ل يقال للواحد: (السلام عليك) أم (السلام عليكم) ؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
سئل العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-:
ما هي صيغة السلام؟
فأجاب:
السلام أن تقول: السلام عليك إذا كان واحداً، والسلام عليكم إذا كانوا جماعة. الدليل: أن رجلاً جاء فدخل المسجد وصلى صلاةً لا يطمئن فيها، ثم جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال: (السلام عليك يا رسول الله! فرد عليه السلام، وقال: ارجع فصل فإنك لم تصل)، وإذا كنت تخاطب اثنين فقل: السلام عليكم لأنه يجوز مخاطبة الاثنين بصيغة الجمع، وإذا كنت تسلم على أمك ماذا تقول؟ السلام عليكِ يا أمي! لماذا؟ لأن الكاف إذا خوطب بها امرأة تكون مكسورة، وإذا دخلتَ على خالاتك وهن أربع أو خمس ماذا تقول؟ السلام عليكن ورحمة الله وبركاته لأن الكاف للخطاب فتكون على حسب المخاطب. وبماذا يرد المسلم عليه؟ يعني يقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سلم عليك، قال: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، تقول: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، لا ما نع، المهم أن تقول: السلام عليك؟ خطأ. تقول: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بالواو أو بدونها؟ بالواو، وبدونها أيضاً، يعني: وعليكم السلام أو تقول عليكم السلام، الواو أفضل وبدونها جائز، ما تقولون في رجل قلنا له: السلام عليك، فقال: أهلاً ومرحباً، وحياكم الله وتفضل، واليوم يوم سرور، وهذا من أفضل الأيام عندنا، وفقك الله وزادك علماً وتقوىً وهدىً، أيكون قد رد السلام؟ ما رد السلام، مع أنه ذكر سطرين يمكن أن فيها رد السلام. أقول: لو أن الإنسان ملأ الدنيا كلها بردٍ ليس فيه عليك السلام، فإنه لا يعد راداً للسلام ويكون آثماً؛ لأن رد السلام واجب بالمثل أو أحسن، لقول الله تبارك وتعالى: وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا [النساء:86] فبدأ بالأحسن، ثم قال: أو ردوها، وهذا هو الواجب.
المصدر: دروس وفتاوى الحرم المدني لابن عثيمين 1/81 شاملة2
سؤال آخر:
من مستمع للبرنامج من عمان يقول يقتصر البعض من الأخوة على لفظ السلام عند قول السلام عليكم والبعض من الإخوة يقولون السلام على من اتبع الهدى نرجو التوضيح في ذلك مأجورين؟
فأجاب رحمه الله تعالى: هذا السؤال سؤالٌ مهم وينبغي أن نلم بشيء من أحكام السلام فالسلام تحية المسلمين وصيغته أن يقول السلام عليك إن كان يسلم على واحد أو السلام عليكم إن كان يسلم على جماعة ويكون بلفظ التعريف السلام عليكم أو السلام عليك ويجوز أن يكون بلفظ سلامٌ عليكم وإن اقتصر على قوله السلام فلا بأس فإن إبراهيم عليه الصلاة والسلام لما رد السلام على الملائكة حين قالوا سلاماً قال سلامٌ أي عليكم سلام وكذلك الابتداء يقول المسلم سلام يعني سلامٌ عليكم أو السلام يعني السلام عليكم ولا بأس في هذا ورد السلام فرض عين على من قصد بالسلام فيجب على المسلَّم عليه أن يرد ويكون رده أحسن من الابتداء أو مثله لقول الله تعالى (وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا) فإذا قال المسلم السلام عليك قل وعليك السلام وإذا قالها بصوت واضح بين فأجبه بصوتٍ واضحٍ بين ويوجد بعض الناس لا يرد بأحسن مما سلم عليه به ولا بمثله فتجده يقول في الرد أهلاً ومرحباً دون أن يقول عليك السلام وهذا لا يحصل به براءة الذمة ولا يسقط به الواجب لأن الرجل دعا له بالسلام قال السلام عليك وهذا لم يرد عليه إلا أنه رحب به فقط ولم يدعو له بسلامٍ كما دعا له هو به ومن الناس من يرد بمثل ما سلم به عليه لكن الكيفية تختلف فتجد المسلم يسلم بسلامٍ واضح بين ثم يرد هو بأنفه يعني يرد رداً ضعيفاً يُسْمَع أو لا يُسْمَع وهذا الرد ليس مثل التحية ولا أحسن منها ومن الناس من يسلم عليه المسلِّم وهو ملقي إليه وجهه باش به فيرد عليه وهو مصعرٌ وجهه وبكبرياء وغطرسة وهذا لم يرد بأحسن من التحية ...
المصدر: فتاوى نور على الدرب النصية لابن عثيمين ص1 شاملة 2