الفرق بين الحياء ..... والخجل
بسم الله الرحمن الرحيم
الحياء .... خلق من الاخلاق له تأثير عظيم في الفرد والاسرة والمجتمع فلا يوجد فرد الا ويحتاج اليه ولا توجد اسرة الا ويجب أن يكون راسخا فيها ولا يوجد مجتمع الا ويجب ان يعيش به , ولو ضاع منا هذا الخلق ضاع شباب كثير وبالفعل عندما إفتقدنا هذا الخلق العظيم فيما بيننا فقدنا اشياء كثيرة
يحدثنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذا الخلق .. فنلمح في كلامه معان جميلة
( الايمان بضع وستون- او وسبعون- شعبة والحياء من الايمان). البخاري ومسلم
(الحياء والإيمان قرنا جميعل إذا رفع أحدهما رفع الاخر ) عن أبن عمر في الجامع الصغير
(الحياء كله خير ) في الطبراني وسنن ابي داوود
( الحياء لا ياتي الا بخير )... البخاري ومسلم
(أنه مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى أذا لم تستح فأفعل ما شئت) صحيح البخاري وأحمد
( إن لكل دين خلق وغن خلق الاسلام الحياء) إبن ماجة والطبراني
أرأيتم هذا الكم من احاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي توضح قيمة الحياء وأثره في المجتمع وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا في هذا الخلق فكان ( أشد حياء من العذراء في خدرها) رواه البخاري ومسلم وأحمد..
فهناك كم هائل من الاحاديث التي تُركز على هذا الخلق الذي ضاع .....
ما معنى الحياء ؟ وما العلاقة بين الحياء والحياة؟
في الحقيقة العلاقة عجيبة بينهما فكلما زاد حياؤك كلما زادت حياتك فاكمل الناس حياة اكمل حياء .....
وصور الحياة كثيرة أيها الاخوة .. ومن كثرتها يكاد يكون الدين كله من الحياء كما يقول العلماء مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لكل دين خلق وخلق الاسلام الحياء)
ولكن ما هو الحياء
الحياء كما عرفه العلماء .....هو خلق يبعث على إجتناب القبيح حتى ولو لم يرك احد ..... هذا هو تعريف الحياء .... إنه عاطفة ترتفع به النفس عن الدنايا ....فعندما تجد نفسك غير قادر على فعل القبيح فإعلم أنه حياء
.ولكن المهم ما هو الفرق الحيــــــــــــــــــــــــاء ...... والخجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل
يظن كثيرون الحياء هو الخجل أو أن الخجل جزء من الحياء .... ولكن في الحقيقة أيها الاخوة و الاخوات إن الخجل عكس الحياء ..........فسبب الخجل هو شعور بالنقص داخل الانسان , فهو يشعر أنه أضعف من الاخرين وانه لا يستطيع مواجهتهم حتى ولو لم يفعل شيئا خطأ ... وهذا مختلف تماما عن الحياء فالحياء ..شعور نابع من الاحساس برفعة وعظمة النفس فكلما رأيت نفس رفيعة وعالية كلما إستحييت أن أضعها في الدنايا ..... فالحيي يستحي أن يزني أو يكذب لانه لا يقبل ان تكون نفسه بهذه الدنايا...... ولكم الخجول إذا أتيحت له الفرصة دون أن يراه احد لفعل .
والحخقيقة أيها الاخوة أنني متأثر جدا بشخصية من اعظم الشخصيات في الاسلام وهي شخصية الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه .. التي تميزت بالحياء لدرجة أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا ( انه تستحي منه الملائكة من شدة حياءه) من مسند احمد..ولكن هذا الرجل لم يكن يمنعه حياؤه من المطالبة بحقه وأن ياخذ حقه وهذا عكس الخجل ....
......................ز
تعليق بسيط
قال صلى الله عليه وسلم: (إن لكل دين خلقاً وخلق الإسلام الحياء).
والحياء أيها الإخوة ثلاث درجات:
الأولى: الحياء من الله وذلك بعدم الوقوع في المعاصي فالله جل وعلا المنعم بالعطاء الذي خلق الإنسان فأحسن خََلْقه وخُلَقه يستحق العبادة ومنها شكره سبحانه وعدم الوقوع فيما حرم الله فمن قلة الحياء أن يفقدك الله حيث أمرك ويراك حيث نهاك.
الثانية: الحياء من الناس فمن المروءة أن يفعل المرء ما يحمده الناس عليه ويبتعد عما يذمونه به ومن شهد له الناس بالخير فهو من أهل الخير ومن شهدوا له بالشر فهو من أهل الشر.
الثالثة: الحياء من النفس لأن نفس الإنسان أغلى عنده من كل نفس فعليه أن يطلب نجاتها بكل طريق وذلك بالمحاسبة والمراقبة والمجاهدة والمتابعة فيكملها بما يزينها ويبعدها عما يشينها ويحفظ عليه حسناته ولا يضيعها لأن هناك من يأتي بحسنات كالجبال ثم تضيع عليه هباء منثوراً بسبب ما وقع فيه مما أبطلها وكل ذلك لبعده عن خلق الحياء مع الله ومع الناس ومع نفسه.
فأُفٍ لحياةٍ لا تقوم على الحياء ولا سيما فيما يتعلق بالأعراض لأنها أغلى ما تملكه المرأة وقد جاءت الوصية واضحة صريحة لأكمل الناس وأكثرهن حياء قال تعالى: [يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ