السؤال:
هل يجوز لي الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في اليوم مائة مرة وأُقيده بهذا العدد أي أجعله وردا، وهل صح في هذا أحاديث صحيحة؟
الإجابة:
أمر الله بالصلاة والسلام على رسول الله فقال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب: 56]، وفي صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة".
قال أبي بن كعب: فقلت يا رسول الله إني أكثر الصلاة فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: ما شئت، قال: قلت الربع؟ قال: ما شئت وإن زدت فهو خير لك، قال: فقلت فثلثين؟ قال: ما شئت فإن زدت فهو خير لك، قلت: النصف؟ قال: ما شئت وإن زدت فهو خير لك، قال: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: إذاً يكفى همك ويغفر لك ذنبك" (رواه أحمد والترمذي والحاكم وصححه قال الترمذي حديث حسن صحيح) وفي (رواية لأحمد) عنه قال: "قال رجل يا رسول الله أرأيت إن جعلت صلاتي كلها عليك؟ قال: إذًا يكفيك الله تبارك وتعالى ما أهمك من دنياك وآخرتك" وإسناد هذه جيد.
فالصلاة والسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم فيه خير عظيم وفضل كبير، فحري بالمؤمن أن لا يغفل عن ذلك، لكن لا تقيد العدد بالمائة، بل زد على المائة. لأن التقييد بالمائة أقرب إلى البدعة لعدم ورود نص في ذلك، فمن يريد رضا الله والبعد عن سخطه لحري به أن يبتعد عن البدع. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياك للعمل بسنة نبيه عليه الصلاة والسلام. آمين