دخلتوسائل الإعلام الأردنية السبت على خط "أزمة التشويش" التي أكدت شبكةالجزيرة بموجبها أن التشويش الذي تعرضت له قنواتها الرياضية أثناء نقلهامباريات كأس العالم في جنوب أفريقيا مصدره الأردن.
فقد اعتبر الكاتب والمحلل السياسي فهد الخيطانأن اتهامات الجزيرة للأردن بالمسؤولية عن التشويش "لم تكن مفاجئة لأوساطإعلامية وسياسية أردنية".
وقال في مقال نشرته صحيفة العرب اليوم "بعدأيام قليلة على نهاية البطولة (كأس العالم) تسربت معلومات تفيد بأنالتحقيقات الفنية التي أجراها فريق من الخبراء الدوليين أظهر أن التشويشالمتعمد على بث الجزيرة جاء من الأراضي الأردنية وتحديدا من منطقة قربمدينة السلط، ولم يؤخر إعلان هذه النتيجة إلا رغبة إدارة المحطة إجراءمزيد من الاختبارات الفنية للتأكد من صحة النتائج، والتباحث مع الجهاتالمعنية بحقوق البث مثل الفيفا وإدارة عرب سات التي جرى التحقيق بتنسيقمباشر معها".
ودعا الخيطان لتشكيل لجنة تحقيق فنية محايدةتتولى الجامعة العربية اختيار أعضائها ويشارك فيها مندوبون عن الأردنوقناة الجزيرة تفحص الأدلة والتقارير التي أعدها خبراء أجانب، ويلتزمالطرفان بعدم القيام بأي إجراءات قانونية أحادية حتى تنهي اللجنة أعمالها.
وقال "إذا ثبتت صحة تقارير الجزيرة فعلىالحكومة أن تتحلى بالشجاعة وتتحمل المسؤولية سواء كان التشويش بقرار رسميأم عملا فرديا، لأننا في الحالتين نكون قد اخترقنا القواعد القانونيةوالأخلاقية وأسأنا لنحو 167 مليون مشاهد عربي".
وبحسب الخيطان فإن "هذا هو الطريق الأمثللملاحقة الأزمة، وبخلاف ذلك فإن المشكلة ستتفاقم خاصة إذا ما توجهتالجزيرة إلى مقاضاة الأردن دوليا وما يترتب على ذلك من إساءة لسمعتنا فيالعالم ومطالبتنا بتعويضات باهظة، وحينها قد تلجأ منظمات أممية مثل الفيفاإلى اتخاذ إجراءات عقابية بحقنا، في كل الأحوال سنكون في وضع محرج أمامالعالم كله، والمؤكد أن لا أحد في الأردن يريد ذلك".
|
التشويش حرم ملايين المشاهدين من متابعة أجزاء من المباراة الافتتاحية (الجزيرة)
|
امتحان عسيروتحدثالكاتب عن العلاقات الأردنية القطرية التي قال إنها "تواجه امتحانا عسيرافقد سبق أن دخلت في أزمات لأسباب أقل أهمية من قضية التشويش تطلب حلهاجهوداً دبلوماسية مضنية".
في سياق مقابل اتهم الكاتب الأردني باتر وردم-في مقال نشرته صحيفة عمون الإلكترونية- التقرير الذي نشرته صحيفة ذيغارديان بأنه سعى لتسييس قضية التشويش.
وقال إن تقرير ذي غارديان "لم يذكر أية تفاصيلمرجعية ولا وثائق متاحة بل حاول إدخال البعد السياسي بشكل غريب وغير مهنيبالقول بأنه (من غير المحتمل أن يحصل التشويش بدون علم السلطات الأردنية)،ومن ثم حاول الخوض في تفاصيل المباحثات التي أفشلتها قناة الجزيرةالرياضية لبث بعض المباريات في الأردن، محاولا استخدامها مبررا للقيامبهذا الإجراء الانتقامي".
وأضاف "في اليوم التالي بثت شبكة الجزيرةبيانا تبنت فيه رأي غارديان وقالت إن تحقيقا موسعا –في أقل من 24 ساعة-قام به مختصون مستقلون –غير مذكورين بطبيعة الحال- أكد أن التشويش أتى منالأردن وبأن القناة تطالب الحكومة الأردنية بالرد، وما إلى ذلك من الحديثعن حقوق البث والمحاسبة... إلخ".
وخلص وردم لاعتبار أن "مثل هذه القضايا الفنيةتناقش بشكل مفتوح وبناء على المرجعيات العلمية والوثائق"، وقال "من حققناة الجزيرة أن تحمي حقوق بثها ولكن من حق الأردن أيضا الحصول علىالوثائق وأن لا يتعرض لحملة من التحريض بدون الكشف عن ملابسات الموضوع،كما يمتد هذا الحق أيضا إلى محاسبة المسؤولين عن هذا التحريض في حال تبينأن الادعاء كان غير صحيح، خاصة أن قناة الجزيرة وضعت السلطات الرسميةالأردنية في موقع الاتهام منذ اللحظة الأولى وبدون بيان التفاصيل".
في سياق التغطيات كان لافتا ابتعاد الصحفاليومية عن الخوض في تحليل أو نشر أي تقارير موسعة حول الأزمة، واكتفتجميعها -باستثناء صحيفة الدستور- بنشر النفي الرسمي الذي صدر عن الحكومةالأردنية، وهو ما يعكس بحسب إعلاميين رغبة رسمية في الابتعاد عن التصعيدمع الجزيرة ودولة قطر.
واللافت أن صحيفة الرأي التي تصنف على أنهاناطقة باسم الحكومة غابت تماما عن أي تغطيات، ولم ينشر على صفحاتها سوىمقال ناقش القضية، فيما غابت المناقشة عن الأعمدة الرئيسية لكتابها.
صحيفة الدستور الأردنية نشرت السبت تغطية موسعة تناولت الاتهامات للأردن بأنه مصدر التشويش على قنوات الجزيرة الرياضية.
وأوردت الصحيفة جملة طويلة من الأسئلة دافعتفيها عن وجهة النظر الأردنية، كان من بينها شرح عن أكبر محطة تجسسإسرائيلية موجودة في صحراء النقب، وتساؤل إن كانت الجزيرة "شوشت" علىنفسها للانسحاب من قمر نايل سات دون شروط جزائية.
وبعيدا عن غياب الصحف الورقية فإن الصحفالإلكترونية أفردت مساحات واسعة للتغطيات المتعلقة بأزمة التشويش، وتركتهذه الصحف المجال مفتوحا للقراء للإدلاء بآرائهم في الأزمة والتي انقسمتبين من أيد وجهة النظر الرسمية ومن طالب بالتحقيق، فيما ذهب قلة منالمعلقين للتعامل بشكل فكاهي مع الأزمة.