أهدى لنا ابن القيم [ت: 751] عدة فوائد لليقين قدمها لنا في كتابه الرائق (مدارج السالكين) فقال:
«اعلم يا أخي أن اليقين من الإيمان بمنزلة الروح من الجسد، وبه تفاضل العارفون وفيه تنافس المتنافسون، وإليه شمَّر العاملون، وعمل القوم إنما كان عليه وإشاراتهم كلها إليه، وإذا تزوج الصبر باليقين: ولد بينهما حصول الإمامة في الدين.
قال الله تعالى – وبقوله يهتدي المهتدون - : "وَجَعَلۡنَا مِنۡ?ُمۡ أَٮِٕمَّةً۬ يَ?ۡدُونَ بِأَمۡرِنَا لَمَّا صَبَرُواْۖ وَڪَانُواْ بِـَٔايَـٰتِنَا يُوقِنُونَ" [السجدة: 24].
وخص سبحانه أهل اليقين بالانتفاع بالآيات والبراهين، فقال وهو أصدق القائلين: "وَفِى ٱلۡأَرۡضِ ءَايَـٰتٌ۬ لِّلۡمُوقِنِينَ" [الذريات: 20].
وخص أهل اليقين بالهدى والفلاح من بين العالمين، فقال: "وَٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ وَبِٱلۡأَخِرَةِ هُمۡ يُوقِنُونَ * أُوْلَـٰٓٮِٕكَ عَلَىٰ هُدً۬ى مِّن رَّبِّهِمۡۖ وَأُوْلَـٰٓٮِٕكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ" [البقرة: 4، 5].
وأخبر عن أهل النار أنهم لم يكونوا من أهل اليقين، فقال تعالى: "وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقٌّ۬ وَٱلسَّاعَةُ لَا رَيۡبَ فِي?َا قُلۡتُم مَّا نَدۡرِى مَا ٱلسَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلَّا ظَنًّ۬ا وَمَا نَحۡنُ بِمُسۡتَيۡقِنِينَ" [الجاثية: 32].
فاليقين روح أعمال القلوب التي هي روح أعمال الجوارح، وهو حقيقة الصديقية، وهو قطب هذا الشأن الذي عليه مداره» 1.