نور الدين
نائب المدير
عدد المساهمات : 5431 الجنس : تاريخ التسجيل : 26/04/2010
| موضوع: شبهات إنكار السنة (13 الجمعة 30 أبريل 2010, 4:49 am | |
| الشبهة الثالثة عشرة السنة ليست وحياً ؟! في هذه الشبهة يحاول منكرو السنة الحط من شأنها ، وتجريدها من خصائصها الدينية ، فهي عندهم مجرد كلام للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، وإن كلامه ليس فيه إلزام للأمة. ويطعنون في الحديث الشريف : "ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه" ويعتمدون في طعنهم فيه على حديث النهي عن كتابة أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام ، ويوقولن لو كانت السنة من عند الله لما نهى عن كتابتها النبي ، بل كان المتعين الأمر بكتابتها مثل القرآن تماماً. ويقول بعضهم : لو كانت السنة وحياً من عند الله ما أهمل النبي تدوينها وكتابتها ، إلى أن يأتي البخاري ومسلم في القرن الثالث فيقوما بمهمة كان ينبغي أن يدعو إليها النبي نفسه في حياته. كما يحرفون معنى قوله تعالى : {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم : 3 ، 4] يحرفون معناه ، لأن أنصار السنة يستدلون به على أن السنة التي صح صدورها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من عند الله. وإليك ما قالوه فذ هذا الشأن : قال بعضهم : إن ما كان يقوم به النبي - صلى الله عليه وسلم - ، هو وحي كله ، لقوله تعالى : {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} والاستناد إلى هذه الآية الكريمة لا مسوغ له هنا ، فالضمير "هو" لا يعود إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وإنما يعود بووضح - وحصرا - إلى الكتاب المنزل. [الكتاب والقرآن : 545] د/ محمد شحرور. هذه خلاصة وجيزة لما قالوه حول تفريغ السنة من محتواها الديني ، باعتبارها شطر الرسالة الثاني بعد القرآن ، وتراهم في سبيل الوصول إلى هذه الآية. (1/77)
ينتحلون الأساب الواهية ويتجرأون على إهدار قيمة النصوص ، التي تقف في طريقهم على النحو الذي رأيت. تفنيد هذه الشبهة ونقضها : السنة التي استوفت شروط الصحة سنداً ومتناً لا ريب أنها كلام نطق به النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأنه من مقومات الرسالة ، ومتصل بمهمة التبليغ ، التي من أجلها أرسل الله محمداً - صلى الله عليه وسلم - ، ليقيم على الناس الحجة ، وتتم عملية التكليف. وما كان هذا شأنه فهو صادق كل الصدق ، والناس ملزمون به مثل إلزامهم بالقرآن سواء بسواء. إذ لا فرق بين أمر أو نهي طريقه القرآن ، وأمر ونهي طريقه السنة النبوية. وهذا ما يفيده الحديث المشهور : "الأ وإني أوتيت القرآن ومثله معه". فالمثلية بين القرآن ، وبين ما أو تيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - ليست مثليه (الكم) - أعني العدد - وإنما هي مثلية (الكيف). ليست مثلية العدد فيكون عدد الأحاديث النبوية مثل عدد آيات القرآن ، أو جُمَل مساوية لـ (جُمَل) القرآن) ولا ينبغي أن يخطر هذا المعنى على بال أحد. وإنما هي مثلية (الكيف) ويمكن توضحيها في الآتي : * مثلية "الحقية" فالقرآن حق لا باطل فيه ، والسنة حق لا باطل فيها. * مثلية الطاعة والامتثال ، فتجب طاعة الرسول في ما أمر به أو نهى عنه. وبعد هذا ليس مهماً عندنا أن يكون طريق السنة هو الوحي الحرفي ، أو الوحي المعنوي ، أو يكون طريقها الإلهام ، أو يكون طريقها الاجتهاد كما ذهب إلى هذا بعض العلماء ، وبالغ فيه منكرو السنة. يكفينا أن السنة التي صح صدورها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : كلام فخرج من فمه الطاهر ، أو فعل كان هو فاعله ، أو تقرير لفعل صدر من غيره فلم ينهه عنه وكان المراد بكل ذلك التبليغ عن الله - عز وجل -. (1/78)
أقول يكفينا هذا ، ولا نتطلب شيئاً آخر بعده ، لأن به تقوم الحجة ، ويتضح المراد. تحريف معنى الآية : رأينا كيف حرّضف منكرو السنة معنر آية "النجم" وجزموا بأن {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} وصف للقرآن وحده ، ولا تدخل السنة في هذا الوحي بحال ، ويقدح في هذا الجزم سياق الآيات : {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}. منكرو السنة فرَّقوا بين الضمير المستتر في "ينطق" وهو فاعل النطق فجعلوه للنبي أو أبقوه على دلالته الظاهرة - وهذا حق لا نزاع فيه - وبين الضمير الظاهر المنفصل في {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} فجعلوا الضمير (هو) عائداً على القرآن وحده. وهذا تعسف محض ؛ لأن القرآن لم يرد له ذكر هنا حتى يعود عليه الضمير ، ولأن لهذا الضمير مرجعاً في الآية قبله ، وهو "النطق" المفهوم من الفعل المضارع "ينطق" أي : وما نطقه - صلى الله عليه وسلم - إلا وحي يوحى. سواء في ذلك القرآن والسنة. ولأن المقام مقام ثناء وتزكية لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. من طهارة قلب ، وصدق لسان. وقد أكد الحق - عز وجل - هذا الثناء بالتوكيد القسمي {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى}. ثم نزه الله رسوله بعد ذلك فنفى عنه الضلال والغواية {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى}. ثم نفى تاثير أهواء النفس في قوله وحديثه (نطفه) {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى}. ثم حصر نطقه في كونه وحياً. فمن اين فهم هؤلاء المرجفون أن الضمير في {إِنْ هُوَ} عائد على القرآن وحده ؟ (1/79)
إن محمداً - صلى الله عليه وسلم - كان ينطق بالسنة كما ينطق بالقرآن ، فكان حرياً بهم - لو كانوا منصفين - أن يقولوا إن الضمير في {إِنْ هُوَ} شامل لما نطق به النبي كله ، سواء كان نطفه قرآنا ، أو سنة مراداً بها التبليغ عن الله - عز وجل - ، ولما كان محمد - صلى الله عليه وسلم - ينطق بالقرآن وبالسنة وقد سميت هذه السنة وحياكما تقدم ، فرَّق كثير من العلماء بين وحي القرآن ووحي السنة : * فوحي القرآن ما كان باللفظ والمعنى ، ولا تجوز بحال روايته بالمعنى فحسب. ووحي السنة ما كان بالمعنى ، واللفظ من عند النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ويجوز روايتها عنه - عليه الصلاة والسلام - بالمعنى عند الضرورة. نطقاً لا كتابة. * أو أن القرآن وحي جَلِىُّ ، والسنة وحي خَفِىٌ وكون السنة من عند الله ، بأي كيفية أعلم الله بها رسوله ، هذا المعنى يؤيده القرآن الحكيم مرة أخرى في قوله تعالى : {وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} [النساء : 113]. فهل -بعد هذا - يكون لشبهة منكري السنة هذه رواج أو قبول ، عند ذوي العقول. ولا يقدح في كون السنة وحي معنى لا وحي الفاظ ، أن بعض الأحاديث تختلف رواياتها بوضع لفظ مكان آخر أو بالزيادة والنقص ، أو بالتقديم والتأخير. لأن هذه "الاختلافات" إن كانت بسبب اختلاف السماع عن رسول الله ، فإن كل راو يروي ما سمع كما سمع من رسول الله عليه الصلاة والسلام ، فمرة نطق بهذا ، ومرة نطق بذاك حتى وإن ترتب على ذلك اختلاف المعنى. وما أشبه هذه في السنة الصحيحة باختلاف القراءات في القرآن ، والقراءات الصحيحة كلها قرآن. ولا تقدح هذه القراءات في مصدرية القرآن ، وهو الوحي المتعبد بتلاوته.
| |
|
admin
المدير العام
عدد المساهمات : 1578 الجنس : تاريخ التسجيل : 27/06/2008
| موضوع: رد: شبهات إنكار السنة (13 الخميس 07 أكتوبر 2010, 9:00 pm | |
| بارك الله فيك | |
|
تلبانه _تلبانه V I P
عدد المساهمات : 7224 الجنس : تاريخ التسجيل : 08/06/2010
| موضوع: رد: شبهات إنكار السنة (13 الجمعة 08 أكتوبر 2010, 2:00 pm | |
| | |
|