منتدي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي

منتدي تعليمي، ترفيهي، اجتماعي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الجديدالجديد  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 فضائل الدعاء عبد الحليم توميات

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
نور الدين
نائب المدير

نائب المدير
نور الدين


عدد المساهمات : 5431
الجنس : ذكر
تاريخ التسجيل : 26/04/2010

فضائل الدعاء 	عبد الحليم توميات Empty
مُساهمةموضوع: فضائل الدعاء عبد الحليم توميات   فضائل الدعاء 	عبد الحليم توميات Icon_minitimeالسبت 18 سبتمبر 2010, 4:37 pm

إنّ الحمد لله، الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيّئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله،(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]،(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1]،(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71].
فإنّ أصدق الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدى هدى محمّد صلى الله عليه وسلم ، وإنّ شرّ الأمور محدثاتها، وكلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة في النّار، أمّا بعد:
فلقد رأينا في لقائنا الأخير معكم عِظم منزلة الثّبات على دين ربّ الأرض والسّموات .. رأينا عظم شأن الثّبات على الهداية والاستقامة، وأنّ الانتكاسة بعد الهداية من أسباب الخزي والنّدامة .. استمعنا إلى نصوص الوحي الّتي تدلّ على أنّ الثّبات على الهداية هو الأمر المطلوب، وأنّه دليل على الإيمان والصّدق في حبّ علاّم الغيوب .. عرفنا أنّ الثّبات على الهداية هو من أعظم ما يغيظ الكفّار، ويُقرّ أعين المؤمنين الأبرار .. وكانت أعظم ثمرات الثّباب والاستقامة هو حسن الخاتمة، فمن عاش على شيء مات عليه، ومن مات على شيء بُعِث عليه ..
(يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27)) [إبراهيم]
لذلك كان الحديث عن الثّبات أعظم ما يقلق قلوب المتّقين، ويقضّ مضاجع الصّالحين، وكيف لا وإنّ المرء ليصبح مؤمنا طائعا فيمسي كافرا فاجرا .. قال قال مورق العجلي: ما وجدت للمؤمن في الدنيا مثلاً إلا مثل رجلٍ على خشبة في البحر، وهو يقول: "يا رب يا رب" لعل الله أن ينجيه.
وعن أسامة قال: كان من يرى سفيان الثوري يراه كأنه في سفينة يخاف الغرق، أكثر ما تسمعه يقول: "يا رب سلّم سلّم".
لذلك كان موضوع خطبتنا هو تذكير المؤمنين والمؤمنات بأوسع وأفضل قوارب النّجاة، وأحسن وأعظم وسائل الثّبات ..
إنّه باب لا يخيب طارقه، وسبيل لا يضلّ قاصده .. إنّه سلاح الأنبياء والمرسلين، وشعار الصّالحين والمتّقين .. ألا إنّه الدّعاء ..
فالدّعاء هو سؤال أكرم الأكرمين، والرّغبة فيما يدي أرحم الرّاحمين، إنّه سؤال من لا يردّ السّائلين، ويستحي أن يردّ عباده وقاصديه خائبين ..
إنّ الدّعاء هو نداء وسؤال ومناجاة الرّحمن الرّحيم، والتضرّع بين يدي البرّ الكريم ..
وما من أحد إلاّ وهو يقرّ في نفسه بمنزلة الدّعاء، وفضل الافتقار إلى ربّ الأرض والسّماء، إلاّ أنّك حين تراه بأمّ عينيك، وتلحظه بين يديك، تجزم بأنّه لا يعرف من الدّعاء إلاّ اسمه، ولا من التضرّع إلاّ رسمه ..
مظاهر كثيرة تدلّ على غفلة النّاس عن هذه العبادة الّتي يدلّهم الله عليها:
من هذه المظاهر: قلّة الدّعاء، حتّى إنّ أحدهم لو عدّ كم قضى من يومه في دعاء الله تعالى لما وجد إلاّ ثوان قليلة أو دقائق هزيلة، مع أنّه في كلّ شأن من شؤونه وأمر من أموره له فيه ذكر ودعاء، فكيف فوّت على نفسه هذا الخير ؟ إلى هؤلاء حديثٌ رواه الطّبراني وأبو يعلى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (( إِنَّ أَعْجَزَ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنش الدُّعَاءِ ))..
ومن هذه المظاهر: أنّ النّاس حين البلاء، والمصائب الّتي تأتي بالشّقاء، يتذكّرون كلّ شيء إلاّ الدّعاء .. ويطرقون كلّ باب إلاّ باب العزيز الوهّاب .. مع أنّه ليس بينهم وبين مولاهم وهو مستو على عرشه إلاّ كلمة: يا ربّ ! فمثلهم كما قال الشّاعر:
( ومن العجائب-والعجائب جمّة- قـربُ الشِّفاء وما إليه وصول
كالعيس في البيداء يقتلها الظمـأ والمـاء فوق ظهروها محمول )
ومن هذه المظاهر: أنّنا صِرنا ندعو في صلواتنا وسجودنا ولا نستشعر ما نقول، حتّى صار الدّعاء مجرّد كلمات تردّد دون خشوع أو خضوع، والنبيّ صلى الله عليه وسلم يقول-فيما رواه التّرمذي والحاكم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم - (( اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهٍ )).
-ومن هذه المظاهر أنّنا صرنا نغفل عن دعاء الله في الأوقات الّتي وعدنا فيها بالإجابة: كالدّعاء بين الأذان والإقامة، وبعد الصّلاة المكتوبة، وعند إفطار الصّائم، وعند السّحر، ولتماسه عند الوالدين، ودعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب، وغيرها..
من أجل ذلك رأينا أن نذكّر إخواننا وأخواتنا بفضائل الدّعاء، سؤال من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السّماء ..
فإنّ أحبّ القلوب إلى الله أكثرها له انكسارا، وأشدّها له افتقارا، وقد قيل لبعض العارفين: أيسجد القلب ؟ قال: نعم، سجدةً لا يرفع رأسه منها أبدا ..
فمن فضائل الدّعاء:
الفضل الأوّل: أنّ الله أمر به، وحضّ عباده عليه، فقال تعالى في كتابه:( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [غافر: من الآية60]، (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)[البقرة:186]، وقال: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)[الأعراف:55]، بل ضمّن فاتحة الكتاب وأوّل سورة في الكتاب الدّعاء، ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (( قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: " قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: " حَمِدَنِي عَبْدِي "، وَإِذَا قَالَ:"الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: " أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي "، وَإِذَا قَالَ:"مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ" قَالَ: " مَجَّدَنِي عَبْدِي "، فَإِذَا قَالَ:" إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ"، قَالَ: " هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ "، فَإِذَا قَالَ:"اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ"، قَالَ: " هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ ".
عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَرْوِى عَنْ رَبِّهِ اللَّهِ عز وجل أَنَّهُ قَالَ:
(( يَا عِبَادِي ! إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فَلَا تَظَالَمُوا. يَا عِبَادِي ! كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ. يَا عِبَادِي ! كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ. يَا عِبَادِي ! كُلُّكُمْ عَارٍ إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ. يَا عِبَادِي ! إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ.
يَا عِبَادِي ! إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي، وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي.
يَا عِبَادِي ! لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ، مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا.
يَا عِبَادِي ! لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا.
يَا عِبَادِي ! لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي، فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ.
يَا عِبَادِي ! إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ )).
الشّاهد معاشر المؤمنين قوله: ( فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ ! يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ ! يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ ! يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ ! ) فيدعو الله تعالى عباده إلى دعائه والتضرّع إليه بطلب الهداية فكما قال تعالى:(مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [الأنعام: من الآية39]، وبطلب الرّزق منه تعالى كالكُسوة والطّعام، ونحو ذلك، فهو القائل:(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) [فاطر:3].. ويدعو عباده للاستغفار ولو أخطئوا باللّيل والنّهار فهو القائل:(نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الحجر:49]، (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر:53].
فكأن الله يقول لنا: ما بال بعضهم في ضلال وشقاء، وجوع وعراء، وقنوط وجفاء، ولو سألوني الهداية لهديتهم، ولو سألوني الكُسوة لكسوتهم، ولو سألوني الطّعام لأطعمتهم، ولو استغفروني لغفرت لهم !؟.. فما من مصيبة حادثة، وما من مصيبة ثابتة، وما من همّ أو غمّ أو كرب أو عيب أو ذنب إلاّ وهو بالغفلة عن الإكثار من دعاء الله !!
قَالَ سَعِيدٌ: كَانَ أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ. وكان الإمام أحمد يقول: " إنّه أشرف حديث لأهل الشّام ".
الفضل الثّاني: وهو أنّ الدّعاء من أسباب معيّة الله تعالى.
فقد روى البخاري ومسلم-واللّفظ له-عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:(( إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي )).
الفضل الثّالث: حصر العبادة في الدّعاء.
فقد روى أبو داود، والتّرمذي-واللّفظ له- عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (( الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ )). ثُمَّ قَرَأَ:(وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) [غافر: الآية60] أي: أذلاّء مهانين ".
وأسلوب الحصر يدلّ على شرف المحصور، كقوله صلى الله عليه وسلم : (( الحَجُّ عَرَفَةُ )) [أخرجه أهل السّنن والإمام أحمد]، مع أنّ الحجّ يشتمل على أعمال أخرى، ولكنّه جعل الوقوف بعرفة أعظم مناسك الحجّ، فكذلك العبادة تشتمل على أعمال وأقوال كثيرة، ولكنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم جعل الدّعاء على رأسها، بل جرى القرآن الكريم على تسمية الدّعاء عبادة والعبادة دعاء، ومنه الآية الّتي تلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم )وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) [غافر:60]، ومثله قوله تعالى:( قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً) [الفرقان:77].. فقد فسّر قوله تعالى ( لولا دعاؤكم ) في أحد القولين بالعبادة ..
فقد روى التّرمذي وابن ماجه عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
(( لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ مِنْ الدُّعَاءِ )).
ومعنى وصف النبيّ صلى الله عليه وسلم الدّعاء بأنّه أكرم شيء على الله، بأنّ أهل الدّعاء أكرم الخلق عليه، فيكرمهم ويثيبهم أكثر من غيرهم، فالله أكرم الأكرمين، وأهل الدّعاء أكرم النّاس عليه، فاجتمع هذا وذاك فلك أن تتصوّر ثواب الدّعاء.
ولو لم يكن في الدّعاء إلاّ رقّة القلب لكفى، قال تعالى منكرا على المشركين قساوة قلوبهم:( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43)) [الأنعام].
لذلك نرى المولى تبارك وتعالى لا يأمر بالدّعاء فقط، ولكن بالإلحاح والعزم واليقين وعلوّ الهمّة في الدّعاء:
أمّا الإلحاح فقد كان النبيّ صلى الله عليه وسلم إذا دعا دعا ثلاثا، ويطيل الدّعاء رافعا يديه حتّى يقع الرّداء من على كتفيه.
أمّا اليقين: فقد روى التّرمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
(( ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ )).
وأمّا العزم: فقد روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (( لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ ! اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ !" لِيَعْزِمْ الْمَسْأَلَةَ، فَإِنَّهُ لَا مُكْرِهَ لَهُ )).
وأمّا علوّ الهمّة: ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبيّ صلى الله عليه وسلم :
(( إِذَا سَأَلْتُمْ اللهَ فَاسْأَلُوهُ الفِرْدَوْسَ )).
الفضل الرّابع: أنّ الدّعاء ذخر لأوقات البلاء..
روى التّرمذي والحاكم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : (( مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَسْتَجِيبَ اللَّهُ لَهُ عِنْدَ الشَّدَائِدِ وَالْكُرَبِ، فَلْيُكْثِرْ مِنَ الدُّعَاءِ فِي الرَّخَاءِ )).
فقد جعله بمثابة العُدّة الّتي تُعدّ لصدّ العدوّ، والعبد لا شكّ أنّه يعلم أنّ حياته لن تخلُو من منغّصات ومفرحات، وشدائد ومسرّات، ونقم ونعم، فكيف انقسم العباد في ذلك إلى أصناف ثلاثة:
صنف يعرف الله في الرّخاء ليعرفه الله في الشدّة، فيكون وقت الشدّة أشدّ تقرّبا إليه، كما في وصيّة النبيّ صلى الله عليه وسلم لابن عبّاس رضي الله عنه ، وهؤلاء يوصيهم النبيّ صلى الله عليه وسلم بأن يُكثروا من الدّعاء وقت الرّخاء، بأن يسألوا الله خير الدّنيا والآخرة، وأن يسألوه العفو والعافية.
وصنف لا يعرف الله وقت الرّخاء، وإنّما يعرفه وقت الشّدائد، كما أخبر الله عن المشركين الأوائل، )فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ) [العنكبوت:65]، وقال: (فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُم) [يونس: من الآية23]..
الصّنف الثّالث: فرضي أن يكون حاله أحطّ من حال المشركين، فصاروا يغفلون عن الدّعاء وقت الشّدائد، فلا تسل عن حالهم وقت الرّخاء، أو ربّما لجأوا وقت الشّدائد إلى غير الله تعالى..
ويدخل تحت هذا الباب أذكار اليوم واللّيلة والرّقى، فمن أراد الله تعالى أن يذكره ويعصمه ويقيه شرّ كلّ مؤذٍ فعليه أن يذكر الله ويرقي نفسه وقت الرّخاء، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الفضل الخامس: أنّه من موجبات المغفرة. ولا يخفى على أحدٍ فضلُ الاستغفار، وأنّه ليس بين العبد ومحو ذنوبه إلاّ أن يستغفر الله تعالى، والاستغفار دعاء، وتأمّل ما رواه التّرمذي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (( قَالَ اللَّهُ [تَبَارَكَ وَتَعَالَى]: يَا ابْنَ آدَمَ ! إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي، غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي )).
فقوله عز وجل : (( إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي، غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي )) أي: سأغفر لك يا عبدي ما كان فيك مدّة استغفارك ورجائك مغفرتي.
بل إنّ هذا الدّعاء يتعدّى لمن مع الدّاعي وإن لم يدعُ بدعائهم: (( قالوا: يا ربّ ! فيهم فلان عبد خطّاء إنّما مرّ فجلس معهم. قال: وله غفرت، هم القوم لا يشقى بهم جليسهم )).
الفضل السّادس: أنّه مجاب لا محالة.
فقد روى التّرمذي-واللّفظ له-، والحاكم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : (( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَنْصِبُ وَجْهَهُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَسْأَلَةٍ، إِلَّا أَعْطَاهَا إِيَّاهُ، إِمَّا أَنْ يُعَجِّلَهَا لَهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الآخِرَةِ )).
وفي مسند أحمد عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (( مَا عَلَى الْأَرْضِ مُسْلِمٌ يَدْعُو اللَّهَ بِدَعْوَةٍ إِلَّا آتَاهُ اللَّهُ إِيَّاهَا، أَوْ صَرَفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا، مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ، أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ ))، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ: إِذًا نُكْثِرُ، قَالَ: ((اللَّهُ أَكْثَرُ)) أي الله أكثر إجابة من دعائكم، وهو لا يملّ حتّى تملّوا، فلا تعجزونه في الاستكثار، فإنّ خزائنه لا تنفذ وعطاياه لا تفنى.
الفضل السّابع: أنّ الدّعاء يخفّف القضاء، أو يردّه.
وذلك لما رواه التّرمذي عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنها قَالَ: ...وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : (( إِنَّ الدُّعَاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ، وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ، فَعَلَيْكُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِالدُّعَاءِ )).
وروى التّرمذي عَنْ سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ رضي الله عنه ، وابن حبّان والحاكم عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : (( لاَ يَرُدُّ القَدَرَ إِلاَّ الدُّعَاءُ، وَلاَ يَزِيدُ فِي العُمُرِ إِلاَّ البِرُّ .. )).
( فعليكم عباد الله بالدعاء ) أي: إذا كان هذا شأن الدّعاء، فالزموا يا عباد الله الدّعاء.
الثّالث: ما ذكره ابن تيمية رحمه الله في "مجموع الفتاوى" (14/488) أنّ المقدّر نوعان، مقدّر لا يبدّل وهو المكتوب في اللّوح المحفوظ، لا يطّلع عليه أحد من خلقه عز وجل، ونوع هو مكتوب في صحف لدى الملائكة، وتعطاه الملائكة كلّ عام ليلة القدر، (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ).. فإذا دعا العبد ربّه، أو وصل رحمه، خفّف القضاء أو مُحِي في صحف الملائكة، وبذلك يوافق ما كتبه الله في اللّوح المحفوظ، وهذا معنى قوله تعالى:( يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ) [الرعد:39].
الفضل الثّامن: من فضائل الدّعاء: أنّ الله يستحي أن يردّ داعيه.
روى أبو داود والتّرمذي وابن ماجه عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (( إِنَّ اللَّهَ حَيِيٌّ كَرِيمٌ، يَسْتَحْيِي إِذَا رَفَعَ الرَّجُلُ إِلَيْهِ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا خَائِبَتَيْنِ )). و( الصِّفْر ) هو الفارغ.
وإنّ الأمر لم يقف إلى حدّ أن استحيى الله من داعيه، ولكنّه يغضب من ترك دعائه.
الفضل التّاسع: أنّ الله تعالى يغضب عز وجل على من ترك دعاءه..
ذلك جاء في " سنن التّرمذي " عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : (( مَنْ لَمْ يَسْأَلْ اللَّهَ يَغْضَبْ عَلَيْهِ )).
( من نزلت به فاقة ): أي حاجة شديدة، وأكثر استعمالها في الفقر، وضيق المعيشة ( فأنزلها بالنّاس ) أي عرضها عليهم وأظهرها بطريق الشّكاية لهم، وطلب إزالة فاقته منهم، والمقصود من اعتمد في سدّها على سؤالهم، ولم يسأل الله تعالى قبلهم، وذلك لأنّ ربط قلبه بالأسباب دون مسبّب الأسباب. ( لم تسد فاقته ) أي لم تقض حاجته ولم تزل فاقته، أو كلّما سدّت حاجته أصابته أخرى أشدّ منها.
أمّا من ( أنزلها بالله ) بأن اعتمد على مولاه وذلك بسؤاله والإلحاح في ذلك، فذلك لا ريب في صدق توكّله، وأنّ العباد صاروا بين يديه بمثابة الأسباب فقط، كما قال عبد الله بن المبارك لأحد أمراء زمانه: أمّا بعد فقد رفعت أمري إلى الله قبل أن أرفعها إليك، فإن شاء الله أجبتنا، وإلاّ أغنانا الله من فضله. لذلك قال النبيّ صلى الله عليه وسلم : (( فيوشك الله له ) أي يسرع له ويعجّل له ( برزق عاجل ) إن كانت المصلحة في تأجيله ( أو آجل ).
وروى أبو داود والتّرمذي وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : (( مَنْ نَزَلَتْ بِهِ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ، لَمْ تُسَدَّ فَاقَتُهُ، وَمَنْ نَزَلَتْ بِهِ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَيُوشِكُ اللَّهُ لَهُ بِرِزْقٍ عَاجِلٍ أَوْ آجِلٍ )).
لذلك على المسلم أن يكثِر من سؤال الله الهداية والثّبات عليها، وعليك بدعاء النبيّ صلى الله عليه وسلم : (( يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك وطاعتك )).

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://telbana.alafdal.net
تلبانه _تلبانه
V I P
V I P
avatar


عدد المساهمات : 7224
الجنس : ذكر
تاريخ التسجيل : 08/06/2010

فضائل الدعاء 	عبد الحليم توميات Empty
مُساهمةموضوع: رد: فضائل الدعاء عبد الحليم توميات   فضائل الدعاء 	عبد الحليم توميات Icon_minitimeالأحد 19 سبتمبر 2010, 7:47 pm

مشكور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
asmaa
عضو فعال
عضو فعال
asmaa


عدد المساهمات : 476
الجنس : انثى
تاريخ التسجيل : 03/05/2010

فضائل الدعاء 	عبد الحليم توميات Empty
مُساهمةموضوع: رد: فضائل الدعاء عبد الحليم توميات   فضائل الدعاء 	عبد الحليم توميات Icon_minitimeالثلاثاء 21 سبتمبر 2010, 11:49 pm

بارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فضائل الدعاء عبد الحليم توميات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التوسّل الشرعي الأزكي د عبد الحليم عويس
» فضائل يوم الجمعه
» فضائل شهر رمضان
»  فضائل العشر من ذي الحجة
» فضائل العشر من ذي الحجة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي  :: المنتديات الإسلامية :: المنتدي اللغوي والإسلامي-
انتقل الى: