إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله )) يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون))
((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحده وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءا واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا))
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما ))
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعه، وكل بدعةٍ ضلاله، وكل ضلالةِ في النار
أما بعد،
عباد الله :
فإننا نعيش في زمن كثرت فيه الفتن وانتشرت ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ومن تلكم الفتن التي طاشت وتطيش لها عقول فتنة النساء ، فتنة النساء تلك الفتنة التي حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء" ، هي الفتنة التي قال فيها عليه الصلاة والسلام : " اتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء" .
إخوة الإسلام :
فتنة النساء فتن متعددة وليست فتنة واحدة : فتنة النساء في الاختلاط بالرجال فتنة ىالنساء في الخلوة بالرجال فتنة النساء بالتبرج والسفور ، التبرج الذي هو الشرارة الأولى للزنا عياذا بالله تعالى .
عباد الله : يقول النبي صلى الله عليه وسلم محذرا من هذه الفتن : "إذا خلا رجل بامرأة كان الشيطان ثالثهما "
يقول صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم : "أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية"
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : "ثلاثة لا تسأل عنهم : وذكر منهم : وامرأة غاب عنها زوجها وقد كفاها مؤنة الدنيا فتبرجت بعده ، فلا تسأل عنهم"
يقول صلى الله عليه وسلم : "صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا"
عباد الله : يقول النبي صلى الله عليه وسلم : "سيكون آخر أمتي نساء كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العنوهن فإنهن ملعونات"
نعم عباد الله كل هذا التحذير من فتنة النساء لخطرها وكبير ضررها .
نعم إخوة الإسلام : هذه المرأة المتبرجة التي تخرج إلى الشارع بكامل زينتها وقد تعطرت وتبرجت امرأة ملعونة امرأة مستحقة للعنة الله إمرأة مستحقة للطرد من رحمة الله ، أتدرون لماذا يا عباد الله ؟
لأنها امرأة ظالمة نعم ظالمة ، ظالمو لنفسها ظالمة لأهلها ظالمة لمجتمعها مخالفة أوامر دينها .
ظالمة لنفسها لأنها عرضت نفسها للعنة الله ظالمة لنفسها لأنها عرضتها لسخط الله ظالمة لنفسها لأنها عرضتها لعذاب الله ؛ والواجب على كل واحد منا أن يحرص على النجاة من عذاب الله وأن يسعى للفوز برضوان الله ، وهذه المتبرجة خالفت ذلك كله فعرضت نفسها للعذاب والسخط واللعنة .
وهي أيضا ظالمة لأهلها لأنها جلبت وتجلب وستجلب لهم الكلام والسبة والعار ، وظالمة لزوجها لأنها تزينت لغيره وأبدت مفاتنها لسواه وهو ما تزوجها إلا لتكون له وحده لا يشركه فيها غيره .
ولكن المصيبة عباد الله : لما يكون هذا التبرج وذاك السفور وذياك الفساد بعلم الأهل ورضا الزوج ةتحت نظرهم فهذه هي المصيبة حقا ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : "ثلاثة لا يدخلون الجنة : العق لوالديه والديوث ورجلة النساء" .
أتعرفون الديوث عباد الله إنه الذي يرضى لأهله مثل هذا التبرج إنه الذي يقر في أهله الخبث ولا يغيره نعوذ بالله من سوء الحال .
المتبرجة مستحقة للعنة لأنها ظالمة لمجتمعها
إخوة الإسلام إن المتبرجة إذا تعطرت وتزينت ولبست وهي عارية بلباسها وخرجت إلى الشارع كأنها تدخل غرفة نومها لتنام مع زوجها فتنت الرجال فتنت الشباب إذا رأوها وخاصة وأن كثيرا من الناس لا يمتثلون أمر الله جل وعز بغض البصر فتراه يقلب ناظريه فيها من فوقها إلى أسفلها فيرى ما لا يستطيع أن يصبرعليه فيشتهي هذه المتبرجة ويحاول أن يصل إليها بكل الطرق وشتى الوسائل فيحدث ما لا يحمد عقباه من الفتن والزنا والخنا عياذا بالله .
ولا تحسبن أيها المسؤول عن امرأة متبرجة : أختا أو بنتا أو زوجة أنها سوف تحترم لما تنزل إلى الشارع بتبرجها والله وتالله وبالله أيمان ثلاثة لن ينظر إليها كثير من الناس إلا على أنها عارضة لنفسها باذلة لعرضها تشتهى .
فالمرأة المتبرجة مستحقة للعنة ولغضب الله وعقابه وأليم عذابه لأنها أشاعت الفاحشة في المجتمع المسلم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
عباد الله : المرأة المتبرجة مستحقة للعنة والغضب والسخط لأنها خالفت أوامر دينها خالفت أوامر الله جل وعلا وارتكبت نهيه وتناست قوله : "ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى" وخالفت أمر نبيها وهو يدعوها ويدعو نساء الأمة جميعا إلى الستر والحياء والعفة .
نسأل أن يستر على أعراضنا وأعراض المسلمين
أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم .
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
عباد الله إن الواجب على هذه المرأة المتبرجة أن تتقي الله جل وعلا وتبادر بالتوبة والإنابة والرجوع والاستغفار وإصلاح ما فات مستجيبة لأمر ربها جل وعلا : "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما"
فالحجاب والجلباب فيه مصلحة للمرأة المسلمة لأنها به تعرف تعرف أنها صالحة تعرف أنها متزنة تعرف أنها ملتزمة أنها بعيدة عن الشبهات فلا يتعرض لها أحد بالأذى .
والواجب على أولياء أمور النساء أن يتقوا الله في النساء وأن يتذكروا قول النبي صلى الله عليه وسلم : "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" فاعلم أخي أنك مسؤول عن صغير الأمور وكبيرها فاتق الله وأعد للسؤال جوابا .
نسأل الله أن يعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن .
وكتبه حامدا لربه مصليا على نبيه
أحمد بن جمال أبوسيف
أبو عبد الرحمن .