عمان - الدستور - نيفين عبدالهادي
يثبتيوما بعد آخر بطلان الادعاءات التي اوردتها قناة الجزيرة بشأن اتهامالاردن بالتشويش على القناة اثناء نقل مباريات كأس العالم لكرة القدم.0102. سواء كان على الصعيد المهني او على الصعيد الفني والهندسي.
فعلىالرغم من المطالبات الرسمية الاردنية بضرورة اظهار الوثائق التي تؤكد صحةادعاءات القناة ، وان تنشر صحيفة الجارديان ما لديها من اثباتات وفق ماذكرته في تقريرها الاول عن القضية ، إلاّ ان ايا منهما لم يقدم شيئا حتىالآن.
اعلاميون رأوا في حديثهم لـ"الدستور" ان ما تقوم به الجزيرةطريقة من طرق الاثارة الاعلامية والاعلانية ، ولا اساس لكل ما تدعيه منالصحة ، سيما وان التشويش الذي تدعيه القناة يحتاج بداية الى اسباب مقنعةلاقترافه ، فلماذا يشوش الاردن على القناة؟ ، كما انه يحتاج الى امكانياتفنية غير متوفرة في الاردن ، اضافة الى ان الاردن لم يُعرف في اي وقت مضىبمثل هذه الاجراءات غير المهنية.
وقال اعلاميون خلال رصد لردودفعلهم قامت به "الدستور" ان الجزيرة جعلت من القضية اكبر من كونها مهنيةوفنية ، بل تجاوزت ذلك لتقربها من السياسة.
ورأى الاعلاميونانفسهم ان الأردن لو رغب يوما في التشويش على القناة او غيرها ، كانالاجدى أن يشوش على برامج اخرى وسلسلة حلقات كانت قد خصصت في ذات القناةتستهدف الاردن ، لكن هذا النهج لم يكن يوما حاضرا على اجندات الاردن ، بلكان دوما ابوابه مفتوحة للجميع ، ويتقبل اي آراء ، وحتى مواقف.
د. سمير مطاوع
وزيرالاعلام الاسبق د. سمير مطاوع تساءل بداية ، ما مصلحة الاردن كدولةبالتشويش على الجزيرة ، فأي جهة او شخص يعمد التشويش على آخر يكون بينهمامنافسة ، وحتما هذا الامر غير متوفر بين طرفي التشويش ، واذا ما دققنا فيهذه المسألة تحديدا نجد ان اسرائيل هي الجهة الوحيدة التي لم تلتزم ببثالجزيرة الحصري للمباريات وكانت تبثها على قناتين مفتوحتين لها.
واكدد. مطاوع انه لا يوجد للاردن مصلحة بالمطلق في التشويش على القناة ، اضفالى ذلك وبحكم عملي في الاعلام ودخولي بتفاصيل مهنية ، فانه لا يوجد فيالاردن اي امكانية على الاطلاق للتشويش على القناة ، وليس لدينا التسهيلاتالتقنية التي تمكننا من احداث التشويش.
وفيما يتعلق بتعامل صحيفةالجارديان مع القضية ، قال د. مطاوع: بحسب علمي بهذه الصحيفة ، ومنهجتحريرها ورصانتها وانها من الصحف الغربية القليلة التي تنظر بعين ايجابيةلقضايا المنطقة ، استغرب عن السبب الذي دفعها للقيام بنشر هذه المادة.
وطالبمطاوع الجانبين بأنه اذا كان لديهما التوثيق الصحيح فليظهروه ، سيما وانالاردن طالب رسميا بذلك ، وبحضور لجنة فنية تتابع هذه القضية ، مؤكدا انهفي حال حضور اللجنة حتما العالم كله سيعرف الحقيقة خلال 24 ساعة.
د. عزت حجاب
عميدكلية الصحافة في جامعة اليرموك الدكتور عزت حجاب ، اتفق مع مطاوع على انالتشويش لا يخدم مصلحة للاردن ، متسائلا ، لمصلحة من يحدث ذلك وهل للاردنمصلحة ام لا في هذه المسألة؟ معتبرا الاجابة على هذا السؤال حتما ستحسمالكثير من الجدل عند الجزيرة.
وشدد د. حجاب على انه لم يعرف يوماعن الاردن انه قام بمثل هذه الاجراءات ، ولم يقم الاردن بمثل ذلك فيالسابق ، معتبرا التشويش بحد ذاته ليس مسألة صعبة ، وعملية يمكن لكثير منالمحترفين القيام بها ، لكن الاردن لماذا يقوم بذلك كدولة.
وأشارالى ان الجزيرة لو كانت تهدف بالفعل مسألة مهنية فنية ، للجأت للقنواتالرسمية بعيدا عن الضجيج الاعلامي والاثارة التي احدثتها ، لكن يبدو واضحاان الامور لا تؤخذ بحسن نوايا ، والهدف منها ان تكال مجموعة من التهمتستهدف بها الاردن.
جهاد المومني
الكاتب الصحفي والمحللالسياسي جهاد المومني قال: اعتقد انه تم تحويل موضوع التشويش الى قضيةسياسية ، ذلك ان قناة الجزيرة قبلت بالتهمة للدولة الاردنية ، ولم تبقهافي اطار التشويش الاعلامي الذي قد يحدث في أي مكان وأي وقت ، مشيرا الى انتبني الجزيرة لتقرير صحفي بهذه الصورة يعكس استعداد المحطة المسبق لتبنيمثل هذا التقرير الاتهامي رغم أن الجزيرة نفسها كانت قد رفضت وأدانتتقارير صحفية سابقة نشرت ضدها ، فلماذا تنتقي القناة هذه التهمة بالذاتلتعيد ذات الصورة لغيرها هذه المرة وتنشغل على مدار اسبوع كامل بهذهالقضية ، مع انها مجرد قراءات تنقصها الادلة منذ البداية.
وقال:"الجزيرة" تبحث عن صرعة صحفية تحرك بواسطتها الاجواء ومن جانب اخر"مستمسك" ضد الاردن لاستخدامه سياسيا في هذا الوقت الحرج في المنطقة والذييستدعي توجيه الانظار بعيدا عن قناة الجزيرة لاسباب ايضا سياسية ، اذنالاستغلال السياسي لعملية تشويش اصبح الشغل الشاغل لمحطة فضائية رائجة بينالناس بالرغم من انه كان من الممكن ان تتوقف عند حقيقة واحدة فقط وهي انالاردن لو كان معنيا بالتشويش عليها لما اختار مباريات كأس العالم ، ولذهبللتشويش على برامج سياسية تخص شانه بالتشهير والافتراء ولماذا لم يستخدمالتشويش على برامج فصل بعضها ليسيء للاردن ، هذا هو السؤال الذي نأمل منالجزيرة الاجابة عليه.
وشدد المومني على ضرورة ألا ننسى ان الاردنبلد منفتح حتى انه لا يمارس تشويشا على محطات فضائية تمارس الشعوذة وغيرهافكيف نصدق اذن ان هذا البلد قد يستخدم التشويش لاغراض تجارية ، وهذا امرغير ممكن.