وتأمل كثرة حسنات أحمد بن حنبل وأنت تقرأ قوله: ما كتبت حديثًا إلا وقد عملت به، حتى قولي: إن النبي احتجم وأعطى أبا طيبة دينارًا، فأعطيت الحجام دينارًا حين احتجمت
حرص - رحمه الله - على اتباع كل سنة للنبي بل كل عادة له ولو كان في ذلك خطر على حياته
قال إبراهيم بن هانئ: اختبأ عندي أحمد بن حنبل ثلاث ليال ثم قال لي: اطلب لي موضعًا حتى أدور. قلت: إني لا آمن عليك يا أبا عبد الله، فقال: إن النبي اختفى في الغار ثلاثة أيام، وليس ينبغي أن تتبع سُنَّة النبي في الرخاء وتترك في الشدة
له هِمَمٌ لا منتـهى لكبارهـــــا ...... وهِمَّتُه الصغرى أَجَلُّ من الدهـرِ
له راحة لو أن معشار جودها ...... على البَرِّ كان البَرُّ أنْدَى من البحرِ
وانظر إلى قطرة من كراماته، ولمحة من حُسْنِ حسناته
قال الوركاني: أسلم يوم مات أحمد بن حنبل عشرة آلاف من اليهود والنصارى والمجوس
قال ابن الجوزي: لما وقع الغرق ببغداد سنة 554هـ وغرقت كتبي، سلم لي مجلد فيه ورقتان من خط الإمام أحمد رحمه الله
قال علي بن الحسن الزينبي قاضي القضاة
إن الحريق وقع في دارهم فاحترق ما فيها إلا كتابًا فيه شيء بخط أحمد
قال شمس الدين الذهبي
وكذا استفاض وثبت أن الغرق الكائن بعد العشرين وسبع مائة ببغداد عَامَ على مقابر مقبرة أحمد، وأن الماء دخل الدهليز علو ذراع ووقف بقدرة الله، وبقيت الحُصْرُ حول مقابر الإمام بغبارها، وكان ذلك آية