الجزائر (CNN) -- الهزيمة المرة التي تلقاها المنتخب الوطني
الجزائري لكرة القدم وممثل العرب الوحيد في مونديال جنوب أفريقيا في لقائه
الأول أمام سلوفينيا، وما تبع ذلك من ردة فعل قوية وسط الشارع الرياضي
الجزائري والعربي نتيجة الخسارة، دفعت المدرب رابح سعدان إلى محاولة تخفيف
الضغط على عناصره، فمنح اللاعبين راحة لمدة نصف يوم الثلاثاء طالباً من
مساعديه نقلهم في رحلة استكشافية إلى حظيرة التماسيح الواقعة بين مدينتي
"سان لامير" و"مارغريت" أين تقيم البعثة الجزائرية.بعثة الخضر
التي خرجت في فسحة لم تكن مكتملة، حسب ما رصدته CNN بالعربية، بل غاب
المدرب رابح سعدان عن الجولة مفضلاً البقاء في الفندق لمتابعة لقاء إنجلترا
- الولايات المتحدة التي جرت السبت الماضي، كما غاب اللاعبون يزيد منصوري،
ومجيد بوﭬرة، ونذير بلحاج، وكارل مجاني، وجمال عبدون، والحارس رايس
مبولحي، وعبد القادر غزال.
جاءت فكرة نقل المنتخب الجزائري خارج حصن "سان لومير" بدوربان،
حيث يقيم الوفد الجزائري، بهدف تخفيف الضغط على التشكيلة وإخراجها من حالة
الإحباط التي تعيشها نتيجة الخسارة الأولى أمام سلوفينيا، لا سيما وأن حديث
اللاعبين جاء كله يصب في خانة التأثر والحسرة على تضييع ثلاث نقاط ثمينة
أمام أضعف منتخب في المجموعة الثالثة التي يوجد فيها "محاربو الصحراء" إلى
جانب إنجلترا والولايات المتحدة.
و كان رابح سعدان، قد عقد ندوة صحفية بقاعة المؤتمرات للمركب
الرياضي "أوغو" بدوربان، قبيل الحصة التدريبية مساء الاثنين، برفقة كل من
قائد الخضر، عنتر يحيى، وحسان يبدة وحليش، وبحضور رئيس الاتحاد الجزائري
لكرة القدم، محمد روراوة، أكد فيها سعدان أنه يجب التركيز على المباراة
القادمة أمام إنجلترا يوم الجمعة المقبل بكيب تاون.
وقال سعدان: "يجب أن نجتهد ولا نفقد الأمل في منتخبنا، بل سنعمل كل ما
في وسعنا لنظهر بشكل جيد أمام إنجلترا، ولو أنني مقتنع تمام الاقتناع أن
المباراة ستكون صعبة وصعبة جدا إلا أن كرة القدم لا تؤمن بالمستحيل ونحن
أيضا لا نؤمن بالمستحيل، وسنكون في المستوى".
بينما القائد عنتر يحيى قال في حديث مع CNN بالعربية: "التعادل
الذي لحق بإنجلترا أمام الولايات المتحدة في المباراة الأولى يدفعنا لتعليق
الأمل على تحقيقنا نحن أيضا نتيجة إيجابية على حساب الإنجليز، أكيد أن
إنجلترا ليس منافسا سهلا وتعد المرشح الأول في المجموعة، لكن بالنسبة لنا
لا يوجد شيء مستحيل بل لعبة كرة القدم هي في الأصل مبنية على المفاجآت،
وعليه فسنحضر أنفسنا كما يجب لنكون جاهزين وعلى أتم الاستعداد لإيقاف
الإنجليز."
يذكر أن الشارع الجزائر صار جد قلق على "الخضر" بل الأمل في
التأهل إلى الدور الثاني صار في حكم المستحيل، هذا ما لمسناه عند عدد كبير
من الجزائريين وأيضا التقنيين.
فقد صرح مدرب المنتخب الجزائري في مونديال إسبانيا 1982، حينما
فازت الجزائر على ألمانيا بنتيجة 2-1، المدرب القدير محي الدين خالف الذي
قال لـCNN بالعربية: "أعتقد أن سعدان يحتاج إلى معجزة ليحقق التأهل أو
الفوز على إنجلترا، لأننا لو فزنا أو تعادلنا في اللقاء الأول أمام
سلوفينيا كان هناك أمل في التأهل."
وأضاف قائلاً: "لكن بعد الخسارة صارت حظوظنا قليلة جدا، إن لم
نقل منعدمة، وعليه فلا أنتظر في لقائي إنجلترا والولايات المتحدة سوى تقديم
عروض كروية جميلة من المنتخب، أما النتيجة فهي تبقى وللأسف الشديد الأمل
فيها منعدم."
وقال مشجع جزائري، "حمرات.م" في سن الـ67 من عمره: "إذا كان لاعبونا
يصبغون شعرهم ويضعون حلقات في الأذن والأنف، أعتقد أن هذا الأمر لا يمت
للدين والإسلام في صلة، ففي الوقت الذي كان يتطلب على لاعبينا أن يشرفون
الجميع بلعبهم اهتموا بمظهرهم على حساب أدائهم، أتمنى ألا تكون خسارتنا
أمام إنجلترا ثقيلة ونفس الشيء مع أمريكا لأنني في الحقيقة لم أعد أنتظر
شيء من منتخبنا."
تجدر الإشارة أن الجزائر وبعد خسارتها في المباراة الأولى أمام
سلوفينيا يوم السبت الماضي بهدف يتيم صارت تحتل مؤخرة ترتيب المجموعة
الثالثة، بينما سلوفينيا في الصدارة بثلاثة نقاط، أمريكا وإنجلترا بنقطة
لكل منهما، كما سيخوض زملاء مجيد بوقرة اللقاء القادم أمام إنجلترا يوم
الجمعة 18 يونيو/ حزيران في كيب تاون، بينما اللقاء الثالث سيكون
بجوهانيسبورغ أمام الولايات المتحدة يوم 23 يونيو/ حزيران القادم.