حرمة سب الصحابة أحمد جمال أبوسيف

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون
يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا . يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما
أما بعد :
فإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وبعد عباد الله :
تناقلت وسائل الإعلام والصحف قبل أيام فتوى مستهجنة لمفتي مصر الدكتور علي جمعة هداه الله مفاد هذه الفتوى الشنيعة جواز التعبد بالمذهب الشيعي وأنه لا فرق في الإسلام بين السنة والشيعة وحكاية هذا القول يغني عن رده كما يقال ولكن أناسا تأثروا بهذه الفتوى فاستوقفني رجل كريم قائلا مستفهما متعلما لا متعنتا ، قال : لماذا يطعن في الشيعة ونحن نعبد ربا واحدا ونبينا واحد فهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله والفرق بيننا وبينهم في أنهم يتكلمون في الصحابة ؟!!!!!!

فأقول عباد الله :
كلنا نعرف فضل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسابقتهم في الإسلام فإن فضائلهم ظاهرةً ومناقبهم متكاثرة وأيامهم مع رسول الله والدفاع عن دين الله مشهورةٌ مذكورةٌ ، ونتعرّض في هذه الخطبةِ لبيان حرمة سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عباد الله:
لقد حرّم الله عز وجل أن يؤذي المؤمن أخاه المؤمن بسبٍ أو شتم أو غيبةٍ أو همزٍ أو لمز، وتوعد الله الهمّاز الذي يعير الناس ويطعن عليهم بالإشارة أو الفعل واللماز الذي يصيبهم بالقول، فمن آذى المؤمنين فقد ارتكب إثماً مبيناً وأصاب ذنباً عظيماً،
قال الله تعالى:
((والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً))
هذا لمن آذى آحاد المؤمنين فكيف بمن آذى أفضل المؤمنين – صحابةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم – فالإثم أعظم والجرم أبلغ ولحوم الصحابةِ مسمومةٌ وعادةُ الله في هتك أستار منتقصيهم معلومةٌ.
وقد نهى النبي عليه السلام عن التعرض لأصحابهِ بالسب فقال:
(لا تسبوا أحداً من أصحابي فلو أنفق أحدكم مثل أحدٍ ذهباً ( كل يومٍ ) ما بلغ مُدَ لأحدهم نصيفهُ)
وقال عليه الصلاة السلام:
(إذا ذكر أصحابي فأمسكوا)
يعني ( أمسكوا عن الوقوع فيهم بالشتم والسب والأذى ) وبالمقابل انشروا محاسنهم وفضائلهم.
وقال عليه الصلاةُ السلام:
( الله اللهَ في أصحابي لا تتخذوهم غرضاً بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ، من آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه)
ومن أعظم الأحاديث وأخطرها قوله صلى الله عليه وسلم:
(من سب أصحابي فعليه لعنةُ الله والملائكة والناس أجمعين)
فمجرد سب الصحابة كبيرة ُ من الكبائر
ولقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم علامةَ الإيمان حبهم فقال:
(آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار)
وقال:
(من أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله)
والسب أعظم من البغض قال شيخ الإسلام ابن تيميةَ:
(فمن سبهم فقد زاد على بغضهم فيجب أن يكون منافقاً لا يؤمن باللهِ ولا باليوم الآخر)
ولقد شدد السلف في النكير على سابّ الصحابةِ رِضوان الله علهم أجمعين لأن الطعنَ فيهم طعنٍ في القرآن وطعنٍ في السنةِ وطعنٍ في الرسولِ بل هو طعنٍ في الله عز وجل.
قال الإمام مالك رحمه الله في بيان سابّ الصحابة:
(إنما هؤلاء أقوامٌ أرادوا القدح في النبي صلى الله عليه وسلم فلم يمكنهم ذلك فقدحوا في أصحابهِ حتى يقالَ رجلُ سوءٍ ولو كان رجلاً صالحاً لكان أصحابهُ صالحين)
وقال ابن عمر رضي الله عنه:
(لا تسبوا أصحاب محمدٍ فإن مقام أحدهم خيرٌ من عملكم كله)
عباد الله:
اعلموا أن من سب جميع الصحابةِ فهو كافر بالله العظيم ومن سب واحداً منهم لأنه صحابي لا لأمرٍ آخر فهو كافرٌ بالله العظيم ، نص على ذلك أهل العلم ، وأما من سبهم بأمرٍ لا يقدح في دينهم كأن يصف أحدهم بالبخلِ أو بالجبن أو قلةِ العلمِ مثلاً فهذا نص أهل العلم على أنه فاسقٌ، يؤدب ويعزر ، أما من قدح فيهم مطلقاً وادّعى أنهم كفروا بعد رسول الله وارتدّوا إلا نفراً يسيراً كما تقوله أمّة الرافضةِ فهذا لا ريب في كفره كما نص على ذلك شيخ الإسلام ابن تيميةَ رحمه الله لأنه خالف ما في القرآن الكريم وكذبه من الثناء عليهم والترضي عنهم بل قال شيخ الإسلام : من شك في كفر هذا الصنف فهو كافرٌ لأن مضمون قوله الشك في القرآن والسنة فإنهما لم يصلا إلينا إلا من طريق الصحابةِ.
واليكم شيئاً من أقوال السلف:
قال إسحق بن راهويه :
من شتم أصحاب النبي يعاقب ويحبس.
وقال الإمام أحمد: فيمن شتم عثمان بن عفان قال: هذه زندقة.
وجلد أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رجلاً شتم خال المؤمنين معاويةَ بن أبي سفيان ، وجلد أيضاً رجلاً شتم شهيد الدار عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه.
وقال الإمام مالك :
من شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أدبَ
وقال أيضاً :
من شتم أصحاب النبي نُكِلَ به.
ومن قبلُ قال علي بن أبي طالب:
(لا يفضلني أحدٌ على أبي بكرٍ وعمرُ إلا جلدتهُ حد المفتري)
الخطبة الثانية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد
عباد الله:
بأي دينٍ يسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
بأي دينٍ يسب من صلى مع رسول الله وشهد معه المشاهد.
بأي دينٍ يسب من فرح النبي لفرحه وحزن لحزنه.
بأي دينٍ يسب من بكى رسول صلى الله غليه وسلم لموته. كسعد بن معاذ
بأي دينٍ يسب من سافر مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم فجاع لجوعه وظمأ لظمأه وتعب لتعبه. كأبي بكر الصدّيق رضي الله عنه وأرضاه
بأي دينٍ يسب من قال النبي صلى الله عليه وسلم فيهما (هما في الدين بمنزلة السمع والبصر) أبو بكرٍ وعمر.
بأي دينٍ يسب من كان يستحيي منه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبر أن الملائكة تستحيي منه
عثمان بن عفان.
بأي دينٍ يسب من قال النبي صلى الله عليه وسلم عنه:
(إنه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله) علي بن أبي طالب.
بأي دينٍ يسب من قال له صلى الله عليه وسلم:
(والله إني لأحبك) معاذ بن جبل.
بأي دين يسب من قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه:
( هذا مني وأنا منه) جليبيب رضي الله عنه.
بأي دين يسب من قال له النبي صلى الله عليه وسلم :
(فداك أبي وأمي) كسعد بن معاذ والزبير بن العوّام.
بأي دينٍ يسب من شلّت يمينهُ في غزوةِ أحد وهو يقي بها رسول الله صلى الله عليه وسلم طلحة بن عبيد الله
بأي دينٍ يسب من قال النبي صلى الله عليه وسلم عنه:
إنه رجلٌ صالح : ابن عمر.
بأي دينٍ يسب من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه أمين هذه الأمة. كأبي عبيدة عامر بن الجرّاح
بأي دينٍ يسب من سمع النبي صلى الله عليه وسلم دف نعليه في الجنة بلال بن رباح
بأي دينٍ يسب من سماه النبي صلى الله عليه وسلم سيف الله خالد بن الوليد.
بأي دينٍ يسب من دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بطول العمر وكثرة المال والولد كأنس بن مالك .
بأي دينٍ يسب من قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه : (اللهم أيده بروح القدس) كحسان بن ثابت.
بأي دينٍ يسب معاويةَ الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه:
( اللهم علّم معاويةَ الكتاب والحساب وقهِ العذاب).
بأي دينٍ يسب من أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقرأ عليه آيات من القرآن كأبي بن كعب.
بأي دينٍ يسب من بكى النبي صلى الله عليه وسلم لاستماع قراءته كابن مسعود.
بأي دينٍ يسب من بعثه النبي صلى الله عليه وسلم ليعلم الناس الدين كمعاذ ومصعب.
بأي دينٍ يسب من ائتمنهم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على كتابةِ الوحي كالخلفاء الأربعة وخالد بن الوليد ومعاوية وغيرهم .
بأي دينٍ يسب من كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوده إذا مرض
بأي دينٍ يسب من أظلته الملائكةِ وهي تستمع لقراءته ، كأسيد بن حضير.
بأي دين يسب حرّاس النبي صلى الله عليه وسلم وخدّامهُ وشعراءهُ بأي دين يسب من كان النبي صلى الله عليه وسلم يزورهم ويتفقدهم ويدعو لهم ويلاعبُ أبنائهم ويسميهم ويقبلهم ويداعبهم.
بأي دينٍ يسب من صلى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سمع الله لمن حمده ،فقالوا: ربنا ولك الحمد.
عباد الله أصحاب محمد أصلنا وفصلنا وإليهم يحن قلبنا أفيسبون ويلعنون من الرافضة ثم نقول لا فرق بيننا وبينهم أصحاب محمد نقلة الدين وحملة الرسالة وحماة الملة الطعن فيهم خط أحمر كما يقال الطعن فيهم طعن في الدين فتنبهوا عباد الله لهذا .
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن وقنا شر الرافضة وكف شرهم عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين .

مشكور

بارك الله فيك

حرمة سب الصحابة أحمد جمال أبوسيف 999e

مشكوووووررر على الموضوع

» التبرج وخطره في المجتمعات أحمد بن جمال أبوسيف
» اجتهاد جريء تأجيل الحمل للوقاية من أنفلونزا الخنازير جائز أحمد جمال - القاهرة
» حرمة التصوير وصناعة التماثيل
» ||¤|| من أخلاق الصحابة والسلف ||¤||
» ألقاب الصحابة رضي الله عنهم كاملا