كان الشيخ أبعلي قلندر من كبار متصوفة القرن السابع والثامن الهجري في الهند، وحدث أن مَرَّ السلطان علاء الدين الخلجي في السوق، فنادى أحد الحراس تلميذًا من تلامذة الشيخ ليفسح الطريق فلم ينتبه، فضربه على رأسه فذهب إلى شيخه شاكيًا فكتب الشيخ إلى السلطان: إما أن تعزل عاملك أو أُنَصِّب مكانك ملكًا آخر!! فارتعد السلطان، وأرسل الشاعر الكبير أمير خسرو، فغنى بعض شعره ليسترضي به الشيخ، فلما رضي الشيخ بَلَّغَه رسالة السلطان يطلب عفو الشيخ فعفا عنه!!.
وصاغ محمد إقبال القصة شعرا فقال:
اسمعن عني حديثا عن ولي اسمه في الهند مشهور علي
وأتى العامل في موكبه معه الحراس قد حفَّت به
صاح للتطريق جندي نكير أيها الأحمق أفسح للأمير
فأتى ربُّ العصا في شِرَّته ضاربا رأس الفتى في غفلته
فتنحَّى عن طريق العامل وهو في ذعر وحزن قاتل
ومضى يشكو إلى شيخ الطريق دمعه من محبس العين طليق
زمجر الشيخ بقول من ضرم مثل برق في ذُرى الطود اضطرم
ثم أملى الشيخ سطرا من لهب قال للكاتب في نار الغضب
أمسك المِزْبرَّ واكتب ذا النذير أبلغ السلطان عن هذا الفقير
عامل عندك غِرٌّ قد عصا وعلا رأس غلامي بالعصا
اعزل العامل هذا الفاجرا أو أهب مُلكَك ملِكا آخرا
عبد حقٍّ فيه لله احتساب أرعد السلطان منه ذا الكتاب
قيَّد العامل بالقيد الثقيل واستغاث الشيخ للصفح الجميل