حلاوة التوبة..وذل المعصية
بسم الله الرحمن الرحيم
(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )
الزمر:53
(إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً)
الفرقان:70
ما أحلى التوبة والرجوع إلى الله وما أمَّر أن يكون المؤمن عائم في بحور المعاصي
لا فرق بينه وبين الأنعام ، فالمعصية تورث في القلب الذل والهوان وتعسر الرزق الذي يلهت
ورائه الناس بنهم وتوحش فكيف نعصي من خلقنا وانعم علينا بنعم لا تعد ولا تحصى ورحمته
تغشانا ونحن نرفضها ونهرب منها بمعاصينا
ونتجاهل حبيبنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وما أوصانا به من الخير والصلاح في الدنيا والآخرة .
وهجرنا القرآن وأصبحنا نقرأه ونحن لا نقرأه وكأن الوعيد والتهديد الذي فيه ليس موجها لنا
والنعيم والجنات ليست مطلبنا ولا همنا
والله الذي لا آله إلا هو " أن كل آية هي لك تماما وعيدا كانت أو بشارة , عقاب أو جنة "
ومــا قدروا الله حق قــدره
فلتتخيل معي أيها القارئ وأنت في سكرات الموت وفي لحظاتك الأخيرة وملائكة الرحمن
وهم يخبرونك بمصيرك سعيد أو شقي * ألا تتمنى في تلك اللحظة لو أن عمرك يزداد
ولو ساعات بل دقائق لكي تقول لا أله إلا الله وتستغفر من ذنب فعلته وأصررت عليه
أو تقول كلمة طيبة لأمك أو صديقك أو جارك لأنك أدركت بعد فوات الأوان
إن هذا هو الحق واليقين الذي تمر عليه مرور سريع جدا في القرآن دون اهتمام
لأنك تريد أن تخرج لعمل دنيوي أو لعمل معصية ما "
فاسرع إلى التوبة واخلص العمل لله لأنك اليوم أقرب إلى القبر من أمس وغدا اقرب من اليوم
قال تعالى :
(يوم تجد كل نفس ما عملت من خيرا محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا)
فدعونا نقلب اليوم صفحة جديدة في حياتنا مليئة بالطاعات ونستشعر قرب الله لنا
وحبه الكبير لعبده التائب ونعبده من منطلق حبنا له وشوقنا لقربه وحاجاتنا وفقرنا إليه وذلنا له
فعلينا العمل بإخلاص وحب لله ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام بهذا نفوز بالدنيا والآخرة
لأنك لو أطعت الله ستأتي الدنيا مرغمة بين يديك لأن شغلك وهمك هو الله
فانظر إلى عتاب الله الراقي جدا لنا في الحديث الشريف الذي يقول فيه الله سبحانه
إني والأنس والجن في نبأ عجيب ... اخلق ويعبد غيري , ارزق ويشكر سواي
خيري إليهم نازل وشرهم إليّ صاعد , أتحبب إليهم بالنعم وأنا الغني عنهم
ويتبغضون إليّ بالمعاصي وهم أحوج ما يكونون إليّ وسترى الفرح والسعادة الكبيرة
التي ستكون فيها بخطوات ليست بالصعبة بقدر ما هي لذيذة وأن لذة الطاعة
خير من لذة المعصية التي ستبعدك أمدا بعيدا لا تستطيع الرجوع منه
نسأل الله أن يوفقنا لما يرضيه ويجنبنا أسباب غضبه
ونسأل الله الذي جمعنـا على الخير في هذا الصرح ألا يحرمنا التناصح والذكر
والاجتمـاع في جنـة الفردوس الأعلى ..
وجميع المسلمين والمسلمات
اللهم آمين يارب العالمين ..