المال وحب الدنيا"
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
اما بعد :،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شهوة حب المال من الشهوات الخطيرة التى فتنت الكثير من الناس فأصبحوا يتصارعون على الدنيا
وكأنها غاية مقصدهم !
يغضبون من أجلها وبسببها يوالون ، وعليها يعادون وكم قطعت ارحام فى سبيلها وسُفكت دماء بسببها ،
وفرقت بين الاخ واخيه وتقاتل الاب مع ابنه وتعادى الاصحاب والخلان.
والسبب :دنيا !!
امر عجيب اصبحنا نعانيه اصبح حب المال هو كل شئ وبالتالي اصبحت الدنيا هى غايتنا
وقد بين النبي _ صلى الله عليه وسلم _هذا المصير في نظره لحالنا المؤلم الأن فقال:
"كيف أنتم إذا فتحت عليكم خزائن فارس والروم . أى قوم انتم ؟
قال عبد الرحمن بن عوف , رضي الله عنه و نقول كما امرنا الله. قال : أو غير ذلك ؟
تتنافسون ، ثم تتحاسدون ثم تتدابرون ."
فى الحديث الصحيح الذي رواه مسلم
ولأنه _صلى الله عليه وسلم _رأى ما لم نرى ، واحس بما ينتظرنا فقد حذر صلوات ربي وسلامه عليه
فقال _صلى الله عليه وسلم_ : "بادروا بالاعمال فتنا كقطع الليل المظلم : يصبح الرجل مؤمنا ويمسي
كافراً ، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا ."
( رواه مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه )
هذا هو ما أخاف عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة حتى بكى ، فقال : يا ابا فلان أتخشى علي ؟
قال كيف حبك للدرهم ؟
قال لا احبه ، قال : لا تخف فإن الله سيعينك .
قال ابو يحيي مالك بن دينار : (إن البدن إذا سقم لم ينجح فيه طعام ولا شراب ولا نوم ولا راحة ،
وكذلك القلب إذا علقه حب الدنيا لم تنجح فيه موعظة .)
نريد ان نتخلص من هذه الافة افة حب المال وجمعه فهى آفة خطيرة تصيب القلب بالقسوة
واعلم انك بقدر ما تحزن للدنيا يخرج هم الاخرة من قلبك ، وبقدر ما تحزن للآخرة كذلك يخرج
هم الدنيا من قلبك .
فاللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا
وتذكر دائما اننا نريد الجنة وما الدنيا إلا طريق لها بالعمل الصالح فتذود منها بالتقوى وما ينفعك يوم
لا ينفع مال ولا بنون فلا تكن هى اكبر همك
فمهما جمعت من اموال ستموت وتتركها !
فاعمل لآخرتك اخى الكريم اختى الكريمة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.