الثوم يرفع الكفاءة الجنسية ويطيل العمر
عدّه القدماء ترياقاً يشفي من جميع الأمراض ونسبت إليه صفتان جوهريتان: فهو مقوي فعال، ألم يكن يوزع على العمال الذين بنوا أهرام الجيزة وهي واحدة من السبع العجائب لمنحهم القوة؟! وهو كذلك واقٍ من الطاعون.
وقد ذكرت التوراة أن بوذا كان يقدم الثوم لعمال الحصاد ليمنحهم القوة والمناعة ضد الأوبئة، وينسب التلمود إلى الثوم القدرة على قتل الديدان المعوية، وزيادة غزارة المني.
أما الطب الحديث فإنه يعترف للثوم بقدرته على تخفيف ضغط الدم بفضل أثره في الشرايين الصغيرة وقابلية تقلص القلب وتنشيطه، ويسهل دوران الدم وينقيه وتستخدم مستخرجاته على نطاق واسع في إعداد الأدوية الحديثة المضادة للتوتر.
أما خصائصه المطهرة والقاضية على الجراثيم والمتخمة التي ذكرها الرومان ومدرسة (سالرن) فقد جعلته فعالاً لا في مكافحة الأمراض المعدية فحسب، بل في الشفاء من التهاب الشعب والزكام والعدوى التنفسية الموسمية.
ويؤثر الثوم في أعضاء الهضم، باعتباره مطهراً، ويكافح الإسهال، ويؤسف لأن المعدة الحساسة لا تتحمله.
والثوم كذلك ممتاز في القضاء على الديدان فهو يؤثر في التخلص من الأسكاريس والأقصور.
أما خصائصه المثيرة لاحمرار الجلد وبثوره فتجعله مفتتاً للثفن، وهناك قصة تروى عن الطاعون الذي اجتاح مدينة مارسيليا سنة 1776م والذي فتك بعشرات الآلاف من أهلها، إذ قيل أن أربعة من اللصوص قبض عليهم وهم ينهبون أسواق المدينة المنكوبة دونما خوف من الإصابة بالطاعون وحكم عليهم بالإعدام مع وعد بإعفائهم من العقوبة إذا ما كشفوا عن السر الذي جعلهم يتقون العدوى بالطاعون، وهنا كشف اللصوص الأربعة الستار عن أنهم كانوا قد تناولوا دواءً سحرياً مؤلفاً من الثوم والخل، فكان ذلك سبباً في ظهور وصفة (الخل المعقم بالثوم) ضد الجروح والأنتان.
إن غنى الثوم بالفوسفور والكلس يجعل منه منشطاً للجسم وسبباً في إطالة العمر، كما أن مضغه بشكل جيد واختلاطه باللعاب يجعل منه محرضاً ممتازاً للشهية إذ يحرك جدران المعدة وينبه العصارة المعدية فيكافح التخمة بمجرد تناول حساء صنع منه.
ولقد كانت القدرة الفائقة للثوم على قتل الجراثيم مدار بحث العلماء في مختلف العصور فقد كانوا يريدون معرفة المادة التي تمنحه تلك القدرة، إلى أن كان عام 1944 عندما استطاع العلماء عزل مادة (الآليسين) وهي المادة الأساسية التي تكمن وراء الصفات العلاجية النادرة والرائحة الخاصة التي يتميز الثوم بها. ونظراً لوجود الزيوت الطيارة في الثوم فإنه يساعد الرئتين على التنفس وخاصة في الحالات المرضية كالبرونشيت والربو والسعال الديكي.
وقد تبين أن الثوم واق فعال من تصلب الشرايين لأنه يحول دون وجود الكوليسترول على جدار الشرايين، وينقي الدم من الكوليسترول والمواد الدهنية ويفتل الجراثيم التي تسبب الدفتريا والسل وفي بعض الحالات يكون أشد فعالية من البنسلين وبعض المضادات الحيوية.
يوجد في الثوم سكر سكوروبوز وهو سكر رباعي يتكون من أربع وحدات م.فركتوز كما يوجد به مركبات عضوية كبريتية مثل ثنائي كبريتيد الآيل بروبايل وثنائي كبريتيد ثنائي الآيل كما يوجد فيه الآليسين وهو مضاد البكتيريا الرئيسي.
ولدى التحليل تبين أنه يحتوي على 25% من زيت طيار فيه مركبات كبريتية كما يحتوي على 49% بروتين و0.2 دهن و22 فحمائيات و0.47% أملاح و60% ماء.
ويؤكد العلماء أن أفضل أنواع الأدوية الخاصة بأمراض القلب هي التي يدخل فيها الثوم بشكل أو بآخر كعنصر أساسي، وهو معالج ممتاز لحالات الربو وتلوث الفم والأسنان والجهاز البولي وضعف الأعصاب والصداع والزكام والرشح والأنفلونزا وآلام الأذن والإسهال الديزنطاري وفي تقوية الشعر والقضاء على القشرة ولاحتوائه على مادة الألبين فهو مكافح جيد للسرطان وينفع في ضغط الدم المرتفع والوقاية من التيفوس والروماتيزم ويساعد في معالجة ضعف الانتصاب لدى الرجال ويرفع الكفاءة الجنسية، ويقي من الإيدز والأوبئة.
لقد ورد في أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام) عظيم ذكر للثوم فعن الإمام علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): كلوا الثوم وتداووا به فإن فيه شفاء من سبعين داء.
وفي الرسالة الذهبية للإمام الرضا (عليه السلام): ومن أراد أن لا يصيبه ريح في بدنه، فليأكل الثوم كل سبعة أيام.
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: لا يصح أكل الثوم إلا مطبوخاً.