منتدي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي

منتدي تعليمي، ترفيهي، اجتماعي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الجديدالجديد  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 شبهات إنكار السنة 18 17

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
نور الدين
نائب المدير

نائب المدير
نور الدين


عدد المساهمات : 5431
الجنس : ذكر
تاريخ التسجيل : 26/04/2010

شبهات إنكار السنة     18 17 Empty
مُساهمةموضوع: شبهات إنكار السنة 18 17   شبهات إنكار السنة     18 17 Icon_minitimeالجمعة 30 أبريل 2010, 5:26 am

الشبهة السابعة عشرة الطعن في رواة السنة
دأب منكرو السنة على تلمس النقائص لرواة السنة النبوية من الصحابة والتابعين ، والصحابة هم وحدهم الذين روَوْا الحديث النبوي والأفعال والموافقات. فهم رجال الطبقة الأولى من الرواة ، سواء كانت الرواية عن السماع والرؤية المباشرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، أو روى من لم يسمع منهم من النبي مباشرة عن من سمع منه أو رأى.
والتابعون هو الذين نقلوا السنة عن الصحابة - رضي الله عنهم - أجمعين. ولولا هؤلاء جميعاً ما وصلنا منها شيء قط لذلك نجد منكري السنة شديدى الحقد على الرواة جميعاً ، وهم يرسلون القول على عواهنه ، ويطلقون ألسنتهم في سيرتهم الطاهرة ليدنسوها ، من أجل الوصول إلى إسقاط السنة من عليائها لو استطاعوا ، وهيهات هيهات فالصحابة عندهم غير عدول ، يعني لا يوثق في قولهم ولا في فعلهم ، ويدعون أنهم كان يطعن بعضهم في بعض ، وأن منهم الخزنة والمنافقين ؟.
ويلوم منكرو السنة المسلمين لأنهم اتخذوا الصحابة قدوة حسنة ، ونسوا - يعني المسلمين - ما قاله القرآن في الصحابة ، من ذم ونقد وتعنيف ؟!.
أما التابعون ، فقد رأينا كبار كهنة منكري السنة يتهمونهم بأنهم هم الذين زوَّروا الأحاديث النبوية ونسيوها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وكأنها أقواله وأدخلوا الغش على الناس ، وجعلوا هم والفقهاء السنة مصدراً ثانياً للتشريع في الإسلام بعد القرآن ؟!
تفنيد هذه الشبهة ونقضها :
عدالة الصحابة جميعاً أمر متفق عليه بين المسلمين ، إلا ما كان من أصحاب الأهواء من الفرق الكلامية والسياسية وهؤلاء هم الذين مهدوا الطريق للمبشرين


والمستشرقين وأعداء السنة النبوية للقدح في الصحابة رواة الحديث والسنن عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، كما اتخذوا من تشدد عمر في قبول الحديث الذي رواه واحد من الصحابة حتى يشهد معه راو آخر ، ومن تصحيح أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - حديثاً سمعته من ابن عمر سها في حفظه على الصورة التي قاله النبي - صلى الله عليه وسلم - عليها.
وكذلك النقد الخفيف الذي علق به ابن عمر على حديث سمعه من أبي هريرة.
اتخذوا من كل ذلك وسيلة لتهويل ما حدث ، على أن بعض الصحابة كان يُكذَّب البعض الآخر.
وقد قال أنس - رضي الله عنه - لما أفشى بعض الفرق مقولة أن الصحابة كان يكذب بعضهم بعضاً ، قال : "لم يكن بعضنا يعضاً".
ويقول البراء بن عازب - رضي الله عنه - مؤكداً ثقة الصحابة بعضهم في بعض وأنهم كانوا يتداولون سماع الحديث فيما بينهم "ما كل الأحاديث سمعناه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، كان يحدثنا أصحابه عنه".
يعني لم يسمع كل صحابى كل حديث قاله النبي - صلى الله عليه وسلم - بل كان من سمع منه حديثاً يحدَّث به من لم يسمعه منه مباشرة ، وسماع الصحابة وروايتهم بعضهم عن بعض ، لا حصر له في كتب الحديث المعروفة بين المسلمين.
ويقول الذهبي في عدالة الصحابة : "فأما الصحابة - رضي الله عنهم - فبساطهم مطوى .... إذ على عدالتهم وقبول ما نقلوه العمل ، وبه ندين الله تعالى" الرواة الثقات [4].
وقال الحافظ ابن كثير :
"والصحابة كلهم عدول عند أهل السنة والجماعة ...." وقول المعتزلة : "الصحابة عدول إلا من قاتل علياً" قول باطل.

وقال : وأما طوائف الروافض وجهلهم ، وقلة عقلهم ، ودعاويهم أن الصحابة كلهم كفروا إلا سبعة عشر صحابياً فهو من الهذيان" (اختصار علوم الحديث : 220 - 222) أقول : إن الصحابة كلهم عدول بشهادة الله لهم وشهادة الرسول الكريم.
وكذلك التابعون لهم بإحسان ، وبعد الذي قدمناه نختم الدفاع بشهادة الله ، وشهادة رسوله ، وكفى بذلك فضلاً من الله ونعمه :
أما شهادة الله فنكتفي منهابما يأتي :
{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة : 100]
فهذه شهادة وتزكية غالية من الله - عز وجل - للصحابة والتابعين معاً. رجال خير القرون في أمة الإسلام فماذا يقول منكرو السنة الحاقدون في من أثنى الله عليه هذا الثناء. والله لا يحابي أحداً ، ولا يقول إلا الصدث فقد رضى عنهم ، ورضوا عنه... وذلك هو الفوز العظيم.
وقال - عز وجل - : {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح : 29]
وهذه شهادة وتزكية خاصة بالصحابة - رضي الله عنهم - أما شهادة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فما أكثر ما ورد فيها ، وحسبنا منها قوله - صلى الله عليه وسلم - : {خير الرقون قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم...." رواه الشيخان - رضي الله عنهما -.

وخير القرون الثلاثة هو قرنه - صلى الله عليه وسلم - ، وفيه عاش أصحابه الأبرار ، وبهم صار خير القرون.
هذا هو الحق ، ولكن مكنري السنة يريدون أن يخلطوا بين سيرة الصحابة ، البررة ، وسيرة المنافقين ، فيجعلون المنافقين من الأصحاب ، ويئبتون لهم الخيانة. والمنافقون كفرة وإن أظهورا الإيمان. فسقة وإن تظاهروا بالتقوى.
وما نخال أن هذه الحقائق تغيب عن منكري السنة ولكن العناد والمكر السيء هو الذي ران على قلوبهم فقست ، وغشى أبصارهم فعميت ، ولله في خلقه شئون.
* * *


الشبهة الثامنة عشرة أُمّية أبي هريرة ، وتأخر إسلامه
من كره شيئاً كره كل ماله صله به ، ويكون أكثرهم صلة بذلك الشيء المكروه أكثرهم كرهاً عند الكاره لذلك الشيء ، هذا طبع مغروز في النفس البشرية ، وما بالطبع لا يتخلف.
وأبو هريرة - رضي الله عنه - أكثر اصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رواية للحديث النبوي سماعاً مباشراً من فم النبي الصادق المصدوق (روى أكثر من خمسة آلاف حديث) ومنكرو السنة يكرهون حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لذلك كان الصحابي الجليل أبو هريرة أكثر الرواة كراهية عندهم ، لأنه نقل من السلاح الذي يرهبونه خمسة آلاف قذيفة ، وتزيد. فأخذوا يصوبون سهامهم نحو هذا الرجل العظيم كي يصيبوه في مقتل ، ويبطلوا بإصابته مفعول القذائف التي يحملها.
وكان قصارى ما وجهوه إليه من عيوب :
* أنه كان أمياً لا يقرأ ولا يكتب.
* إن إسلامه إلى ما بعد خيبر في العام السابع الهجري.
* أنه كان عرضه لطعن الصحابة فيه ، وردهم لروايته.
* أنه "وضَّاعٌ" للحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
* أنه كان مريضاً بالصرع ، خفيف العقل ؟!
والهدف من هذه الانتقاضات - عندهم - إسقاط أكثر الرواة سماعاً عن النبي - عليه السلام - ليسرى هذا "الإسقاط" من الراوي إلى "المروي" وهو المطلوب.
تفنيد هذه الشبهة ونقضها :
كان أول سهام النقد والطعن في أبي هريرة هم المستشرقون وبخاصة جولد

زيهر اليهودي الأصل. ثم نحا نحوه الأستاذ أحمد أمين في كتابه "فجر الإسلام" في المبحث الذي كتبه عن الحديث النبوي ثم أبو رية في كتابه "أضواء على السنة المحمدية ، ثم حملة الأقلام المأجورة التي تكتب في الصحف (الجديدة) والمجلات في هذه الأيام في ظل النظام العالمي الجديد (العولمة) الذي ترعاه أمريكا وحلفاؤها ونسير في تفنيد هذه الشبهة ونقضها على الركائز الآتية :
ما ذكروه من أمية أبي هريرة ، ليس نقصاً في الرجل ، فقد كانت الأمية هي طابع العرب قبل الإسلام ، واستمر وجودها بعد الإسلام إلى فترة ما وهذه الأمية كانت من تدبير الله الحكيم لأمرين :
الأول : اعتماد العرب على الذاكرة ، فبلغوه في الحفظ الذهني لبعض المعارف كالأنساب ، والشعر ، وايام العرب مبلغاً لم تبلغه أمة سواهم ، لأن الحفظ الذهني كان وسيلتهم الغالية على ضبط واستحضار ما يحتاجون إليه في حياتهم والملكات النفسية تنمو بالممارسة.
ولو كان العرب يقرأون ويكتبون لضعفت عندهم هذه الملكة ، والشواهد على ذلك كثيرة.
فمن يتعود القراءة بالنظارة يعجز عن قراءة كلمة واحدة بدونها ، والذي يتعاطى مهدئاً لينام ويصبح له هذا التعاطي عادة ، لا يذوق النوم بدونه مهما طال السهر.
والذي لا ينتقل أبداً إلا بركوب السيارة يعجز عن السير على قدميه أو يعاني من المشي مهما كان جسمه قوياً.
إن العرب كانت موهبتهم (المعروفة) هي قوة الذاكرة والحفظ ، فكانوا خزائن معرفة تتحرك على الأرض.
الثاني : وفي تلك الأمية خدمة لقضية الإعجاز القرآني ، وقطع لألسنة الحقد ، إذ لو كان العرب يقرأون ويكتبون لكان قول خصوم الدعوة في تحديد

مصدر بشري للقرآن "إنما يعلمه بشر" شبهة تقوي هذا الزعم ؛ لأن نبوغ فرد من أمة ذات حضارة علمية ظاهرة لا ينازع فيه ، فقد أراد الله - عز وجل - أن يهيئ الأسباب لتلك الأمة الأمية فيعلم هو احداً منهم ليعلمهم مما علمه الله.
{رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [البقرة : 129]
لقد أراد الله لهذه الأمة التي أخرجها من العدم خير أمة للناس أراد أن يكون هو معلمها ومعلم رسولها ، فلم تكن أمة ذات حضارة موروثة عن الآباء والأجداد ، بل أمة وليدة ، ولدت معها حضارتها السامية بوحي من السماء ، لا من مناجم الأرض وكنوزها.
أمة هي معجزة لله وحده في تعليمها وتزكيتها ، إنها من صُنْع الله لا من صنع أحد سواه :
{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الجمعة : 2].
وأمية أبي هريرة أعلم من حملة الدرجات العلمية الحديثة وإن بلغوا الذرة في معارف العصر ، التي إن رفعت الجهل عن حامها من جانب ، لن ترفع "الجهالة" عنه من عدة جوانب.
وما الذي يعين ابا هريرة وقد وهبه الله ذاكرة واعية حافظة استوعبت خمسة آلاف حديث ، وثلاثمائة وأربعة وسبعين حديثاً وقد رزقه الله روحاً فقهية مع هذا الكم الهائل من مصابيح الهدى النبوي.
* أما تأخر إسلامه فلا عيب فيه ، العيب كان ألا يُسلم ، وقد أسلم وحسن إسلامه ، فكان من شيوخ العلم وشيوخ العبادة في آن واحد ، كريم القلب واليد مع قلة ما كان يملك ، والله - عز وجل - يقبل التوبة المخلصة من عبادة في أي حين تصعد تلك التوبة إلى الله.

وبإسلامه أبي هريرة بدل الله كل سيئاته حال كفره حسنات وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده ، وهو القائل في محكم كتابه :
{إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الفرقان : 70]
وهم يستكثرون أن يروى أبو هريرة عن الرسول هذا القدر من الحديث في أربع سنوات فقط صاحبه فيها ، ويريدون من هذا أن يقولوا : إنه نسب إلى النبي ما لم يقله أو يسمعه منه ، ومنكرو السنة ، حين يتهمون أبا هريرة هذا الإتهام ، بفصلون أنفسهم عن الواقع المعروف في حياة أبي هريرة ، فكان الرجل مصاحباً لرسول الله خارج بيوته ، حريصاً على السماع منه بل كان ملازماً له ، لأنه كان فقيراً لا يملك قوت يومه ، وكان في ملازمته للرسول - صلى الله عليه وسلم - مخرج له من الحرمان والجوع.
على أن هذه الكثرة المروية عن أبي هريرة من حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا قوبلت بعدد أيام السنين الأربع التي عاشها مسلماً في صحبة النبي كان متوسط اليوم الواحد أربعة أحاديث ، وليس في هذا غرابة يلام عليها أبو هريرة ، ويتهم بالكذب على رسول الله الكريم من أجلها.
* ولم يكن أبو هريرة عرضة لطعن الصحابة فيه ، ولا رد حديثه أحدٌ منهم ، كما يدعي المستشرقون وأذيالهم من منكري السنة في مصر الآن ، بل إن هؤلاء الصحابة الكرام ، أكثروا من الثناء على أبي هريرة ، وقالوا فيه ما لم يقولوه في أحد سواه.
قال طلحة بن عبيد الله : " لا أشك أن ابا هريرة سمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لم نسمع".
وقال ابن عباس : "أبو هريرة خير مني وأعلم مني بما يحدث".
وقال الإمام الشافعي : "أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره".

وقال الحاكم : كان أبو هريرة من أحفظ اصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وقد روى أبو هريرة ما لم يسمعه هو من رسول الله عن كبار الصحابة كأبي بكر وعمر ، والفضل بن العباس ، وأسامة بن زيد - رضي الله عنهم - وروى عنه من الصحابة جماعة. منهم ابن عمر وجابر وابن عباس - رضي الله عنهم-. وجملة من روى عنه من الصحابة والتابعين ثمانمائة راوٍ.
فهو - إذن - موضع إجلال وتقدير من الصحابة والتابعين معاً فهل يكون رجل هذه منزلته عند خير رجالات الرعيل الأول موضع طعن وريبة ؟
ومن أين استقى المستشرقون هذه المعلومات عن أبي هريرة ، ولم تكن لهم مراجع غير المراجع العربية الإسلامية ، ولم تخْلُ هذه المراجع من الطعن فب أبي هريرة فحسب ، بل هي عامرة بالثناء عليه ، وعلى دوره في رواية الحديث النبوي أليس هذا هو الكذب الصريح ؟
وإذا كان للمستشرقين عذر في حقدهم على أبي هريرة ، لأنهم خصوم الداء الإسلام ، فكيف يكون العذر لمن يدعون أنهم حماة الإسلام ، الغيورون عليه ، الحريصون على تنقيته من الفكر الخرافي الزائف.
وإذا كانوا يرون السنة فكراً خرافياً فعليهم أن يعلنوا عما في بواطنهم صراحة ويريحونا ويريحوا أنفسهم من اللت والعجن ، واللف والدوران ؟!
* أما رد حديث أبي هريرة من إخوانه الصحابة فلم يحدث قط ، وما حدث من عبد الله بن عمر ، وابن عباس فر مراجعة أبي هريرة ظاهرة طيبة تحمد للصحابة فهم يتذاكرون الحديث ، ويذكر الحافظ الناسي ، واليقظ الغافل.
وقد ثبت أن عمر - رضي الله عنه - راجعه مرة ، فذكر له أبو هريرة حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
: من كذب علىَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" فأذن له عمر بالتحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

وما يروى من منعه أو ضربه على كثرة التحديث فهذا لا يثبت ، وخصوم أبو هريرة القدامى أهل للتزيد عليه ، وخصومه المعاصرون أشد إغراماً في الحط من قدره من اسلافهم الأقدمين.
ونضيف إلى ما تقدم أن لا غرابة في حفظ أبي هريرة لخمسة آلاف حديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؛ لأن الرسول أوتى جوامع الكلم ، وأحاديثه قصيرة المبنى غزيرة المعنى. فقد يكون الحديث جملة واحدة ، مثل "لاتغضب" أو جملتين مثل : "اعقلها وتوكل". وبعضها متوسط الطول ، وقليلها طويل ، ومحفوظ أبي هريرة جمع بين المستويات الثلاثة إلى ما في الحديث من نرو النبوة وبلاغة الكلام التي تجعل حفظه ميسوراً.
* أما اتهام أبي هريرة بالصرع وخفة العقل ، فهذا رجم بالغيب ، ووسوسة شيطان ، ليس لها من الواقع سند ، وإن وضعوا الأرض موضع السماء ، فهل جولد زيهر ومنكرو المعاصرون عاصروا الرجل ، فرأوه يصرع ويهذى ويبهلل كما يبهللون هم الآن ؟
هل حملوه في نوبات الصرع وذهبوا به إلى مصحة ، وأوقعوا عليه الكشف الطبي وفحصوه ، فوجدوه مصاباً بالصرع وخفة العقل ؟
إن المعروف أن أبا هريرة كان كثيراً ما يتلوى من الجوع ، ويصيبه دوار طارئ - كما تحدث هو عن نفسه - فإذا طعم عاد إليه وعيه وشدة توقده الذهني.
استسمن المستشرقون ورم هذه الرواية فكبروها وهولوا من شأنها ، وجعلوها صرعاً قاتلا ، وخفة عقل مزرية.
ولا عجب ، فقد رمى المبشرون وتلامذتهم المستشرقون من هو أعلى مقاما ، وأجل شأناً من أبي هريرة بهذه العيوب ؟
رموا بها النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - ، حين كان يأتيه الوحي من السماء فيقبل عليه بكل مشاعره وحواسه ليتلقى القرآن من لدن حكيم حميد.

فإذا انقضى الوحي عاد فأملى من حوله من كتبة الوحي ما أنزله عليه ربه.
فبم فسر المبشرون والمستشرقون هذه الحالة ؟ فسروها بالصرع أو المرض العضوي الذي يصيب بعض الناس فيفقدهم الوعي الظاهر والباطن ، أو الوعي الخارجي والداخلي. هذا ما قالوه في شأن ضاحب الرسالة العظمى. [ينظر : الظاهرة القرآنية لمالك بن نبي].
ونسأل منكري السنة : هل أنتم مع المستشرقون في وصف محمد - صلى الله عليه وسلم - بالصرع ؟ إن كنتم معهم فلا كلام لنا معكم وإن كنتم لستم معهم فكذلك ينبغي أن تكونوا في تبرئة أبي هريرة. وإنه لمطلب عزيز المنال ؟
* * *
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://telbana.alafdal.net
admin
المدير العام

المدير العام
admin


عدد المساهمات : 1578
الجنس : ذكر
تاريخ التسجيل : 27/06/2008

شبهات إنكار السنة     18 17 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شبهات إنكار السنة 18 17   شبهات إنكار السنة     18 17 Icon_minitimeالخميس 07 أكتوبر 2010, 8:48 pm

موضوع رائع وتكملة رائعة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://telbana.alafdal.net
تلبانه _تلبانه
V I P
V I P
avatar


عدد المساهمات : 7224
الجنس : ذكر
تاريخ التسجيل : 08/06/2010

شبهات إنكار السنة     18 17 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شبهات إنكار السنة 18 17   شبهات إنكار السنة     18 17 Icon_minitimeالجمعة 08 أكتوبر 2010, 2:05 pm

جزيت خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شبهات إنكار السنة 18 17
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شبهات إنكار السنة (21 22)
» شبهات إنكار السنة (2)
» شبهات إنكار السنة 16
» شبهات إنكار السنة (15)
» شبهات إنكار السنة (14)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي  :: المنتديات الإسلامية :: المنتدي اللغوي والإسلامي-
انتقل الى: