يرجع أصل العباسيين إلى العباس بن عبد المطلب عم النبي (صلعم) فهم بذلك من أهل البيت. بمساعدة من أنصار الدعوة العلوية استطاع أبو العباس السفاح (749-754 م) و بطريقة دموية القضاء على الأمويين و مظاهر سلطتهم، قام هو و أخوه أبو جعفر المنصور (754-775 م) باتخاذ تدابير قاسية لتقوية السلطة العباسية، في عام 762 تم إنشاء مدينة بغداد. بلغت قوة الدولة أوجها و عرفت العلوم عصر ازدهار في عهد هارون الرشيد (786-809 م) الذي تولت وزارته أسرة البرامكة (حتى سنة 803 م) ثم في عهد ابنه عبد الله المأمون (813-833 م) الذي جعل من بغداد مركزاً للعلوم و رفع من مكانة المذهب المعتزلى حتى جعله مذهباً رسمياً للدولة.
منذ العام 800 م بدأت عدة مناطق تعلن استقلالها عن الدولة العباسية و تحولت إلى إمارات أو ممالك تحكمها سلالات متعددة. بعد مقتل المتوكل (847-861 م) بدأت قوة الدولة تتراجع، حتى أنه في النهاية وقع الخلفاء العباسيين تحت سيطرة العديد من السلالات ذات الطابع العسكري، البويهيون (945-1055 م)، السلاجقة (1055-1194 م) و شاهات خوارزم (1192-1220 م)، و حصرت سلطة الخلفاء رمزياً في الجانب الديني فقط. استطاع الخليفة الناصر (1180-1225 م) أن يعيد إلى الخلافة بعضاً من سلطتها و أن يستقل بها. آخر الخلفاء المستعصم (1242-1258 م) الذي رفض أن ينظم إلى معاهدة السلام التي عرضها عليه المغول ، فكان أن سقط ضحية للعاصفة المغولية. قامت بعد ذلك خلافة عباسية صورية في القاهرة 1260-1517 م تحت وصاية المماليك