حماد بن سلمة ..إمام ثقة عابد
حماد بن سلمة بن دينار البصرى ، أبو سلمة بن أبى صخرة ، مولى ربيعة بن مالك بن حنظلة من بنى تميم ، و يقال مولى قريش
من أتباع التابعين ، ثقة عابد أثبت الناس فى ثابت ، قال الذهبي : الإمام ، أحد الأعلام .
قال المزي في تهذيب الكمال :
عن أحمد بن حنبل : حماد بن سلمة أثبت الناس فى حميد الطويل ، سمع منه قديما .
و قال الحسن الميمونى ، عن أحمد بن حنبل : حماد بن سلمة أثبت فى ثابت من معمر .
و قال حنبل بن إسحاق : قلت لأبى عبد الله : وهيب ، و حماد بن زيد ، و حماد بن سلمة ؟ قال : وهيب وهيب كأنه يوثقه ، و حماد بن سلمة لا أعلم أحدا أروى فى الرد على أهل البدع منه ، و حماد بن زيد حسبك به .
و قال محمد بن حبيب : سمعت أبا عبد الله ، و سئل عن حماد بن زيد ، و حماد بن سلمة أيهما أحب إليك ؟ قال : كلاهما . و وصف حماد بن زيد بوقار ، و هدى ، و عقل .
و قال أبو بكر الخلال : أخبرنى محمد بن جعفر ، قال : حدثنا أبو الحارث أن أبا عبد الله قيل له : أيما أحب إليك حماد بن زيد أو حماد بن سلمة ؟ قال : ما منهما إلا ثقة ، و حماد بن سلمة أقدم سماعا من أيوب ، و كتب عنه قديما فى أول أمره ، و حماد بن زيد أكثر مجالسة له ، فهو أشد معرفة به .
و قال أيضا : اخبرنى موسى ـ يعنى : ابن حمدون ـ قال : حدثنا حنبل ، قال : سمعت أبا عبد الله يقول : يسند حماد بن سلمة عن أيوب أحاديث لا يسندها الناس عنه . قال : و قال لى عفان : كان حماد بن زيد ربما قال لى فى الحديث : كيف قال حماد ابن سلمة ؟ قال أبو عبد الله : و كان حماد بن سلمة جالس أيوب أولا ثم تركه بعد ، ثم لزمه حماد بن زيد بعد ذلك .
و قال أيضا : أخبرنى الحسن بن عبد الوهاب ، قال : حدثنا الفضل بن زياد ، قال : سمعت أبا عبد الله ، و قيل له : حماد بن سلمة ، و حماد بن زيد إذا اجتمعا فى حديث أيوب أيهما أحب إليك ؟ قال : ما فيهما إلا ثقة ، إلا أن ابن سلمة أقدم سماعا كتب عن أيوب فى أول أمره ، و حماد بن زيد أشد له معرفة لأنه كان يكثر مجالسته .
قال : و أخبرنا الحسن بن عبد الوهاب فى موضع آخر ، قال : حدثنا الفضل بن زياد ، قال : سمعت أبا عبد الله يقول : مات أيوب و حماد بن زيد ابن أربع و ثلاثين سنة ، و كان حماد كثير المجالسة لأيوب و كان ألزم الناس له و أطوله مجالسة .
و قال أيضا : أخبرنى موسى بن حمدون ، قال : حدثنا حنبل ، قال : سمعت أبا عبد الله يقول : حميد الطويل خال حماد بن سلمة .
و قال أيضا : أخبرنى محمد بن جعفر ، قال حدثنا أبو الحارث أن أبا عبد الله قال : ما أحسن ما روى حماد عن حميد .
و قال أيضا : أخبرنى زكريا بن يحيى ، قال : حدثنا أبو طالب أن أبا عبد الله
قال : حماد بن سلمة أعلم الناس بحديث حميد ، و أصح حديثا .
قال : و أخبرنى زكريا بن يحيى فى موضع آخر أن أبا طالب حدثهم سمع أبا عبد الله يقول : حماد بن سلمة أثبت الناس فى حميد الطويل سمع منه قديما يخالف الناس فى حديثه .
قال يحيى بن سعيد : سألت حميدا عن حديث الحسن ، فقال : لا أحفظه .
و قال أيضا : أخبرنى محمد بن على ، قال : حدثنا الأثرم أن أبا عبد الله قال : حميد يختلفون عنه اختلافا شديدا .
قال : و لا أعلم أحدا أحسن حديثا عنه من حماد بن سلمة ، سمع منه قديما .
و قال أيضا : أخبرنا موسى بن حمدون قال : حدثنا حنبل ، قال : قال أبو عبد الله : قال أبو سلمة الخزاعى ، قال حماد بن سلمة ، إنما هو رجل مكان رجل .
يعنى مثل أحاديث حميد عن أنس ، و عن الحسن هذه التى تختلف عنه .
و قال أيضا : أخبرنى عبد الملك الميمونى ، قال : حدثنا ابن حنبل ، قال حدثنا عفان ، قال : حدثنا حماد بن سلمة قال : كان قتادة يحدثنا ، فيقول : " بلغنى أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يقول " ، و " بلغنا أن عمر " لا يسنده ، حتى قدم علينا حماد بن أبى سليمان ، فأتيناه ، فقلنا حدثنا عن إبراهيم بكذا ، فقال : حدثنا الحسن ، و حدثنا أنس ، و حدثنا زرارة .
و سألت سعيدا ، قال : فصب الإسناد علينا ، فكنا لا نستطيع أن نحفظها ، فكنت أحفظ تفسيره عن ثمانية عشر و كنت أجىء فأكتب الحديث على الباب ، فإذا جئت حفظته من الباب ، فإذا حفظته محوته .
و قال إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين : حماد بن سلمة ثقة .
و قال عباس الدورى ، عن يحيى بن معين : حديثه فى أول أمره و آخره واحد .
و قال عنه أيضا : من خالف حماد بن سلمة فى ثابت فالقول قول حماد .
قيل : فسليمان بن المغيرة عن ثابت ، قال : سليمان ثبت ، و حماد أعلم الناس بثابت .
و قال أبو بكر بن أبى خيثمة ، عن يحيى بن معين : أثبت الناس فى ثابت البنانى حماد بن سلمة .
و قال جعفر بن أبى عثمان الطيالسى ، عن يحيى بن معين : من سمع من حماد بن سلمة الأصناف ففيها اختلاف ، و من سمع من حماد بن سلمة نسخا فهو صحيح .
و قال عنه أيضا : إذا رأيت إنسانا يقع فى عكرمة ، و فى حماد بن سلمة فاتهمه على الإسلام .
و قال أبو الحسن ابن البراء ، عن على ابن المدينى : لم يكن فى أصحاب ثابت أثبت من حماد بن سلمة . و كان عند يحيى بن الضريس عن حماد بن سلمة عشرة آلاف و عن الثورى عشرة آلاف أو نحوه . قال : و تذاكر قوم عند يحيى بن الضريس : حماد بن سلمة أحسن حديثا أو الثورى ؟ فقال يحيى : حماد أحسن حديثا .
و قال إسحاق بن سيار النصيبى ، عن عمرو بن عاصم : كتبت عن حماد بن سلمة بضعة عشرة ألفا .
و قال حجاج بن المنهال : حدثنا حماد بن سلمة ، و كان من أئمة الدين .
و قال الأصمعى ، عن عبد الرحمن بن مهدى : حماد بن سلمة صحيح السماع ، حسن اللقى أدرك الناس ، لم يتهم بلون من الألوان ، و لم يلتبس بشىء ، أحسن ملكة نفسه
و لسانه ، و لم يطلقه على أحد ، و لا ذكر خلقا بسوء ، فسلم حتى مات .
و قال عبد الرحمن بن أبى حاتم ، عن أبيه : حماد بن سلمة فى ثابت ، و على بن زيد أحب إلى من همام ، و هو أضبط الناس و أعلمهم بحديثهما ، بين خطأ الناس ، و هو أعلم بحديث على بن زيد من عبد الوارث .
و قال عبد الله بن المبارك : دخلت البصرة فما رأيت أحدا أشبه بمسالك الأول من حماد بن سلمة .
و قال شهاب بن المعمر البلخى : كان حماد بن سلمة يعد من الأبدال ، و علامة الأبدال أن لا يولد لهم ، تزوج سبعين امرأة فلم يولد له .
و قال أبو عمر الجرمى النحوى : ما رأيت فقيها قط أفصح من عبد الوارث و كان حماد ابن سلمة أفصح منه .
و قال حاتم بن الليث الجوهرى ، عن عفان بن مسلم : قد رأيت من هو أعبد من حماد ابن سلمة ، و لكن ما رأيت أشد مواظبة على الخير ، و قراءة القرآن ، و العمل لله من حماد بن سلمة .
و قال أيضا ، عن موسى بن إسماعيل : حدثنا حماد بن زيد ، قال : ما كنا نأتى أحدا نتعلم شيئا بنية فى ذلك الزمان إلا حماد بن سلمة ، قال : و نحن نقول اليوم : ما نأتى أحدا يعلم بنية إلا حماد بن سلمة .
و قال أيضا عن موسى : لو قلت لكم : إنى ما رأيت حماد بن سلمة ضاحكا قط صدقتكم ، كان مشغولا بنفسه إما أن يحدث و إما أن يصلى ، و إما أن يقرأ ، و إما أن يسبح ، كان قد قسم النهار على هذه الأعمال .
و قال عبد الرحمن بن عمرو رستة ، عن عبد الرحمن بن مهدى : لو قيل لحماد بن سلمة : إنك تموت غدا ما قدر أن يزيد فى العمل شيئا .
و قال محمد بن عبيد الله ابن المنادى ، عن يونس بن محمد المؤدب : مات حماد بن سلمة فى المسجد و هو يصلى .
و قال سوار بن عبد الله العنبرى عن أبيه : كنت آتى حماد بن سلمة فى سوقه فإذا ربح فى ثوب حبة أو حبتين شد جونته فلم يبع شيئا ، فكنت أظن أن ذاك يقوته ، فإذا وجد قوته لم يزد عليه شيئا .
و قال رستة ، عن حاتم بن عبيد الله : كان حماد بن سلمة يدخل السوق فيربح دانقين فى ثوب واحد فيرجع ، فإذا ربح لو عرض له ديناران ما عرض لهما .