استخدام سموم الجراثيم لإعادة الصوت إلى حيويته وشبابه
بإمكانك أن تجري عملية شد للوجه من أجل التخلص من الطيات والتجاعيد الشديدة وبإمكانك ان تجري عملية نحت إن صح التعبير لقوام الجسم او شفط الشحوم، لكن لم نسمع بعد باستخدام سموم الجراثيم لإعادة الصوت الى حيويته وشبابه، هذا ما يجربه العلماء حاليا.
اعادة حيوية الصوت من شأنها ان تبدل الكثير من شخصية الانسان، يقول الدكتور روبرت ستالوف من مستشفى فيلاديلفيا الاميركي: ان الانسان يمكنه دفع 15 ألف دولار اميركي من اجل عملية شد الوجه، لكن يبقى صوت الانسان جشا، ويشير الى عمره عندما يتكلم، ومع استخدام «البوتكس»، وهو الاسم التجاري لسموم البوتيلزوم، يمكن اعادة برمجة الصوت وجعله نقيا وحيويا وليس جشا.
وهذه الطريقة سوف تضاف الى جهود جراحي التجميل والوصول الى الهدف المنشود من عمليات تجميل الوجه وهو تصغير عمر الانسان وجعله يبدو حيويا اكثر، وذلك محاولة للتغلب على أعراض الشيخوخة.
كلما تقدم الانسان في العمر، ازداد ارتخاء الحبال الصوتية في الحنجرة، وبالتالي يصبح الصوت جشا وفيه نبرات مرتعشة، وهذا ينطبق على معظم اعضاء الجسم لدى الانسان، فتصاب الرقبة والعضلات الجسدية بالارتخاء ويحدث تهدل في البطن وترهل في الاطراف والثديين.
وارتخاء عضلات الحنجرة بدوره يؤدي الى ارتخاء الحبال الصوتية، خاصة لدى الرجال وتزداد شدة الارتخاء وقوة الصوت لدى الذين يدخنون والذين لديهم بدانة او امراض في العنق والحنجرة.
والطرق الحالية المتبعة من اجل تبديل وتيرة الصوت لدى الناس الذين يعانون من خشونة الصوت تكلف 17 ألف دولار على الاقل، وهي تعتمد على زراعة اجزاء صناعية وبعض النسج الشحمية داخل العنق ويجب ان يرتاح المريض لعدة اسابيع حتى يتعدل الصوت ويعود الى وتيرته الطبيعية.
وقال الدكتور ستالوف ان استخدام مادة البوتكس قد يفيد بشكل كبير لدى الناس الذين يعتمدون على صوتهم لكسب لقمة عيشهم مثل الفنانين الكبار ، ومذيعي التلفزيون والراديو.. الخ.
وقدرت الدراسات الاميركية ان هناك ما لا يقل عن 15500 شخص في الولايات المتحدة يحتاجون الى حقن البوتكس في الحبال الصوتية بهدف معالجة اضطرابات الصوت، لكن حاليا يمكن ان تستخدم على شكل واسع من اجل معالجة شيخوخة الصوت.
ومن اجل التأكد من فائدة هذه المادة السامة في معالجة وتبديل وتيرة الصوت، قام الاطباء بمتابعة 42 مريضا لمدة ثلاث سنوات، ووجد في الدراسة ان المرضى يحتاجون الى ثلاث حقن سنويا من اجل المحافظة على صحة الصوت وسلامته، وهذا يؤدي الى تبديل حياة المرضى من الناحية النفسية والعاطفية، خاصة لدى المرضى الذين لديهم صعوبة في التكلم بشكل طبيعي، وقد نشرت نتائج الدراسة في إحدى اهم المجلات العلمية المتخصصة بأمراض الانف والاذن والحنجرة.
وتعتبر حالات تشنجات الحبال الصوتية لاسباب عصبية من اكثر الحالات استفادة من المعالجة الحديثة، خاصة الذين لديهم صعوبة في اصدار الصوت او تشنج صوتي في الحنجرة لاسباب شبيهة بالاسباب النفسية.
وقد ازداد استخدام سموم البوتيلزوم «البوتكس» في الفترة الاخيرة، خاصة من نوع A او ما يدعى تجاريا بـ«اكا بوتكسAka Botox «، لمعالجة امراض عضلات الحنجرة والتصلب او الشكل العصبي الدماغي.
يؤدي البوتكس الى شّل بعض اجزاء عضلات الحنجرة وشد البعض الآخر، وذلك تبعا للاعصاب التي يمكن ان يؤثر فيها، حيث يمكن ان يزيل التجاعيد الموجودة في الطيات الحنجرية العميقة، وبالتالي تصبح هناك حرية اكبر لتحرك الحبال الصوتية وتعديل الصوت.
تعتمد المعالجة على تخدير جلد العنق، كما هو الحال في حقن السموم في عضلات الوجه، بعد ذلك يتم حقن البوتكس مباشرة في الحبال الصوتية او على الاصح في الطيات الصوتية، وهذا يؤدي الى شلل النقل العصبي بشكل مؤقت في بعض العضلات ويبقى الانسان قادرا على التحدث بشكل طبيعي، لكن بسلاسة اكبر. ومن المعروف ان هناك استخدامات متعددة للبوتكس منها معالجة الامراض العضلية العامة ومعالجة تجاعيد الوجه ومعالجة بعض الامراض الولادية. لكن المعالجة لا تدوم لفترة طويلة والانسان بحاجة الى اعادة الحقن كل 6 اشهر على الاقل، بالاضافة الى امكانية التحسس من البوتكس والتأثير الدائم على الاعصاب المحيطة، لذلك يجب عدم الخضوع لهذا النوع من الحقن إلا بعد استشارة الطبيب.