الشفاء بنت عبد الله بن عبد شمس بن خلف ، و يقال : خالد بن شداد ، و يقال : صداد ، و يقال : ضرار بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدى بن كعب .
و يقال : الشفاء بنت عبد الله بن هاشم بن خلف بن عبد شمس بن شداد القرشية العدوية ، أم سليمان بن أبى حثمة ، لها صحبة .
قال أحمد بن صالح : اسمها ليلى و غلب عليها الشفاء ، و أمها فاطمة بنت أبى وهب ابن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم .
أسلمت بمكة قبل الهجرة ، و هى من المهاجرات الأوائل اللاتى بايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و كانت من عقلاء النساء و فضلائهن و كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيها فيقيل عندها ، و اتخذت له فراشا و إزارا ينام فيه ، فلم يزل هذا الفراش عند ولدها حتى أخذه منهم مروان بن الحكم .
تزوجت الشفاء بنت عبد الله من أبى خثمة بن حذيفة بن عامر القرشي العدوي
كانت الشفاء ترقى فى الجاهلية فلما أسلمت ، أتت الرسول تستأذنه فى متابعة عملها فأذن لها وبهذه الرخصة النبوية تابعت الشفاء مهنتها وكانت تعلمها للنساء ، قالت : لا أرقي حتى أستأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي " أرقي ما لم يكن شرك بالله عز و جل " . أخرجه ابن حبان ( 1414 ) و الحاكم ( 4 / 57 ) من طريق الجراح بن الضحاك الكندي عن كريب به . و علقه ابن منده من هذا الوجه .
ثم رواه الحاكم و ابن منده في " المعرفة " ( 2 / 332 / 1 ) من طريق عثمان ابن عمر بن عثمان بن سليمان بن أبي حثمة القرشي العدوي حدثني أبي عن جدي عثمان بن سليمان عن أبيه عن أمه الشفاء بنت عبد الله أنها كانت ترقي برقى الجاهلية ، و أنها لما هاجرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم قدمت عليه فقالت : يا رسول الله إني كنت أرقي برقى في الجاهلية ، فقد رأيت أن أعرضها عليك ، فقال : اعرضيها فعرضتها عليه ، و كانت منها رقية النملة ، فقال ارقي بها و علميها حفصة : بسم الله ، صلوب ، حين يعود من أفواهها ، و لا تضر أحدا ، اللهم اكشف البأس ، رب الناس ، قال : ترقي بها على عود كركم سبع مرات ، و تضعه مكانا نظيفا ، ثم تدلكه على حجر ، و تطليه على النملة . سكت عليه الحاكم . و قال الذهبي : " سئل ابن معين عن عثمان فلم يعرفه " . يعني عثمان بن عمر ، و قال ابن عدي : " مجهول " . قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 289: و هذه الطريق مع ضعفها ، فلا بأس بهما في المتابعات .
و قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : علمى حفصة رضي الله عنها ( زوج النبي) رقية النملة(1) كما علمتها الكتابة . و هو حديث صحيح الإسناد كما هو مبين في السلسلة الصحيحة برقم ( 178 )
أخرجه أحمد ( 6 / 372 ) و أبو داود ( 2 / 154 ) و الطحاوي في " شرح معاني الآثار " ( 2 / 388 ) و النسائي أيضا كما في " الفتاوي الحديثية " للسخاوي ( 81 / 2 ) و " نيل الأوطار " للشوكاني ( 8 / 176 ) .
و أقطعها رسول الله صلى الله عليه وسلم دارا عند الحكاكين فنزلتها مع ابنها سليمان .
و كان عمر بن الخطاب يقدمها فى الرأى و يرضاها و يفضلها ، و ربما ولاها شيئا من أمر السوق . ذكر ذلك أبو عمر بن عبد البر . اهـ .
و قال المزى :
روى لها البخارى فى كتاب " الأدب " ، و فى كتاب " أفعال العباد " ،
و أبو داود ، و النسائى . اهـ .
توفيت الصحابية الجليلة رضي الله عنها في زمن عمر بن الخطاب سنة عشرين بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم
من تلاميذها :
سليمان بن أبى حثمة ( ابنها )(2)
عثمان بن سليمان بن أبى حثمة (ابن ابنها)(3)
أبو إسحاق ( مولاها )(4)
أبو بكر بن سليمان بن أبى حثمة ( ابن ابنها )(5)
حفصة ( زوج النبى صلى الله عليه وسلم ) .
(1) وهو نوع من الأمراض الجلدية يسمى التنمل وهو من التقرحات التي تصيب الجلد ، قال الشوكاني في تفسيرها :
" هي كلام كانت نساء العرب تستعمله ، يعلم كل من سمعه أنه كلام لا يضر و لا ينفع ، و رقية النملة التي كانت تعرف بينهن أن يقال للعروس تحتفل و تختضب ، و تكتحل ، و كل شيء يفتعل ، غير أن لا تعصي الرجل " .
(2) له ثلاث أولاد وهم : أبو بكر بن سليمان ، وعثمان بن سليمان ومحمد بن سليمان.
(3) روى له البخارى فى كتاب " أفعال العباد " حديثا واحدا ؛ وهو : عن عثمان ابن سليمان ، عن جدته أم أبيه ، قالت : جاء رجل إلى النبى صلى الله عليه وسلم ، فقال : إنى أريد الجهاد فى سبيل الله . فقال : ألا أدلك على جهاد لا شوكة فيه ؟ قال : قلت : بلى . قال : حج البيت .
عن عثمان بن أبى حثمة ، عن جدته الشفاء ، قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم و سأله رجل : أى الأعمال أفضل ؟ قال : إيمان بالله ، و جهاد فى سبيل الله ، و حج مبرور .
(4) رافع بن إسحاق الأنصارى المدنى؛ قال ابن عبد البر : هو من تابعى أهل المدينة ، ثقة فيما نقل ، و الشفاء امرأة قرشية ، و هى أم سليمان بن أبى حثمة .
(5) من التابعين ، روى له : ( البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي ) ، رتبته عند ابن حجر : ثقة ، عارف بالنسب ، رتبته عند الذهبي : من علماء قريش ، روي له حديث عن الزهرى ، قال : أخبرنى سالم ، و أبو بكر بن سليمان أن عبد الله بن عمر ، قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فى آخر حياته ، فلما سلم قام ، فقال : " أرايتكم ليلتكم هذه ، فإن على رأس مئة سنة لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد " .