منتدي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي

منتدي تعليمي، ترفيهي، اجتماعي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الجديدالجديد  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

  قطع لسان الفتان عن الطَّعن والإِفك والبُهتان

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
نور الدين
نائب المدير

نائب المدير
نور الدين


عدد المساهمات : 5431
الجنس : ذكر
تاريخ التسجيل : 26/04/2010

 قطع لسان الفتان عن الطَّعن والإِفك والبُهتان  Empty
مُساهمةموضوع: قطع لسان الفتان عن الطَّعن والإِفك والبُهتان     قطع لسان الفتان عن الطَّعن والإِفك والبُهتان  Icon_minitimeالأحد 19 سبتمبر 2010, 12:03 pm

إِنَّ الحَمْدَ لِله نَحمَدُهُ وَنَستَعِينُهُ وَنَستَغفِرُه, وَنَعوذُ بِاللهِ مِن شُرورِ أَنفُسِنا وَمِن سَيِّئاتِ أَعمالِنا، مَن يَهدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَه، وَمَن يُضلِلْ فَلا هَاديَ له، وَأَشهدُ أَنْ لا إِله إِلّا اللهُ وَحدَهُ لا شَريكَ له، وَأَشهَدُ أَنْ مُحمَّداً عَبدُهُ وَرَسولُهُ, أَمَّا بَعدُ:
قال ـ تعالى ـ: "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ".
عباد الله, إن من مقاصد هذا الدين العظيم؛حفظ أعراض المسلمين من أن تنتهك بالباطل,وأن يخاض فيها بغير حق, وقد سوّى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين عِرض المسلم ودمه وماله بقوله في حجة الوداع: "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام, كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا". متفق عليهوفي ذلك أعظم بيان لعِظَمِ حرمة عِرض المسلم.
وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخواناً, المسلم أخو المسلم لا يخذله ولا يحقره التقوى هاهنا ـ وأشار إلى صدره ـ بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه". رواه مسلم
وبيَّن ـ صلى الله عليه وسلم ـ صفة المسلم الحقيقي بقوله: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده". رواه مسلم
وحذَّر ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ من يتتبع عورات المسلمين, وتوعَّده بأَشدِّ الوعيد, فقال: "يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه, لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم؛ فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته, ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته". (صحيح الجامع/7984)
بل قد جاء في الحديث الصحيح أن الخوض في عرض المسلم ـ وقد يتعجب البعض من ذلك ويهوله الأمر ـ أنه أعظم من الربا والزنا, فعن البراء بن عازب ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "الربا اثنان وسبعون باباً أدناها مثل إتيان الرجل أمه, وإن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه". (صحيح الترغيب/1857)

وأقول: لا يهولنكم ذلك أيها الإخوة فإن هذا هو قدر ومنزلة المؤمن عند الله, ووجوب الحفاظ على حقوقه ومنها صيانة عرضه, ولكنه لم يعرف ذلك المغتاب والبهَّات, ولم يقدره حق التقدير, والعِرض هو: موضع المدح والذم من الشخص, فأصبح كثير من عوام المسلمين ـ مع الأسف ـ بل من خواصهم يظن أن العبادة محصورة في أعمال معينة لا تخرج عنها, ويطلق للسانه العنان في الخوض في أعراض الناس, ولم يعلم هذا المسكين أن كف اللسان أهم بكثير مما شغل به نفسه.
قَالَ بَعْضُهم: "أَدْرَكْنَا السَّلَفَ الصَّالِحَ وَهُمْ لَا يَرَوْنَ الْعِبَادَةَ فِي الصَّوْمِ وَلَا فِي الصَّلَاةِ, وَلَكِنْ فِي الْكَفِّ عَنْ أَعْرَاضِ النَّاسِ".
وعن أبي هريرة قال: قيل للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: يا رسول الله إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار وتفعل وتصدق وتؤذي جيرانها بلسانها. فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "لا خير فيها هي من أهل النار". قال: وفلانة تصلي المكتوبة وتصدق بأثوار (من الأقط) ولا تؤذي أحداً. فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "هي من أهل الجنة".(الصحيحة/190)
وقد وصف لنا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حال هؤلاء الوالغين في الأعراض المعصومة بأشنع وصف عندما رآهم ليلة المعراج بقوله: "لما عُرِج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم, فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم". (الصحيحة/533)
وقد قال بعض السلف: "لو كنتم تشترون الكاغَد للحفظة لسكتُّم عن كثير من الكلام". الكاغد: الورق.
وقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأساً يهوي بها سبعين خريفاً في النار". وقال: "إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب". )صحيح الجامع/1618(
عباد الله

إن آفات اللسان كثيرة, وكثيرة جداً, منها: الكذب, والغيبة, والنميمة, والبهتان, والقذف, والسَّب والشَّتم, والطعن واللعن, والتكفير والتبديع والتفسيق, ورمي الآخرين بالنفاق وبما هم منه براء, والقول على الله بغير علم, وشهادة الزور, والأَيمان الكاذبة, وفضول الكلام والثرثرة, وغيرها.
وواحدة منها كفيلة بإهلاك العبد, وبأن توبق آخرته ودنياه, فكيف إذا اجتمعت هذه كلها في شخص واحد!
يموت الفتى من عثرة بلسانه وليس يموت المرء من عثرة الرِّجْل
فعثرته بالقول تذهب رأســــه وعثرته بالرجـل تبرا على مهـــلِ
وقد ذكر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن شرّ الناس منزلة يوم القيامة من كان سيِّءَ الخلق, ينفر الناس منه, ويخافون من لسانه, فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "يا عائشة إن من شر الناس منزلةً عند الله يوم القيامة من ودعه الناس اتقاء فحشه". رواه البخاري. ودعه: تركه.
وقال سفيان بن حسين: "ذكرت رجلاً بسوء عند إياس بن معاوية، فنظر في وجهي، وقال: أغزوتَ الرومَ؟ قلت: لا، قال: فالسِّند والهند والترك؟ قلت: لا، قال: أفَتسلَم منك الروم والسِّند والهند والترك، ولم يسلَمْ منك أخوك المسلم؟! قال: فلَم أعُد بعدها". "البداية والنهاية" (13/121)
وَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "عَلَيْكُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ فَإِنَّهُ شِفَاءٌ، وَإِيَّاكُمْ وَذِكْرَ النَّاسِ فَإِنَّهُ دَاءٌ".
وقد حذر ربنا ـ جل وعلا ـ عباده من معصية البهتان في قوله ـ تعالى ـ: "وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا".
قال ابن كثير: "أي: ينسبون إليهم ما هم بُرَآء منه لم يعملوه ولم يفعلوه، "فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا" وهذا هو البَهْت البيِّن؛ أن يحكى أو ينقل عن المؤمنين والمؤمنات ما لم يفعلوه، على سبيل العيب والتنقص لهم"."ابن كثير"(3/517)
والبهتان من أعظم الذنوب التي توبق صاحبها في نار جهنم والعياذ بالله, فقد جاء فيه الوعيد الشديد في قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "خمس ليس لهن كفارة: الشرك بالله, وقتل النفس بغير حق, وبَهت المؤمن, والفرار من الزحف, ويمين صابرة يَقتطِع بها مالاً بغير حق". (صحيح الجامع/3247)
وجاء الوعيد الأشد أيضاً في قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال". (الصحيحة/437) ردغة الخبال: عصارة أهل النار.
قال الفضيل: "في آخر الزمان قوم بهَّاتون غيَّابون فاحذروهم فإنهم شرار الخلق, ليس في قلوبهم نور الإسلام, هم أشرار لا يرتفع لهم إلى الله عمل".
وعن أبي هريرة أنه قيل: يا رسول الله، ما الغيبة؟ قال: "ذكرُكَ أخاك بما يكره". قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: "إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بَهَتَّه". رواه مسلم
وسبب هذه الآفات اللسانية يا عباد الله, هو تزكية العبد نفسه وحسن ظنِّه بها, وفي نفس الوقت سوء ظنِّه بالآخرين من عباد الله, وهذه وآفةٌ أيُّ آفة, ومَهلكةٌ أيُّ مَهلكة.
قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم".
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "إياكم والظنَّ فإن الظن أكذب الحديث". متفق عليه
"قال سهل بن عبد الله: "من أراد أن يسلم من الغيبة، فليسد على نفسه باب الظنون، فمن سلم من الظن سلم من التجسس، ومن سلم من التجسس سلم من الغيبة، ومن سلم من الغيبة سلم من الزور، ومن سلم من الزور سلم من البهتان".
"قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ مُسْلِمٍ يَسْمَعُ مِنْ أَخِيهِ كَلِمَةً يَظُنُّ بِهَا سُوءًا وَهُوَ يَجِدُ لَهَا فِي شَيْءٍ مِنْ الْخَيْرِ مَخْرَجًاً. وَقَالَ أَيْضًا: لَا يَنْتَفِعُ بِنَفْسِهِ مَنْ لَا يَنْتَفِعُ بِظَنِّهِ.
قَالَ الشَّاعِرُ:
وَأَبْغِي صَوَابَ الظَّنِّ أَعْلَمُ أَنَّهُ إذَا طَاشَ ظَنُّ الْمَرْءِ طَاشَتْ مَعَاذِرُهْ
وَقَالَ أبو الطيِّب:
إذَا سَاءَ فِعْلُ الْمَرْءِ سَاءَتْ ظُنُونُهُ وَصَدَّقَ مَا يَعْتَادُهُ مِنْ تَوَهُّمِ". "الآداب الشرعية"(1/77)
قال أبو قِلابة الجرمي: "إذا بلغك عن أخيك شيء تكرهه فالتمس له العذر جهدك؛ فإن لم تجد له عذراً فقل في نفسك: لعلَّ لأخي عذراً لا أعلمه". "الحلية لأبي نعيم" (2/285)
وكما قال بعضهم: "المؤمنون عذّارون, والمنافقون عثّارون".
نعم أيها الإخوة, هذا هو الفرق بين المؤمن والمنافق, المؤمن يلتمس الأعذار لإخوانه, ويحمل كلامهم وأفعالهم على أحسن المحامل, حتى ولو كان ظاهرها السوء, وذلك لأن نفسه طاهرة زكية, فيحسب كل الناس مثلَه, ويحب لهم ما يحب لنفسه, أما المنافق فإنه يتلمس الزلات ويطلبها, بل إن رأى حسنة بذل جهده ليجعلها زلة, وذلك لأن نفسه دنِسة خبيثة, فيحسب كل الناس مثلَه, ولا يحب لهم الخير.
وقد كان من دعاءه ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "اللهم إني أعوذ بك من جار السوء, ومن زوج تشيبني قبل المشيب, ومن ولد يكون علي ربًّا, ومن مال يكون علي عذاباً, ومن خليل ماكر عينه تراني وقلبه يرعاني, إن رأى حسنة دفنها وإن رأى سيئة أذاعها". (الصحيحة/3137)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://telbana.alafdal.net
نور الدين
نائب المدير

نائب المدير
نور الدين


عدد المساهمات : 5431
الجنس : ذكر
تاريخ التسجيل : 26/04/2010

 قطع لسان الفتان عن الطَّعن والإِفك والبُهتان  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قطع لسان الفتان عن الطَّعن والإِفك والبُهتان     قطع لسان الفتان عن الطَّعن والإِفك والبُهتان  Icon_minitimeالأحد 19 سبتمبر 2010, 12:04 pm

الخطبة الثانية
الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على من لا نبي بعده, وبعد:
عباد الله, ما ذكرناه في الخطبة الأولى من حق المسلم على المسلم, أيِّ مسلم كان, فكيف إذا كان هذا المسلم من العلماء الأتقياء, ومن الأولياء والأصفياء؟ لا شك أن حقه يكون أعظم من غيره, وأن النصوص السابقة تنطبق عليه من باب أولى, إذ إن حقوق علماء هذه الأمة على أفرادها عظيمة جداً, لا ينكرها إلا من أعمى الله بصيرته, ولا يجحدها إلا ضال مارق, فمن حقوق العلماء على هذه الأمة ـ وهي كثيرة ـ أَلّا يَغتابَوهم, ولا يَذكرَوهم بسوء, فمن فعلَ ذلكَ فإِنَّ جِنايَتَه على الإِسلامِ عظيمةٌ, لأَنَّ غيبةَ العُلماءِ أَشدُّ من غيبةِ غَيرِهم, والطعنَ فيهِم أَشدُّ من الطعنِ في غيرِهم, مِن حيثُ الإِثم, ومن حيثُ الأَثر, لما لهم من الفضلِ والمَكانةِ في الدِّين.
قال الطحاوي ـ رحمه الله ـ: "وعُلماءُ السَّلفِ من السَّابِقينَ, وَمَن بَعدَهُم من التَّابِعينَ ـ أَهلُ الخيرِ والأَثرِ, وَأَهلُ الفِقهِ وَالنَّظر ـ لا يُذكَرونَ إِلَّا بالجَميلِ, وَمَن ذَكَرهُم بِسوءٍ فَهوَ على غَيرِ السَّبيلِ"."شرح العقيدة الطحاوية" ص491
وقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "إن الله تعالى قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب". رواه البخاري
وقد قال الإمامان الجليلان الشافعي وأبو حنيفة رضي الله عنهما: "إذا لم يكن العلماء أولياء الله تعالى، فليس لله ولي".
فكيف تسول هذه النفس الأمارة بالسوء لصاحبها أن يقع في أولياء الله, فيكون محارباً لله؟!
وقال مالك بن دينار ـ رحمه الله ـ: "كفى بالمرء شراً أن لا يكون صالحاً, وهو يقع في الصالحين".
وقد نصّ أهل العلم على أن لحوم العلماء ليست كلحوم باقي المسلمين, بل هي قاتلة لمن أكلها.
قال الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ: "لحوم العلماء مسمومة, من شمها مرض ومن أكلها مات".
ذكر الحافظ ابن حجر في كتابه "الدرر الكامنة" في ترجمة القاضي محمد بن عبد الله الزبيدي الفقيه الشافعي, قال عنه الجمال المصري محمد بن أبي بكر بزبيد: أنه شاهده عند وفاته وقد اندلع لسانُه وأسودَّ, فكانوا يرون أن ذلك بسبب كثرة وقيعته في الشيخ محيي الدين النووي رحمه الله تعالى.
ويقولُ الحافظُ ابنُ عَساكِرَ ـ رحمه الله ـ: "وَاعلَم يا أَخِي ـ وَفَّقَنا اللُه وَإِيَّاكَ لِمَرضَاتِه, وَجَعَلَنا مَمَّنْ يَخشاهُ وَيتَّقيهِ حَقَّ تُقاتِه ـ أَنَّ لُحومَ العُلماءِ ـ رحمةُ اللهِ عليهِم ـ مَسمومةٌ, وعادةُ اللهِ في هَتْكِ أَستارِ مُنتقِصيهِم مَعلومَةٌ؛ لِأَنَّ الوَقيعَةَ فيهِم بِما هُم منهُ بَراء أَمر عَظيمٌ, والتَّناوُلَ لِأَعراضِهِم بالزُّورِ والافتِراءِ مَرتَعٌ وَخيمٌ ... وَكُلُّ مَن أَطلقَ لِسانَه في العُلماءِ بالثَّلبِ, بَلاهُ اللهُ قبلَ موتِه بِموتِ القَلبِ". "تبيين كذب المفتري"ص30
وَيقولُ الشيخُ ابنُ عثيمينَ ـ رحمه الله ـ: "وَغيبةُ العلماءِ لَيسَت كَغيبةِ عامَّةِ النَّاسِ, لِأَنَّ العُلماءَ لهم مِنَ الفَضلِ وَالتَّقدِيرِ وَالاحتِرامِ ما يَليقُ بِحالِهم, وَلِأَنَّ غِيبةَ العُلَماءِ تُؤَدِّي إِلى احتِقارِهم وَسُقوطِهِم مِن أَعيُنِ النَّاسِ, وبالتَّالي إِلى احتِقارِ ما يَقولُونَ مِن شَريعَةِ اللهِ, وَعَدمِ اعتِبارِها, وَحينَئِذٍ تَضِيعُ الشَّريعَةُ بِسببِ غِيبةِ العُلماءِ, وَيَلجَأُ النَّاسُ إِلى جُهَّالٍ يُفتونَ بغيرِ عِلمٍ". "مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (21/42)
وَلِله دَرُّ علٍّي بن أبي طالب إِذ قالَ:
النَّاسُ مِن جِهةِ التِّمثالِ أَكفاءُ أَبـــــوهُمُ آدمُ وَالأمُّ حَــــــــوَّاءُ
فَإِنْ يَكُن لهم في أَصلِهِم نَسَبٌ يُفاخِرُونَ بِهِ فَالطِّينُ وَالمَــــــاءُ
مَا الفَضْلُ إِلَّا لِأَهلِ العِلمِ إِنَّهُمُ عَلى الهُدَى لِمَنِ استَهْدَى أَدِلَّاءُ
وَقَدْرُ كُلِّ امرِئٍ ما كانَ يُحسِنُهُ وَالجاهِلُونَ لِأَهلِ العِلمِ أَعـــداءُ
فَفُزْ بِعِلمٍ تَعِشْ حَيَّاً بِهِ أَبَداً النَّاسُ مَوتَى وَأَهلُ العِلمِ أَحياءُ
قال السَّخاوي ـ رحمه الله ـ: "إنما الناس بشيوخهم, فإذا ذهب الشيوخ فمع من العيش؟". "فتح المغيث"(2/320)
وقد جاء في السنة الصحيحة أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نهى عن سب الديك لأن له فائدةً في الدين, وهي أنه يوقظ للصلاة, فكيف بالعلماء الذين فضلهم على الأمة لا يحصي قدره إلا باري البريات؟!
وأخيراً أقول: ماذا يعني الطعن في العلماء وإسقاطهم؟ ألا يعني ذلك هلاك الأمة بأسرها؟ ألا يعني ذلك هدم الإسلام من قواعده؟ أليس هذا ما يريده أعداء هذه الأمة من الكفار والمنافقين والمتربصين؟ فإنه إذا ذهب العلماء ذهب العلم, وإذا ذهب العلم تصدر الجهال, وإذا تصدر الجهال ساد الجهل, وإذا ساد الجهل هلكت هذه الأمة. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
خطبة جمعة ألقيت في مسجد عناتا الكبير
يوم الجمعة:13/6/2008م
الموافق:9/جمادى الثانية/1429هـ
كتبها وألقاها:
علي بن محمد أبو هنية
أبو عبد الله السَّلفي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://telbana.alafdal.net
تلبانه _تلبانه
V I P
V I P
avatar


عدد المساهمات : 7224
الجنس : ذكر
تاريخ التسجيل : 08/06/2010

 قطع لسان الفتان عن الطَّعن والإِفك والبُهتان  Empty
مُساهمةموضوع: رد: قطع لسان الفتان عن الطَّعن والإِفك والبُهتان     قطع لسان الفتان عن الطَّعن والإِفك والبُهتان  Icon_minitimeالأحد 19 سبتمبر 2010, 6:43 pm

مشكور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قطع لسان الفتان عن الطَّعن والإِفك والبُهتان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أحاديث (يأجوج ومأجوج)الوارده على لسان النبى
» حكم الوساطه فى الشريعه الأسلاميه الوارده فى حديث النبى"ص" اشفعوا تؤجروا ويقضى الله على لسان رسوله ما يشاء"

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي  :: المنتديات الإسلامية :: المنتدي اللغوي والإسلامي-
انتقل الى: