السؤال:
ما حكم قراءة القرآن على الأموات .. بدعة أم سنة ؟
المفتي: سفر الحوالي
الإجابة:
للاستماع للإجابة :
الله سبحانه وتعالى شرع لنا الحنيفية السمحة، دين الإسلام الحنيفية السمحة الميسرة. والإنسان يموت له أب أو قريب ويريد أن يحسن إلى هذا الميت. لم يقطع الله سبحانه وتعالى عنا هذا الإحسان بهذه الشريعة السمحة الميسرة. بل جعل لنا أبواباً واسعة ولله الحمد. الدعاء للأموات.. نحن كلما نزور القبور ندعو لهم.
هذا من ماذا؟ مما شرعه الله سبحانه وتعالى ..الدعاء... الحج عن الميت وارد وصحيح... الصوم أيضاً ورد في حق الأم إذا نذرت الأم أو الأب أن يصوم عنها الولي. الصدقة هذه أوضح شيء. من أوضح ما يتقرب به الإنسان إلى الله عن الميت أن يتصدق عنه بما شاء. إذن لدينا أبواب ومجالات الحمد لله واسعة فما ضّيق الله تعالى علينا. فنأتي إلى قراءة القرآن: هل يُقرأ القرآن على الميت؟ يعني أن إنسان يمسك المصحف ويقرأ سورة من القرآن ويهدي ثوابها إلى الميت. هذه ما وردت.
هذا الشكل ما ورد. وهذا هو أخف الأنواع. أخف أنواع البدع في هذا الشأن أن الإنسان يقرأ قرآن ويهديه إلى الميت، وبعض العلماء أجازوا ذلك على أساس دخوله في عموم الطاعات والقربات.. الصلاة باتفاق لا تصلي وتهدي ثوابها. لكن هذه مثلاُ.. هذه أخف شيء ومع ذلك الصحيح والراجح أنها ما دامت لم ترد فلا نفعلها أبداً، لأن ديننا اتباع وليس ابتداع. لكن أن يجتمع الناس ويقرأون على رأس الأربعين أو ثلاثة أيام يقرأ قارىء القرآن كله أو ثلاثين قارىء كل قارىء يقرأ جزء معين ونجعل هذا من سنن العزاء هذا أكبر وأكبر. هذه بدعة بلا شك لا يختلف فيها أحد من العلماء..أبدا.ً الذي يقول أن العلماء اختلفوا في قراءة القرآن هذا الذي ننبه إليه يا إخوان، فلا يعني ذلك أن العلماء اختلفوا فيمن يجمع ثلاثين قارىء أو يجيب واحد يقرأ ثلاثين جزء على راس الأربعين أو ثلاثة أيام بعد الموت، ليس هذا هذا لم يختلفوا فيه. هذا بدعة باتفاق. إنما الذي وقع فيه الخلاف والصحيح كما بينا هو أن يقرأ الإنسان وحده فقط يقرأ شيئاً من القرآن ويهدي ثوابه إلى الميت ومع ذلك هذا نقول لا تفعلوه.. هذا غير جائز.. بدعة.. حسماً لمادة البدع من أصلها لكن الصدقة بابها مفتوح والحمد لله فليتصدق الإنسان أو يحج أو يعتمر عن الميت هذا جائز ووارد والحمد لله.