إن تعريف الفقر فى مفهوم الإسلام والإيمان يختلف عن تعريفه عند الناس ، حيث أن الفقر عند الناس هو ضيق اليد ، وقلة الموارد ، وضيق الحال ، وعدم وجود المال. أما الفقر فى المفهوم الإيمانى هو فقر القلوب ، لأن الغنى غنى النفس وإذا سعى الإنسان للآخرة يسر الله له أمره وإذا أصبحت الدنيا هى كل تركيزه فإن الله يجعل فقره بين عينيه والإنسان يجب أن يعتبر ويتخذ قدوة من الرسول صلى الله عليه وسلم حيث كان أغنى الناس لأن كان له خمس الغنائم ولكنه كان يوزعها جميعا وربما لا يبقى لبيته شيئا، ولكنه كان أغنى الناس بما له عند الله سبحانه وتعالى .
ولقد دخل فى الإسلام أصحاب الملايين كما دخل الفقراء فلقد جمع الإسلام بين الأغنياء مثل عبد الرحمن بن عوف صاحب الأموال الطائلة ، وسعد بن أبى وقاص ، وعثمان بن عفان ، وأبو بكر الصديق. كما جمع الفقراء مثل بلال إبن رباح ، وعمار بن ياسر ، وعبد الله بن أم مكتوم ، وأبى الدرداء ولكن أحدا لم يلاحظ أى تأثير لمسألة الفقر والغنى بينهم ، حيث كان الغنى الشاكر منهم شاكر لفضل كما كان الفقير صابر لقضاء ربه ، ورأينا كلاهما قد أقاما دين الله سبحانه وتعالى .
فأنا أرى والله أعلم أن إرتباط الفقر بالمعصية يتمثل فى نزع البركة من أموال العاص حتى وإن كان يملك أموالا طائلة ، فعندما يكثر الإنسان من المعاصى فإن الله عز وجل يفقره حتى لو كان كثير المال من خلال نزع البركة من المال ، والأولاد ، والوقت ، والزوجة ، والزوج ، والعمل أيضا . فلقد نزعت البركة من هذا الإنسان لأنه بالمعنى الإيمانى فقير . ومن أراد الغنى فالقناعة تكفيه . فكما يقول الشاعر العربى
ولست أرى السعادة جمع مالا ولكن التقى هو السعيد