إن الحمد لله، نحمده و نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون } ، { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } ، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } .
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخيرَ الهدي هدي محمد صلى الله عليه و على آله وصحبه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أيها المسلمون، هذه نصيحة للشباب في استغلال الأوقات والإفادة من الفراغ ،لأن هذا الفراغ وهذا الوقت إما أن يكون لك وإما أن يكون عليك ، فنصيحتي لإخواننا أن يستغلوا أوقاتهم في ما ينفعهم عند الله سبحانه وتعالى، فإن الوقت هو الحياة وهو مزرعة الأخرة، فليعمل الإنسان وليجتهد وليستثمر هذا الوقت في طاعة الله عز وجل، فإن الإنسان إذا لم يشتغل بما ينفعه فإنه سوف يشتغل بما يضره، وهكذا النفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية ، فياإخواننا أنتم مُقدِمون على إجازة، وهذه أوقات فارغة وأيام محسوبة عليكم فاستغلوها فيما ينفعكم، في طلب العلم النافع وفي الإستفادة وفي طاعة الله عز وجل ، ومعلوم أن خير ما تُصرف فيه الأوقات هو عبادة الله سبحانه وتعالى، من الصلاة ومن الذكر ومن تلاوة القرآن ومن المكوث في المسجد ومن مذاكرة العلم ومن حضور الدروس والمجالس العلمية وغير ذلك من الطاعات والقروبات التي لا ينبغي للشاب أن يغفل عنها أبداً، بدلاً من أن يصرف وقته في ما لاينفعه ويستغله الشيطان فيشغله في مايضره ، يشغله بالمعاصي والذنوب كما هو معلوم، فأولاً ينبغي للشاب في هذه الحالة أولاً أن يتخير الرفقة الصالحة التي تعينه على طاعة الله عز وجل، أن تبحث على أناس صالحين أناس طيبين تشتغل معهم فيما يرضي الله سبحانه وتعالى، تشتغل معهم في طلب العلم في الإفادة، ولاتبحث ولاتصاحب رفقاء السوء فإنهم يشغلونك في معصية الله عز وجل، فأحذر أن تصاحب رفيق السوء، فإنه يصحبك إلى المعاصي والذنوب أبتعد عن هؤلاء الذين يضيعون أوقاتهم ويشتغلون في مايضرهم ولاينفعهم، وصاحب الصالحين وطلاب العلم الذين يصرفون أوقاتهم في طاعة الله عز وجل وفي ماينفعهم ، وكذلك أيضاً عليك أن تستثمر هذا الوقت وأنت في قوة الشباب وفي صحة الذهن وفي عافية البدن وكثرة الفراغ، أن تصرف ذلك في طلب العلم النافع، فتبدأ بحفظ كتاب الله عز وجل، تبدأ بحفظ كتاب الله عز وجل، تشتغل به ليلاً ونهاراً، تحفظ منه ما استطعت جزءً أو جزئين أو ثلاثة أجزاء بقدر ما تستطيع، وهكذا حتى تكمله، فلتكن بداية هذه الرحلة المباركة من هذه الإجازة أن تبدأ بحفظ كتاب الله عز وجل، تحفظ في هذه الإجازة جزءً أو جزئين ثم تكمل وهكذا إلى أن تختم القرآن الكريم ،وهكذا تحفظ في حديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تبدأ بحفظ كتاب أو رسالة في الحديث النبوي، وخير مايُحفظ بعد كتاب الله عز وجل حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام، تحفظ الأربعين النووية أو عمدة الأحكام أو بلوغ المرام والكتب النافعة، تبدأ تحفظها وكذلك أيضاً تستثمر الوقت في حضور الدروس في طلب العلم النافع، فإذا سمعت مثلاً بدروس أو بدورة علمية أو محاضرات نافعة أن تكون حريصاً على حضورها وعلى الإستفادة منها، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقتا وإياكم إلى ما يحبه ويرضاه أقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى أهله وأصحابه أجمعين .
أما بعد.
عباد الله، إن الله سبحانه وتعالى أثنى في كتابه، وزكى العلم والعلماء، ولو لم يكن من ذلك إلا أنه قارن شهادة العلماء بشهادته سبحانه وتعالى وشهادة ملائكته ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ) هذه الأية يقول العلماء إنها من أعظم مناقب أهل العلم ، بل هي ربما أعظم منقبة لهم، إن الله سبحانه وتعالى قرن شهادة العلماء بشهادته وشهادة ملائكته، مما يدلك على رفعة أهل العلم، ، شهد الله أنه لا إله إلا هو، هذه شهادة عن الوحدانية، فالله سبحانه وتعالى شهد على هذه الوحدانية وكذلك شهدت ملائكته وأيضاً شهد أهل العلم، فالله عز وجل هو الشاهد الأول ،والملائكة هم الشاهد الثاني، والعلماء هم الشاهد الثالث، فتأمل في هذه الرتبة الرفيعة في أهل العلم، شهادة الله ثم شهادة الملائكة ثم شهادة العلماء ، فمن أراد أن يحظى بهذه المرتبة، وأن يفوز بهذه المنزلة، فعليه بطلب العلم النافع والتحصيل حتى يصل إلى هذه الرتبة، ومن جد وجد ومن سار على الدرب وصل كما يقولون، فإن الإنسان إذا أجتهد في التحصيل والإشتغال وفي ملازمة طلب العلم ليلاً ونهاراً فإنه سيكون من العلماء، سوف يصل إلى هذه الرتبة إن شاء الله، ليس في الدين الإسلامي رجال دين لايمكن لأحد من الناس أن يصل إلى رتبتهم أو يكون منهم لا، وإنما الإسلام ليس فيه هذا ، رجال لهوت مثلاً، أو رجال دين، أو رجال كنيسة، وإنما الإسلام من طلب العلم النافع ومن جد واجتهد وحصله وعمل أصبح من أهل العلم كائن من كان وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يصلح قلوبنا، وأن يصلح أحوالنا، وأن يصلح أعمالنا، وأن يصلح نياتنا .
اللهم أغفرلنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا، وأنصرنا على القوم الكافرين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ودمر أعداءك أعداء الدين وأجعل هذا البلد أمناً مطمائناً وسائر بلاد المسلمين يارب العالمين ، اللهم وفق إمامنا لما تحبه وترضاه، وفقه لما فيه صلاح البلاد والعباد وإلي مافيه خير الإسلام والمسلمين وسائر حكام المسلمين يارحم الراحمين والحمد لله رب العالمين