تعتبر الدولة الإدريسية أول دولة شيعية في تاريخ الإسلام (حسب التعريف الذي كان سائدا آنذاك)، رغم أن إدريس بن عبد الله (الكامل) يعتبر مؤسس الدولة، إلا أن انطلاقة الأدارسة الفعلية كانت في عهد ابنه إدريس (الثاني)، ابتنى مدينة فاس واتخذ منها قاعدة لدولته، كان للأدارسة الدور الكبير في نشر تعاليم الإسلام بين البربر. يصعب تحديد امتداد رقعة الدولة الإدريسية، كانت قبائل البربر تقاوم محاولات إخضاعها للسلطة المركزية. سيطر الأدارسة على مناطق شمالي المغرب الأقصى وغرب الجزائر -عدا بعض مناطق الساحل الشمالي-، امتدت دولتهم جنوبا حتى السوس الأقصى ووادي الدراع، وعاشت هذه المناطق في عزلة سياسية عن المناطق الشمالية، إلا أنه كان لها دور كبير في التجارة الصحراوية. تعايشت الدولة الإدريسية مع دولتي برغواطة وبني واسول (مدرار)، كان بنو أعمامهم من "بنو سليمان" يحكمون مناطق غرب الجزائر (تلمسان والتنس)، بعد تقسيم الدولة بين أبناء إدريس (راجع الخريطة) بدأت الصراعات الداخلية كما أخذت أطماع بنو أمية (في الأندلس) تزداد. انحصرت رقعة الدولة في المناطق الشمالية قبل أن يحل محلهم بنو مغراوة (صنائع خلفاء قرطبة).