الإمام الترمذي
محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك . و قيل : محمد بن عيسى بن يزيد
ابن سورة بن السكن السلمى ، أبو عيسى الترمذى الضرير الحافظ ، صاحب " الجامع "
و غيره من المصنفات .
أحد الأئمة الحفاظ المبرزين ، و من نفع الله به المسلمين .
قيل : إنه كان أكمه ، طاف البلاد و سمع خلقا كثيرا من الخراسانيين و العراقيين و الحجازيين و غيرهم ، و قد سميناهم فى موضعهم من كتابنا هذا . اهـ .
و قال المزى :
قال الترمذى فى حديث على بن المنذر عن ابن فضيل ، عن سالم بن أبى حفصة ، عن عطية ، عن أبى سعيد أن النبى صلى الله عليه وسلم قال لعلى : " لا يحل لأحد يجنب فى هذا المسجد غيرى و غيرك " : سمع منى محمد بن إسماعيل هذا الحديث .
و ذكره ابن حبان فى كتاب " الثقات " ، و قال : كان ممن جمع و صنف ، و حفظ و ذكر .
و قال الحافظ أبو العباس جعفر بن محمد بن المعتز المستغفرى : مات أبو عيسى الترمذى الحافظ بالترمذ ليلة الإثنين لثلاث عشرة ليلة مضت من رجب سنة تسع
و سبعين و مئتين . اهـ .
ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ
قال الحافظ في تهذيب التهذيب 9 / 388 :
و قال الخليلى : ثقة ، متفق عليه .
و أما أبو محمد بن حزم فإنه نادى على نفسه بعدم الاطلاع ، فقال فى كتاب الفرائض من " الاتصال " : محمد بن عيسى بن سورة مجهول .
و لا يقولن قائل لعله ما عرف الترمذى ، و لا اطلع على حفظه و لا على تصانيفه ،
فإن هذا الرجل قد أطلق هذه العبارة فى خلق من المشهورين من الثقات الحفاظ ،
كأبى القاسم البغوى ، و إسماعيل بن محمد الصفار ، و أبى العباس الأصم و غيرهم .
و العجب أن الحافظ ابن الفرضى ذكره فى كتابه " المؤتلف و المختلف " و نبه على قدره ، فكيف فات ابن حزم الوقوف عليه فيه !
و قال الإدريسى : كان الترمذى أحد الأئمة الذين يقتدى بهم فى علم الحديث ، صنف
" الجامع " و " التواريخ " و " العلل " تصنيف رجل عالم متقن ، كان يضرب به
المثل فى الحفظ .
قال الإدريسى : فسمعت أبا بكر بن أحمد بن محمد بن الحارث المروزى الفقيه يقول :
سمعت أحمد بن عبد الله بن داود يقول : سمعت أبا عيسى الترمذى يقول : كنت فى
طريق مكة ، و كنت قد كتبت جزئين من أحاديث شيخ ، فمر بنا ذلك الشيخ ، فسألت عنه فقالوا : فلان ، فرحت إليه و أنا أظن أن الجزئين معى ، و إنما حملت معى فى محملى جزئين غيرهما شبههما ، فلما ظفرت سألته السماع فأجاب ، و أخذ يقرأ من حفظه ، ثم لمح فرأى البياض فى يدى ، فقال : أما تستحى منى ؟ ! فقصصت عليه القصة و قلت له : إنى أحفظه كله ، فقال : اقرأ ، فقرأته عليه على الولاء ، فقال : هل استظهرت قبل أن تجىء إلى ؟ قلت : لا . ، ثم قلت له : حدثنى بغيره ، فقرأ على
أربعين حديثا من غرائب حديثه ، ثم قال : هات ، فقرأت عليه من أوله إلى آخره ، فقال : ما رأيت مثلك .
و قال منصور الخالدى : قال أبو عيسى : صنفت هذا الكتاب ـ يعنى : " المسند
الصحيح " ـ فعرضته على علماء الحجاز و العراق و خراسان ، فرضوا به .
و قال المؤتمن الساجى : رأيت فى نسخة عتيقة : زاد أبو عيسى فى يوم الأضحى من
سنة سبعين و مئتين . و لأبى عيسى كتاب " الزهد " مفرد لم يقع لنا ، و كتاب
" الأسماء و الكنى " .
و قال يوسف بن أحمد البغدادى الحافظ : أضر أبو عيسى فى آخر عمره .
قلت : و هذا مع الحكاية المتقدمة عن الترمذى يرد على من زعم أنه ولد أكمه ،
والله تعالى أعلم .
و قال الحاكم أبو أحمد : سمعت عمران بن علان يقول : مات محمد بن إسماعيل البخارى ، و لم يخلف بخراسان مثل أبى عيسى فى العلم و الورع ; بكى حتى عمى .
و قال أبو الفضل البيلمانى : سمعت نصر بن محمد الشيركوهى يقول : سمعت محمد بن عيسى الترمذى يقول : قال لى محمد بن إسماعيل : ما انتفعت بك أكثر مما انتفعت
بى . اهـ .
المصدر شبكة المنهاج الاسلامية