أكد الزمالك بالأمس أنه ـ
حقيقة ـ يكتفى بالمركز الثانى فقط ولا يريد غيره،بل ويعشقه ، وذلك بعد
تعادله مع الاتحاد السكندرى 1/1 فى الإسكندرية، وهذه هى المرة الثانية
(الأولى كانت فى القمة) التى كان يمتلك فيها الفوز..
وأضاعه، رغم أن الأهلى كان خاسرا حتى الوقت بدل الضائع!!
تقدم الزمالك بهدف لحسين ياسر، ثم تعادل الاتحاد من ضربة جزاء سجلها محمود
شاكر، إلا أن أحمد جعفر أضاع ضربة جزاء هو الآخر كانت كفيلة بفوز الزمالك
الذى إفتقد شيكابالا بسبب الطرد، الذى ترك خلفه حالة جدلية أخذت مناقشاتها
الجميع بعيدا عن النواحى الفنية للقاء وانتهاء آمال الاتحاد فى البقاء..
ولم يعد السؤال: لماذا تعادل الزمالك؟!.. وإنما أصبح: هل كان الحكم فهيم
عمر السبب؟!
ومن يريد التعرف على ما حدث من «شيكاشو» وتلك الحالة الجدلية
التى تركها خلفه لدرجة التساؤل حول «هوية» فهيم عمر .. فعليه
أن يقرأ النقاط التالية:
(1) لعب الفريقان بطريقتين مختلفتين رقميا ولكنهما متشابهتان فى شكل
الأداء، فاعتمد صاحب الأرض على طريقة 3/4/3، وكان لديه ليبرو صريح وهو سيد
فريد، و3 مهاجمين دفعة واحدة هم: العجيزى والمرسى والشاب محمد حمدي،
باعتبار أن صانعى الالعاب فى الاتحاد موجودان فى الوسط واسمهما الشايب
وحسين فهمي، أما الزمالك فاعتمد على نفس تشكيلته التى بدأ بها أمام الأهلى
فى المباراة السابقة وكذلك طريقة اللعب ذاتها وهى 4/3/2/1، وأوضحت هذه
الأرقام أن الرغبة فى الفوز كانت الهدف فى الاتحاد والزمالك، ولكن الرغبة
شئ.. والتنفيذ بالأقدام شئ آخر!!
(2) أربك الاتحاد حسابات الزمالك فى أول 30 دقيقة من خلال الرقابة
الجيدة والتركيز الدفاعي، ولاسيما بنجاح محمود شاكر ومحمود فتحى فى غلق
المساحات أمام تقدم طرفى الزمالك، وهو ما جعل شيكابالا وحسين ياسر بعيدين
فى البداية عن خطورتهما المعهودة، وكان طبيعيا ان يختفى معهما أحمد جعفر،
وبالتالى كان الاتحاد يبدو «شكليا» صاحب البداية الأفضل وظهر
ثلاثى هجومه فى أكثر من كرة أمام منطقة مناورات الزمالك، لكن كل ذلك لم
يكن ذا فائدة لأن خطورته كان عنوانها «الرعونة» التى تصيب من
يقترب مرتديا الزى الأخضر، ولم يدركوا أن الشكل الذى قد يمنحه لك المنافس
لفترة، لايعنى أن المضمون قد يفيدك، لأن لاعبى الاتحاد كانوا يجرون بالكرة
فرحين.. غير مصدقين إستحواذهم عليها، وغير مدركين أن تلك ما هى إلا لحظات
هدوء للمنافس.. وأنه سيعيد النظر فى تشكيلاته.. وهذا ما حدث!!
(3) إنتبه الجهاز الفنى للزمالك الى أن هروب أوراقه المهمة من الرقابة أمر
ضرورى لتحريك الفريق، فأراد أن يجرب إحدى الطرق الطريفة لرعاة البقر فى
الأفلام الأمريكية خلال مداعبتهم للهنود الحمر، فتبادل شيكابالا وحسين
ياسر موقعهما، فجاء الأول ناحية اليسار وإنتقل حسين للناحية الأخري،
ووقتها أصبح لاعبو الاتحاد كمن انعكست المرآة فى وجههم وبدأ الارتباك
ووقتها بدأ الزمالك يظهر على حقيقته، وأفلت شيكابالا بكرة أرسلها لحسين
ياسر وسط 5 لاعبين من الاتحاد.. تصوروا 5 لاعبين لتصل لحسين ياسر ويجد
نفسه منفردا بالهانى سليمان ويسجل الهدف الأول للزمالك فى الدقيقة 41
من زمن الشوط الأول.. وسط ذهول الهنود الحمر.. عفوا .. لاعبى الاتحاد..
وهم يضربون كفا بكف!!
(4) لم تكن بداية الشوط الثانى مقدمة حقيقية لتوقع سيناريو أحداثه، فبعد
فاصل من الهدوء والسجال بين لاعبى الفريقين زادت فيه السيطرة قليلا للاعبى
الزمالك، جاءت الدقيقة 31 ليزداد التوتر وتأتى السخونة.. ومعها هدف
التعادل للاتحاد. كيف؟! .. سنشرح!!
بدأت الحكاية من ضربة رأس لهانى العجيزى لتصطدم الكرة باليد اليمنى للصفتى
داخل منطقة الجزاء، ويحتسبها الحكم فهيم عمر ضربة جزاء للاتحاد ويسجل منها
محمود شاكر هدف التعادل للاتحاد.. ويثير الأمر حفيظة لاعبى الزمالك وتتوتر
أعصاب ملك الشو «شيكابالا» فيشير بيديه بطريقة رأى الحكم فيها
نوعا من التهكم فأقدم على منحه انذارا ولكن استمرار اشارات شيكابالا بعدم
الاهتمام دفعت «حماسة» فهيم عمر بعد أن «غلي» دمه
فى عروقه، إلى إخراج الكارت الأحمر لشيكابالا الذى بدأ مسرحية
«شيكاشو» وهى غير مقبولة بالفعل، ولكنها فجرت حالة جدلية حول
من المتسبب فى ظهور «شيكاشو»؟! .. بل وانتقل الأمر الى الحديث
عن " هوية " الحكم .. فهل كان من المفترض أن يغض فهيم عمر الطرف عن
استمرار اشارات شيكابالا ويكتفى بالانذار.. أم كان على شيكابالا أن يكون
حريصا على فريقه أكثر، ويستمر كفاحه بدلا من أن يخسر الزمالك جهوده؟! ..
من يتفق على اجابة يتصل بنا.. فيبدو اننا أصبحنا فى دورى الهنود الحمر .
(5) أكدت الدقائق التالية أن الزمالك بدأ يندم على ما فعله شيكابالا
ولاسيما ما بدأ يواكب الأحداث بالأهداف المتتالية التى بدأت تتسرب فى شباك
الأهلى بالقاهرة، وأمام ضربة الجزاء التى حصل عليها الزمالك بعدها نتيجة
عرقلة حسين ياسر فى الدقيقة 22، ولكن أحمد جعفر أضاعها هو الآخر وظل الأمل
يداعب الزمالك ولاعبيه فى الفوز وظهروا فى الحقيقة كأنهم مكتملون بعد
تغييرات اشراك حسام عرفات وعلاء على وأبوكونيه بدلا من الأدهم وحازم امام
وأحمد جعفر.. ولكن فى النهاية الكثرة تغلب الشجاعة.. وتنتهى المباراة
ويبقى التعادل الذى لم يخدم أحدا!