فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ
إن النبي صلى الله عليه وسلم تركنا على المحجة البيضاء، ووقع التكليف من الله تعالي باتباع ذلك المنهج والتزامه على قدر الوسع والطاقة، وهذا التكليف سنة الله تعالى في الأنبياء عليهم السلام وسنة أممهم
فقد مكث نوح عليه السلام يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين، وكانت حصيلته في ذلك وصف الله تعالى: {وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ} [هود:40]. نعم إنهم قليل حملتهم سفينة واحدة ومع ذلك فإن نوحاً ظل رسولاً من أولي العزم الأبرار، ذلك لأن المنزلة على مقدار الجهد الموافق للمنهج المنزل، وليس على مقدار ما يحقق من نجاح وفلاح. ولكن الذي يحدث في بعض الأحيان أننا نضع أهدافاً معينة نريد الوصول إليها عاجلاً، ولو كانت هذه الأهداف تستدعي الضغط على المنهج أو القفز عليه أو الانحراف عنه، وحين يحدث ذلك تفقد الدعوة انسجامها الذاتي؛ وربما أدى ذلك إلى استعمال وسائل غير مشروعة. ولا يعني هذا أن نعفي أنفسنا من عمليات المراجعة، بل يعني أن المراجعة المطلوبة هي التأكد من موافقة أساليبنا ووسائلنا للمنهج الرباني الذي تعبدنا الله تعالى باتباعه والحركة على هديه.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته