هل للغذاء تأثير على الإصابة بالصداع؟
يعتبر "الصداع" مشكلة طبية تنتشر بشكل كبير بين شرائح المجتمع المختلفة حيث يعاني منها الكثير من الأشخاص وقد يكون الصداع بشكل مزمن أو بشكل متقطع وقد يؤثر على الحياة العامة للمصاب ولكن ولحسن الحظ انه لا يعتبر خطيراً.
أعراض الصداع:
هناك العديد من أنواع الصداع ولكل منها أعراض مختلفة وتتفاوت شدة هذه الأعراض إلى أعراض بسيطة. ويعتبر الإحساس بالنبضات القوية والتي تحصل عادة مع صداع الأوعية. كما أن الغثيان والقيء أو اضطراب الرؤية إحدى صفات الصداع النصفي أو ما يعرف بالشقيقة. كما أن هناك أنواعا من الصداع ترتبط بالجيوب الأنفية أو الدورة الشهرية عند الكثير من السيدات. وقد يكون هناك ارتباط كبير بين الصداع وبين الإصابة بالعديد من الأمراض حيث يعتبر الصداع الشديد الحاد له ارتباط وعلاقة بالعديد من الأمراض مثل نزيف الأورام، أو الإصابة بمرض عدوى خطير. كما أن مشاكل النظر تعمل على إجهاد العينين وبالتالي قد تكون أحد أسباب الإصابة بالصداع. ولقد لاحظ المتخصصون في أمراض ارتفاع الضغط الدوي (الدموي) أن هذا الارتفاع مرتبط بصداع على هيئة نبضات ولحسن الحظ أن هذا الصداع غير مزمن. تشخيص الصداع يعتبر الطبيب المختص هو الشخص الذي يستطيع معرفة والوصول إلى مسببات الصداع وذلك عن طريق الكشف السريري ومعرفة أو تقييم الحالة الصحية والتغذوية والنفسية. ومن ثم يكون العلاج المناسب والذي يكون عادة بصرف أدوية للمصاب حسب نوع وسبب الصداع ولكن يلاحظ أن معظم أسباب أو أنواع الصداع تعالج بالراحة وأخذ القسط الكافي من النوم وقد يكون السبب أيضاً سبب تناول واستهلاك كمية من القهوة والتدخين!!.
أسباب الصداع:
يلاحظ أن هناك عدة أسباب مختلفة للصداع ومن المعروف أن موقع وشدة آلام الصداع تكون السبب حيث أن هناك العديد من أسباب الصداع مثل:
* مشاكل متعلقة بالعين.
*مشاكل متعلقة بالأذن
*مشاكل متعلقة بالعنق
*مشاكل متعلقة بالمخ والأعصاب
*مشاكل متعلقة بالأنف والجيوب الأنفية.
*وأخيراً فإن هناك ارتباطا بين الصداع وما نأكل أو بمعنى آخر هناك ارتباط وعلاقة بين الصداع والغذاء أو الحمية. مستوى سكر الدم من أكثر المشاكل المسببة للصداع يعتبر مستوى السكر في الدم أحد الأساسيات التي تقوم بانقباض الجسم حيث أن لها تأثيرا مباشرا بالنشاط والحيوية وعمل جميع الأعضاء داخل الجسم سواء كان ذلك داخلياً أو خارجياً للخلية. ويوجد بعض المؤشرات التي تؤكد أن مستوى تركيز السكر في الدم (انخفاض أو ارتفاع) له علاقة بحدوث الصداع أو الصداع النصفي. وكما نعلم بأن مستويات السكر في الدم تتأرجح تبعاً لتناولنا للطعام والدواء كما أن هناك هرمونات مسؤولة عن تنظيم هذا المستوى كهرمون الأنسولين والجاليكوجين والأدرنيالين. ولقد خلق الله سبحانه وتعالى جسم الإنسان وأعطاه القدرة على تنظيم مستويات ما نتناوله في طعامنا من سكر طبيعي وبعض الأبحاث تؤكد أن أجسامنا لا تستطيع معادلة ما يتم تناوله من مواد سكرية مكررة (أي مصنعة بشكل بسيط مثل سكر المائدة (سكر الشاي!!)) ورغم أن معظم السكريات سواء الطبيعية أو المكررة تنتهي وتتحول إلى جلوكوز في الدم إلا أن زيادة استهلاك السكر المكرر يعمل على رفع مستوى السكر في الدم (زيادة سكر الدم) وبالتالي يعمل السكر على مقاومة تلك الزيادة بإفراز كميات أكبر من الأنسولين وكما نعلم بأن هرمون الأنسولين يعمل على سرعة خفض وإنقاص مستوى السكر في الدم وذلك عن طريق إدخال السكر (الجلوكوز) إلى الخلية، هذه العملية تؤدي إلى انقباض الشعيرات الدموية في المخ مما يترتب عليها حدوث الصداع، هذا يرجع إلى الارتفاع والانخفاض المفاجئ في سكر الدم. ولقد لوحظ انه في حالة قلة مستوى السكر في الدم (انخفاض سكر الدم) بشكل كبير فإن المخ لا يستطيع تأدية عملة بشكل جيد عند نقصان الجلوكوز ويتفاعل الجسم عن طريق زيادة كمية الدم المتدفق إلى المخ وكذلك زيادة إفراز الهرمونات التي تعمل على حفظ الجلوكوز في مجرى الدم ونتج عن ذلك ارتفاع في ضغط الدم والأوعية الدموية بالمخ وهذا التغير في قطر الأوعية الدموية وتدفق الدم هو السبب الأساسي في حدوث الصداع. ولمنع حدوث هذا التغير لابد من اتباع الآتي:
1- تحديد كمية الطعام المتناول والمحتوي على كمية كبيرة من السكر المكرر.
2- تحديد كمية الكافيين المتناول لأنها تؤثر على مستوى سكر الدم.
3- تجنب حذف الوجبات الغذائية الأساسية لان ذلك يؤدي إلى انخفاض سكر الدم.
مضافات الأغذية:
تشير العديد من الأبحاث العلمية إلى أن هناك ارتباطا كبيرا بين بعض "الإضافات الغذائية" التي تضاف خلال مرحلة التصنيع وبين الإصابة بالصداع وخصوصا النصفي أو العادي. وترجع هذه النتيجة إلى أن هذه المضافات لها تأثير على الأوعية الدموية وخاصة التي تغذي الرأس والمخ ولكن يجب أن نعرف وأن ندرك أن ليس كل حالة صداع يكون سببها المضافات الغذائية، فهناك أشخاص يعانون من الصداع النصفي لا يكون سببها تلك المضافات.. وسوف أذكر بعض هذه المضافات:
أولا: مونصوديوم جلوتاميت (MSG): وهي مادة منكّهة تضاف إلى الأغذية المجمدة والشيبس الخاص للأطفال وفي الصلصات المتنوعة المعلبة أو المعبأة في عبوات زجاجية أو بلاستيكية، كما أن هذه المادة والتي تعطي النكهة والطعم تضاف للشوربات واللحوم المملحة ولابد من التأكد من هذه المادة والتي قد تكون مضافة أو مكتوبة على العبوة بأسماء أخرى مثل HPP, 621 وغيرها!!.
ثانياً: نيترات: تضاف هذه المادة بشكل كبير في اللحوم المصنعة حيث تعطي هذه المادة الحفظ لهذه اللحوم مثل السلامي، السجق، النقانق وبعض أنواع الاجبان القديمة لذلك فانه يجب التأكد من هذا المركب!.
ثالثاً المشروبات الكحولية والتدخين: تعتبر هاتان المادتان "التدخين والكحول" وهما في العادة مرتبطتان مع بعض حيث تؤثران بشكل كبير بالإصابة بصداع الرأس وتدخل كذلك أنواع البيرة في ذلك.
رابعاً الكافيين: كما نعلم أن الكافيين موجود بشكل كبير في العديد من الأغذية والأشربة، ولكن من أهمها القهوة والشاي، والشكولاته والعديد من المشروبات الغازية ويرتبط الكافيين بالصداع خصوصا، كذلك الكافيين الموجود في بعض الأدوية. ويرجع السبب في علاقة الكافيين بالصداع هو أن الصداع يحدث بسبب انخفاض مستوى الكافيين في الجسم، وكما هو معروف أن الكافيين يشابه في التركيب الكيميائي مركبا كيميائيا في أجسامنا يسمى ادينوسين (Adenosine) والذي يعمل على توسيع الأوعية الدموية في الرأس والكافيين يمنع حدوث ذلك ولذلك تعمل مادة أدينوسين على مقاومة ذلك ولذا عند نقص الكافيين في الجسم فإن ذلك يؤدي إلى اتساع الأوعية الدموية وحدوث الصداع.
كيف يتم تحديد وعلاج الصداع الناتج من الكافيين؟
لتحديد إذا كان الكافيين هو المسبب الأساسي للصداع فالأفضل أن يتم تقليله بالتدريج وحتى إذا لم تقدر على الامتناع عن الكافيين بالكامل فإنه يجب تناول كوب أو كوبين في اليوم. حتى يستطيع الجسم التأقلم على هذه الكمية ثم بعد ذلك يتم التخلص من الكافيين بشكل مناسب ولكن إذا استمر الصداع بدون تغيير فإنه من الأفضل بل إنه يجب استشارة الطبيب.