عن معاوية بن حكم السلمي قال: بينما أنا أصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا عطس رجل من القوم فقلت يرحمك الله فرماني القوم بأبصارهم فقلت وأثكل أمياه ما شأنكم تنظرون
إلي؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم فلما رايتهم يصمتونني لكني سكت فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه فوالله
ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني قال: ((إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة قراّن)) رواه مسلم في صحيحه 537
.
شرح الحديث
دخل معاوية بن الحكم السلمي الصلاة خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان حديث عهد بجاهلية فلم يعلم من أحكام الشريعة كثيرا وكان قد علم أن العاطس شمت إذا عطس فيقال له
يرحمك الله ولكنه لم يكن يعلم أن التشميت يكون في غير صلاة.
أما في الصلاة ولم يكن يعلم أن العاطس لا يشمت إلا إذا قال بعد ذلك الحمد الله فإن لم يحمد الله فلا يشمت وقد سمع معاوية رجلا يعطس بعد دخولهم في الصلاة فبادر بتشميته قائلا يرحمك الله
فنظر إليه الصحابة نظرا حادا منكرين عليه ما كان منه، ولكنه لم يدر ما السبب في تحديدهم النظر إليه وما الذي أنكروا عليه فما كان منه إلا خاطبهم قائلا واثكل أمياه ما شأنكم تنظرون إلي؟
فأخذ الصحابة يضربون بأيديهم على أفخاذهم فعلم أنهم يريدون تسكيته فسكت مغلوبا على أمره من غير أن يعلم الأمر الذي أنكروه عليه فلما أتم الرسول - صلى الله عليه وسلم - صلاته علمه ما
لم يكن يعلم أو فقهه فقها ليس عنده وهكذا يكون المربي والمعلم وهذا أحسن التعليم وخير التربية فالجاهل لا يؤنب ولا يوبخ بجهله فلم يفعل النبي صلى الله علبه وسلم فعل العوام الذين لا علم
عندهم إلا الصراخ والزعيق على من وقع في مثل هذه المخالفات استمع إلى معاوية وهو يحمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما كان منه تجاه خطئه ((فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما
قبله ولا بعده أحسن منه تعليما منه فوالله ما كهرني-ما نهرني- ولا ضربني ولا شتمني)) وكل الذي فعله أنه دله على خطئه بأيسر عبارة وأسهلها فقد أعلمه إن الذي تكلم به هو من كلام الناس
وهو لا يجوز في الصلاة