بينما تتعرض مسابقات الجمال لانتقادات واتهامات عديدة، ظهرت فكرة إقامة مسابقة لملكة جمال الأخلاق وكانت السعودية رائدة في تلك التجربة. فما هي فكرة ملكة جمال الأخلاق وما هي أهدافها وماذا يقول عنها علماء الدين والاجتماع؟
قالت رئيسة اللجنة المنظمة للمسابقة خضرة المبارك أن المسابقة تهدف الى نشر الفضيلة بأسلوب مختلف، «وذلك من خلال إبراز القيم والأخلاق وحث البنات على التنافس في الجمال الروحي بعيداً عن المسابقات التي لا تأخذ في الاعتبار سوى جسد المرأة، ولهذا تشرف عليها لجنة تحكيم تتكون من مشرفات تربويات على علم ودراية بالعلوم الاجتماعية والنفسية وتركز على سمو الخلق وزرع الفضيلة حيث وضع شعار لهذه المسابقة «لنسعد آباءنا وأمهاتنا» من أجل نشر قيم البر بالوالدين بما يؤصل الأخلاق في نفوس المتسابقات حيث تخصص غالبية الدرجات لحسن علاقتها بأهلها وثقافتها ونشاطها الاجتماعي».
فكرة رائدة
أشادت مفتية النساء الدكتورة سعاد صالح بالفكرة التي تعد تكريماً لفتيات «يحتذي بهن في بر الوالدين، وهو ما يكون له تأثير إيجابي لغيرهن ممن انشغلن بالمظهر الخارجي للفتاة دون أن تشعر بأنها صاحبة رسالة في الحياة، وخاصة تجاه الوالدين اللذين أوصى الله بهما. ولهذا أرى هذه المسابقة نوعاً من طاعة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم،
وقال الله تعالى: «وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ » آية 8 سورة العنكبوت
وقال تعالى: «وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً. واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي أرحمهما كما ربياني صغيراً» الآيتان 23-24 سورة الإسراء وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل قال إيمان بالله ورسوله ثم بر الوالدين...».
ينبغي دعمها
وطالبت أستاذة الشريعة في جامعة القاهرة الدكتورة ملكة يوسف زرار المسؤولين في العالم الإسلامي من السياسيين والإعلاميين والمثقفين دعم هذه المسابقات مادياً ومعنوياً لأن نتائجها الإيجابية «ستعم المجتمع كله عندما يتنافس الشباب والفتيات على نيل رضا الله من خلال بر الوالدين اللذين أوصى الله بهما في كثير من الآيات القرآنية، حيث يأتي الأمر ببرهما بعد الأمر بالإيمان بالله مباشرة
فقال تعالى: «وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا » آية 36سورة النساء.
وقال أيضاً: «ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن أشكر لي ولوالديك إليّ المصير. وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أناب إليّ ثم إليّ مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون» 14- 15 سورة لقمان . وسئل النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله عز وجل؟ قال: الصلاة على وقتها. قال: ثم أي؟ قال: بر الوالدين قال ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله. وقال صلى الله عليه وسلم: رضا الرب في رضا الوالدين وسخطه في سخطهما ولاشك أن هذه الفكرة تحمي فتياتنا من المسابقات التي ترعاها جهات مشبوهة تعمل على هدم قيمنا وأخلاقنا».
ترتقي بالأخلاق
أكدت عميدة كلية الدراسات الإسلامية الدكتورة رجاء حزين أن فكرة مسابقة ملكة جمال الأخلاق تحت شعار «ملكة للأخلاق لا الجسد» فكرة طيبة للغاية، داعية إلى تعميمها في أنحاء العالم العربي والإسلامي كبديل لدعاوى الانحلال والابتذال التي تطل برأسها هنا وهناك لإفساد المرأة في أي مكان تحت اسم مسابقات الجمال، لأن هذه الخطوة الشجاعة والطيبة ينطبق عليها قول الله تعالى: «وفي ذلك فليتنافس المتنافسون» وهي فكرة جميلة تدور حول الارتقاء بأخلاقيات المرأة المسلمة لا سيما عند تنظيم مسابقة حول هذه المعاني والتي بلا شك سوف تدور حول أسس هذه الأخلاقيات ومظاهرها من النواحي الشخصية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية والعلمية.أعضاء ما يسمى «حملة رفض امتهان واستغلال المرأة» قد صعدوا من حملة مناهضة استغلال المرأة عموماً في الدعاية والإعلان وذلك تحت عنوان «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر» ولاشك أن جعل بر الوالدين أساساً لاختيارالفائزات فكرة عبقرية تستحق التقدير».