أما أسباب إن اللغة العربية خلال تاريخها الطويل، لم تعان مثل ما تعانيه اليوم من ذل
ومهانة وازدراء ،
بل وتعاورتها سيوف الهدم من كل جانب، بين متعمد ومهمل وجاهل
ومتواطيء. إنها تنهزم وتتراجع ، فهل من منقذ ؟
ضعفها فمنها:
(1) هجر الفصحى والاتجاه الى العامية وهذا بتأثير
االاعاجم وغير العرب ومجارات العرب لهم
(2) صعوبة إتقان اللغة العربية ونحوها وما فيه من اختلاف .ووجود السماعي من الافعال الذي لا
يخضع للقياس. يضاف إلى ذلك سعة اللغة وكثرة المترادفات ، مما أدى
إلى الاكتفاء بمرادف واحد ثم يسقط هذا المرادف فى الجيل اللاحق والاكتفاء باللفظ
الضروري.
إهمال
الإعراب والشكل في النطق وفي الكتب .وهذا عامل مهم فلو ألزم كل أستاذ وكل طالب الإعراب والشكل في كل مراحل التعليم لاستقامت الألسن
وتحسنت اللغة وتم هجر العامية.
(5)فساد لسان الحكام ولجوئهم الى العامية وهم القدوة ،
وإتباع المحكوم للحاكم في هذا الفساد.إضافة إلى أن الانحطاط في اللغة ساهم في الحكام الأعاجم الذين حكموا العرب لقرون. فافسدوا اللغة من جهة وأهملوها من جهة أخرى .بل وامتدت وضاعة العرب تحت هؤلاء
الحكام الى وضاعة
اللغة العربية.
(6)الإستعمار حارب اللغة العربية بتأسيس مدارس التبشير من جهة وطول فترة الاستعمار الأروبي من
جهة .
أخرى .ونشأة أجيال وجدوا لغة التعليم ، ولغة الإدارة ،هي
لغة المستعمر مثل ما واقع في الجزائر132 سنة من الاستعمار .
(7)إهمال إحياء اللغة العربية شعبيا ورسميا وذلك ومن طرف المجامع اللغوية والمؤسسات الثقافية
بوضع جوائز ذات قيمة مالية معتبرة للشعراء والمؤلفين ولمن يتحدث بها . بل يسخر ممن يتعمد التحدث باللغة العربية في الوسط الشعبي، بينما يكرم الرياضي والفنان، والغالبية منهم
يفسد اللغة فيستحق عقابا لا تكريما.
(8) إهمال الترجمة للكتب العلمية مما يضطر الطلاب
والدارسون الى تعلم اللغات. وهذا ينجر عنه أمران:
أ- اعتبار أهل تلك اللغات قدوة .بمنطق ابن خلدون
ب- تقليد الابناء للآباء المتعلمين للغات الاجنبية