرين ـ عشية يوم الخميس ، فدخل عليه رجل بعد العصر ، فقال : مات الحسن ، قال : فترحم عليه محمد ، و تغير لونه ، و أمسك عن الكلام ، فما حدث بحديث ، و لا تكلم حتى غربت الشمس ، و أمسك القوم عنه ، مما رأوا من وجده عليه .
و قال محمد بن سلام الجمحى : مات الحسن فى خلافة هشام .
و قال ضمرة بن ربيعة ، عن السرى بن يحيى : مات الحسن سنة عشر و مئة .
و قال أحمد بن حنبل ، عن إسماعيل ابن علية : مات الحسن فى رجب سنة عشر و مئة .
و قال سفيان بن عيينة ، عن عبد الله بن الحسن بن أبى الحسن البصرى : هلك الحسن البصرى ، و هو ابن نحو من ثمان و ثمانين سنة .
و قال أبو نصر الكلاباذى : بلغ تسعا و ثمانين سنة .
و مناقبه و فضائله كثيرة جدا ، اقتصرنا منها على هذا القدر طلبا للتخفيف ،
و بالله التوفيق .
روى له الجماعة . اهـ .
قال الحافظ في تهذيب التهذيب 2 / 266 :
سئل أبو زرعة : هل سمع الحسن أحدا من البدريين ؟ قال : رآهم رؤية ، رأى عثمان
و عليا . قيل : هل سمع منهما حديثا ؟ قال : لا ، رأى عليا بالمدينة ، و خرج على إلى الكوفة و البصرة ، و لم يلقه الحسن بعد ذلك ، و قال الحسن : رأيت الزبير يبايع عليا .
و قال على ابن المدينى : لم ير عليا إلا أن كان بالمدينة و هو غلام ، و لم يسمع من جابر بن عبد الله ، و لا من أبى سعيد ، و لم يسمع من ابن عباس ، و ما رآه قط ، كان الحسن بالمدينة أيام كان ابن عباس بالبصرة .
و قال أيضا فى قول الحسن || خطبنا ابن عباس بالبصرة || ، قال : إنما أراد خطب أهل البصرة ، كقول ثابت || قدم علينا عمران بن حصين || .
و كذا قال أبو حاتم .
و قال بهز بن أسد : لم يسمع الحسن من ابن عباس ، و لا من أبى هريرة ، و لم يره
، و لا من جابر ، و لا من أبى سعيد الخدرى ، و اعتماده على كتب سمرة .
قال السائل : فهذا الذى يقوله أهل البصرة || سبعون بدريا || ! قال : هذا كلام السوقة ، حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال : ما حدثنا الحسن عن أحد من أهل بدر مشافهة .
و قال أحمد : لم يسمع ابن عباس ، إنما كان ابن عباس بالبصرة واليا عليها أيام على .
و قال شعبة : قلت ليونس بن عبيد : سمع الحسن من أبى هريرة ؟ قال : ما رآه قط .
و كذا قال ابن المدينى ، و أبو حاتم ، و أبو زرعة ، زاد : و لم يره . قيل له : فمن قال : حدثنا أبو هريرة ! قال : يخطىء .
قال ابن أبى حاتم : سمعت أبى يقول ، و ذكر حديثا حدثه مسلم بن إبراهيم قال : حدثنا ربيعة بن كلثوم ، قال : سمعت الحسن يقول : حدثنا أبو هريرة ، قال أبى : لم يعمل ربيعة شيئا ، لم يسمع الحسن من أبى هريرة شيئا . قلت لأبى : إن سالما الخياط روى عن الحسن قال : سمعت أبا هريرة . قال : هذا مما يبين ضعف سالم .
و قال أبو زرعة : لم يلق جابرا .
و قال ابن أبى حاتم : سألت أبى : سمع الحسن من جابر ؟ قال : ما أرى ، و لكن هشام بن حسان يقول : عن الحسن حدثنا جابر . و أنا أنكر هذا ، إنما الحسن عن جابر كتاب ، مع أنه أدرك جابرا .
و قال ابن المدينى : لم يسمع من أبى موسى .
و قال أبو حاتم و أبو زرعة : لم يره .
و قال ابن المدينى : سمعت يحيى ـ يعنى القطان ـ و قيل له : كان الحسن يقول : سمعت عمران بن حصين . قال : أما عن ثقة فلا .
و قال ابن المدينى و أبو حاتم : لم يسمع منه ، و ليس يصح ذلك من وجه يثبت .
و قال أحمد : قال بعضهم عن الحسن : حدثنا أبو هريرة ، و قال بعضهم عن الحسن : حدثنى عمران بن حصين ، إنكارا على من قال ذلك .
و قال ابن معين : لم يسمع من عمران بن حصين .
و قال ابن المدينى : لم يسمع من الأسود بن سريع ، لأن الأسود خرج من البصرة أيام على .
و كذا قال ابن مندة .
و قال ابن المدينى : روى عن على بن زيد بن جدعان عن الحسن أن سراقة حدثهم ،
و هذا إسناد ينبو عنه القلب أن يكون الحسن سمع من سراقة ، إلا أن يكون معنى حدثهم حدث الناس ، فهذا أشبه .
و قال عبد الله بن أحمد : سئل أبى : سمع الحسن من سراقة ؟ قال : لا .
و قال ابن المدينى : لم يسمع من عبد الله بن عمرو ، و لا من أسامة بن زيد ،
و لا النعمان بن بشير ، و لا من الضحاك بن سفيان ، و لا من أبى برزة الأسلمى ،
ولا من عقبة بن عامر ، و لا من أبى ثعلبة الخشنى ، و لا من قيس بن عاصم ، و لا من عائذ بن عمرو ، و لا من عمرو بن تغلب .
و قال أحمد : سمع الحسن من عمرو بن تغلب .
و قال أبو حاتم : سمع منه .
و قال أبو حاتم : لم يسمع من أسامة بن زيد ، و لا يصح له سماع من معقل بن يسار .
و قال أبو زرعة : الحسن عن معقل بن سنان بعيد جدا ، و عن معقل بن يسار أشبه .
و قال أبو زرعة : الحسن عن أبى الدرداء مرسل .
و قال أبو حاتم : لم يسمع من سهل ابن الحنظلية .
و قال الترمذى : لا يعرف له سماع من على .
و قال أحمد : لا نعرف له سماعا من عتبة بن غزوان .
و قال البخارى : لا يعرف له سماع من دغفل .
و أما رواية الحسن عن سمرة بن جندب ففى || صحيح البخارى || سماعا منه لحديث العقيقة .
و قد روى عنه نسخة كبيرة ، غالبها فى السنن الأربعة ، و عند على ابن المدينى أن كلها سماع ، و كذا حكى الترمذى عن البخارى ، و قال يحيى القطان و آخرون : هى كتاب . و ذلك لا يقتضى الانقطاع .
و فى || مسند أحمد || : حدثنا هشيم عن حميد الطويل و قال : جاء رجل إلى الحسن فقال : إن عبدا له أبق ، و إنه نذر أن يقدر عليه أن يقطع يده . فقال الحسن : حدثنا سمرة قال : قل ما خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خطبة إلا أمر فيها بالصدقة ، و نهى عن المثلة .
و هذا يقتضى سماعه منه لغير حديث العقيقة .
و قال أبو داود عقب حديث سليمان بن سمرة عن أبيه فى الصلاة : دلت هذه الصحيفة على أن الحسن سمع من سمرة .
قلت : و لم يظهر لى وجه الدلالة بعد .
و قال عباس الدورى : لم يسمع الحسن من الأسود بن سريع .
و كذا قال الآجرى ، عن أبى داود قال عنه فى حديث شريك عن أشعث عن الحسن سألت جابرا عن الحائض ، فقال : لا يصح .
و قال البزار فى || مسنده || فى آخر ترجمة سعيد بن المسيب عن أبى هريرة : سمع الحسن البصرى من جماعة ، و روى عن آخرين لم يدركهم ، و كان يتأول فيقول : حدثنا ، و خطبنا . يعنى قومه الذين حدثوا و خطبوا بالبصرة .
قال : و لم يسمع من ابن عباس ، و لا الأسود بن سريع ، و لا عبادة ، و لا سلمة ابن المحبق ، و لا عثمان ، و لا أحسبه سمع من أبى موسى ، و لا من النعمان بن بشير ، و لا من عقبة بن عامر ، و لا سمع من أسامة ، و لا من أبى هريرة ، و لا من ثوبان ، و لا من العباس .
و وقع فى || سنن النسائى || من طريق أيوب عن الحسن عن أبى هريرة فى المختلعات ، قال الحسن : لم أسمع من أبى هريرة غير هذا الحديث .
أخرجه عن إسحاق بن راهويه عن المغيرة بن سلمة عن وهيب عن أيوب ، و هذا إسناد لا مطعن من أحد فى رواته ، و هو يؤيد أنه سمع من أبى هريرة فى الجملة ، و قصته فى هذا شبيهة بقصته فى سمرة سواء .
و قال سليمان ابن كثير عن يونس بن عبيد قال : و ولاه على بن أرطأة قضاء البصرة ـ يعنى الحسن ـ فى أيام عمر بن عبد العزيز ، ثم استعفى . قال يونس بن عبيد : ما رأيت رجلا أصدق بما يقول منه ، و لا أطول حزنا .
و قال ابن عون : كنت أشبه لهجة الحسن بلهجة روبة ـ يعنى فى الفصاحة ـ .
و قال العجلى : تابعى ثقة ، رجل صالح ، صاحب سنة .
و قال الدارقطنى : مراسيله فيها ضعف .
قال ابن عون : قلت له عمن تحدث هذه الأحاديث : قال عنك ، و عن ذا ، و عن ذا .
و قال ابن حبان فى || الثقات || : احتلم سنة سبع و ثلاثين ، و أدرك بعض صفين ،
و رأى مئة و عشرين صحابيا ، و كان يدلس ، و كان من أفصح أهل البصرة و أجملهم ،
و أعبدهم ، و أفقههم .
و روى معمر عن قتادة عن الحسن قال : الخير بقدر ، و الشر ليس بقدر .
قال أيوب : فناظرته فى هذه الكلمة ، فقال : لا أعود .
و قال حميد الطويل : سمعته يقول : خلق الله الشياطين ، و خلق الخير ، و خلق الشر .
و قال حماد بن سلمة عن حميد : قرأت القرآن على الحسن ، ففسره على الإثبات ـ يعنى إثبات القدر ـ ، و كذا قال حبيب بن الشهيد ، و منصور بن زاذان .
و قال رجاء بن أبى سلمة ، عن ابن عون سمعت الحسن يقول : من كذب بالقدر فقد كفر .
و قال أبو داود : لم يحج الحسن إلا حجتين ، و كان من الشجعان .
قال جعفر بن سليمان : كان المهلب يقدمه ـ يعنى فى الحرب ـ . اهـ .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://telbana.alafdal.net
تلبانه _تلبانه
V I P
V I P
avatar


عدد المساهمات : 7224
الجنس : ذكر
تاريخ التسجيل : 08/06/2010

 الحسن البصري.... من سادات التابعين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحسن البصري.... من سادات التابعين    الحسن البصري.... من سادات التابعين Icon_minitimeالأحد 19 سبتمبر 2010, 10:54 pm

مشكور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحسن البصري.... من سادات التابعين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سعيد بن المسيب سيد التابعين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي  :: المنتديات الإسلامية :: المنتدي اللغوي والإسلامي-
انتقل الى: