عدد المساهمات : 5431الجنس : تاريخ التسجيل : 26/04/2010
موضوع: التوسّل الشرعي الأزكي د عبد الحليم عويس الإثنين 16 أغسطس 2010, 3:43 am
يجاهد كثير من الناس في غير مواطن الجهاد … ويتركون المتفق عليه ليثيروا
خلافات في مواطن لا تحْظي بالاتفاق … بل ربما كان الاتفاق علي
أنها غير متفق عليها ، وأن الشبهة واردة فيها … !!
- ولم يغلق الله باباً إلا فتح – قبله – مائة باب حلال .. هكذا في الطعام والشراب
حرم أشياء لكنه أحل أضعاف أضعافها .. والأمر كذلك في العبادات والتوسل .
. ولكن بعض الناس يترك مساحة الحلال ليدخل في معارك حول
مناطق مشبوهة ..ونضرب هنا مثلاً بقضية التوسل .
فمن الوسائل التي شرعها الله للتوسل إليه ، استجابة لقوله تعالي ” وابتغوا إليه الوسيلة ”
أن تجدد إيمانك بالله ، وتعلن ذلك قارناً بين الإيمان والحاجة التي تريدها من
الله سبحانه وتعالي ، وفي الحديث الذي رواه الترمذي وأبو داود وأحمد وابن ماجه –
أن رجلاً توسل في دعائه بالإيمان بوحدانية الله فقال : ” اللهم إني أسالك
بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ،
ولم يكن له كفوا أحد … فسمعه الرسول ، فقال له : ”
والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي دعي به أجاب ،
وإذا سئل به أعطي ” … فالتوسل إليه سبحانه وتعالي بالإيمان به وبرسوله
محمد عليه الصلاة والسلام من أعظم أبواب التوسل المشروع ..
ويضاف إلي التوسل باسمة الأعظم التوسل إليه بأسمائه الحسنة كلها ،
وعلي رأسها أسماء الرحمن الرحيم الحي القيوم الأحد الصمد …
- ومن الوسائل المشروعة للتوسل الصلاة فريضة أو نافلة ، ويمكن –
وهومشروع – أن يصلي المسلم صلاة الحاجة ، وهي ركعتان يسأل الله بعدهما حاجته ،
ففي حديث الترمذي وابن ماجه وأحمد أن الرسول صلي الله عليه وسلم أمر الرجل الضرير
أن يتوضأ ويصلي ركعتين ، ويسأل الله تعالي ، ففعل ، ودعا له الرسول ، فردّ الله عليه بصره . - ومن الوسائل المشروعة في التوسل : الصيام ، فقد رود عن رسول الله
صلي الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الترمذي وأحمد :
” ثلاثة لا تردّ دعوتهم : الصائم حين يفطر ، والإمام العادل ، والمظلوم ”
- والصدقة من المال الحلال وسيلة مشروعة يتوسل بها إلي الله ،
فقد ورد في الحديث الصحيح : ” صنائع المعروف تقي مصارع السوء ،
وصدقة السرّ تطفيء غضب الرب ، وصلة الرحم تزيد في العمر ”
- ومن الوسائل المشروعة التي يتوسل بها الحج والعمرة
والجهاد في سبيل الله ، وتلاوة القرآن ، والاستغفار من الذنوب بعامة ،
ومن الذنوب المعروفة لصاحبها بخاصة . وقد ورد في أثر الاستغفار
في تفريج الكروب قول الرسول صلي الله عليه وسلم في الحديث الذي
رواه الترمذي وأبو داود وأحمد ” من لزم الاستغفار جعل الله له
من كل هم فرجاً ، ومن كل ضيق مخرجاً ، ورزقه من حيث لا يحتسب “…
- ويعدّ ذكر الله وتسبيحه بالأذكار الواردة الصحيحة من أعظم ما يتوسل
العبد به إلي الله ، وذلك لقوله عليه السلام في الحديث الذي أورده الصحيحان :
أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ،
وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ” … والدعاء من الذكر ،
بل هو مخ العبادة ، وهو من الوسائل المشروعة ، بل هو المناقض الأكبر
للكفر إذا برئ من الأدعية البدعية والشركية .. قال تعالي :
الرئيسية 
البوابة 
التسجيل 
دخول 
الإثنين 16 أغسطس 2010, 3:43 am
