افتراضي هل نرضى أن نقابل رب العالمين بهذه الصلاة..؟؟
لماذا..تفوتُني ركعة..أو ركعتين من الصلاة..؟؟
لماذا..؟
ثم لماذا..؟
تفوتُني ركعة من الصلاة..؟
أو ركعتين..
بل الصلاة كلها..في بعض الأحيان..!!
ولا أحرك ساكنا..
بل لا أفكر فيما جرى لي في صلاتي أصلا..!!
سواء كنت قد أدركت الصلاة كاملة..أوفاتتني بعض الركعات..أوحتى فاتتني الصلاة كلها..!!
لافرق..!!
فلا أشعر..ولا أحاسب نفسي على فوات الركعات..!!
ولا أفرح بإدراك جميع الصلاة خلف الإمام..!!
كأن الأمر لا يعنيني..!!
لقد مللت من حالي..!!
وضاقت عليَّ نفسي..!!
ألهذا الحد هانت عليّ صلاتي حتى صرت لا أشعر بما يحصل لي فيها..
أليست صلاتي هي الركن الثاني من أركان الإسلام..
أليست صلاتي لعظمها عند الله قد فرضت في السماء السابعة دون غيرها من العبادات..
أليست صلاتي أول ما أحاسب عليها يوم القيامة..
بل أليست صلاتي هي أخر وصايا نبيي محمد صلى الله عليه وسلم..
إذن..
لماذا..هذه الغفلة مني وممن حولي..
ممن هم على شاكلتي..
آه..ثم آه..
لو تفكرتُ في صلاتي..
والله لما شغلني عنها شيئ..
بل لوجدتُ راحتي بها..
وصارت قرة عيني..
كما كانت قرة عين حبيبي ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم..
تُرى..
هل يأتي اليوم الذي يمر عليَّ الوقت والوقتين ولم تفتني فيه ولا ركعة..؟ بل هل سيأتي عليَّ اليوم واليومين..
والاسبوع والاسبوعين..
ولم تفتني أي ركعة..؟
نعم..
سيأتي بإذن الله..
فأنا متفائل..
فليس ذلك على الله بعزيز..
والأمر لا يحتاج سوى عزيمة وصدق مع الله..
وتعظيم لقدر الصلاة..
وفعل الأسباب التي تساعد على المحافظة على جميع ركعات الصلاة..
من الاستعداد لها..
والتبكير إليها..
والخشوع فيها..
ومحاسبة النفس عند التقصير بها..
بعدها..
أكون قد صليت الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر..
وصليت الصلاة التي ترضي ربنا..
وفقني الله وإياك للمحافظة على جميع الصلوات..
والحرص على إدراك جمع ركعات الصلاة..
آمين.
هذا ما حدث لي عندما دخلت المسجد لأداء صلاة الظهر..!!
في أحد الأيام ذهبت إلى المسجد لأداء صلاة الظهر..
وبعد دخولي للمسجد..
أقيمت الصلاة..
فكبر الإمام..
وكبرت معه..
وفجأة..
وبدون مقدمات.!!
إذ أنا خارج المسجد..!!
لكن هذه المرة الوضع مختلف..!!
فقد تجزأت إلى نصفين..!!
فجسمي لايزال داخل المسجد..والحمد لله..
أماعقلي فقد خرج من المسجد..
وكان على موعد مع الهواجس..!!والتفكير..!!
أما جسمي..فقد أتم المهمة على أحسن وجه..
فيركع مع الإمام في حال الركوع..ويسجد حال السجود..
ويفعل ما يفعله الإمام..حتى ولو سهى الإمام وأتى بزيادة على أفعال الصلاة فهو على أتم الاستعداد في متابعته..!!
بقيت على هذه الحالة وقتا ليس بالقليل..
أما عقلي..
فقد قام بالهواجس والتخطيط..
فذهب هنا وهناك..
يسرح ويبحث ويتذكر أي شيئ يفكر فيه..
فقد تعود ذلك في كل صلاة..!!
وفي هذه الصلاة..
كان الموعد هذه المرة في دراهم حصلت عليها..
فقد أصابني شيئ من الفرح..لأني فكرت في مورد يزيد هذه الدراهم..!!
ولاتسل عن مدى فرحي بهذا الفتح الذي جاءني في هذه الصلاة..!!
في ظل هذا الفرح وهذا السرور.
كأن أحدا..أقعدني من نوم عميق..
فقد أتاني صوت من أعماق قلبي..
هل نسيت أنك في صلاة..!!
نعم هل نسيت أنك في صلاة..!!
وقد وقفت بين يدي الله..!!
وفي بيت من بيوت الله..!!
وتؤدي فريضة من أعظم فرائض الله..!!
حينها تذكرت جيدا كل هذا..
فرجعت إلى نفسي وأنبتها..
وحاولت جاهدا تناسي أمور الدنيا..
والتفكير في أذكار الصلاة..
ومعنى ( الله أكبر ) وأن الله أكبر من كل شيئ..
وأنا على هذه الحالة..أجاهد نفسي..
حتى سلم الإمام..
بعدها جلست مع نفسي..
أفكر في حالي وحال كثير ممن هم على شاكلتي..
ممن حافظنا على شكل الصلاة..
وأضعنا لب الصلاة..وحقيقتها..
نعم أنا وأنت نصلي الصلاة..
لكن هل هي الصلاة التي أمرنا الله بإقامتها..؟؟ وهل صلاتنا هذه هي التي تنهى عن الفحشاء والمنكر..؟؟ أظن الاجابة..لدينا إلا من رحم الله..
أننا نصلي صلاة مجرد أفعال..
لو تسأل أحدنا بعد الصلاة ماذا قرأ الإمام..
لوجدت أنه لا يعرف..!! رغم أنه قد خرج للتو من المسجد..!!
بل يزداد عجبك كثيرا من حالانا..
فقط..إذا..نظرت إلى حالنا عندما يقع الإمام في السهو..
كم الذين ينبهونه..
رغم أن المسجد مليئ بالمصلين..!!
فالله المستعان..ولا حول ولاقوة إلا بالله..
فلا بد لنا من مراجعة أنفسنا في واقعنا مع صلاتنا..
ولنسأل أنفسنا دائما هذا السؤال /
هل نرضى أن نقابل رب العالمين بهذه الصلاة..؟؟