المجالس
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، أما بعد: فلقد قامت المجالس منذ زمن على أساس أنها محطة لتبادل الآراء والتشاور، والمزاح الخالي من المحرمات إلى جانب المساعدة، والوقوف
مع المحتاجين . أما في وقتنا الحاضر فقد غدت المجالس – إلا ما رحم ربي - ملاهي ومقاهي للكذب واللعن والنميمة والغيبة التي حرمها رب العالمين ، إلى جانب السهر المفرط ، وضياع الأوقات وفروض الصلاة ، وإيذاء الجيران . ومن هذا المنطلق حرصنا على توضيح بعض المسائل المتعلقة بالمجالس وآداب الجالسين فيها على ضوء نصوص كتاب ربنا سبحانه وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، حتى تعود المجالس إلى دورها الأساسي الذي من أجله أقيمت .• تعريف المجالس : قال القرطبي: تعني كل مجلس اجتمع المسلمون فيه للخير والأجر سواء كان مجلس حرب أو ذكر أو مجلس يوم الجمعة . قال ابن الجوزي: لدى كل جالس مجلس . • أنواع المجالس : 1- مجالس الذكر : وهي أعظم المجالس ، وأفضلها ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله ، يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم ، إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ) رواه مسلم . 2- المجالس العامة : تختلف هذه المجالس حسب الغرض الذي من أجله أقيمت كمجلس القضاء ومجلس الشعب ، ومجالس القوم (الدواوين) الخالية من الذكر ،وهي التي يحذر منها النبي صلى الله عليه وسلم لأن في هذا سدا لباب الذريعة : ( ما اجتمع قوم ، فتفرقوا عن غير ذكر الله إلا كأنما تفرقوا عن جيفة حمار ، وكان ذلك المجلس عليهم حسرة ) رواه أحمد وصححه الألباني . 3- مجالس السوء : وهي المجالس التي أقيمت على الشر كشرب الخمر ، والاستهزاء بالدين ، يقول تعالى : ( وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعاً (النساء : 140). قال ابن الجوزي رحمه الله : وقد نبهت الآية على التحذير من مجالسة العصاة[/RIGHT]