يخشى على ولده من الفساد عند التحاقه بالمدرسة الثانوية
السؤال : لدى ابن يبلغ من العمر 10 سنوات ، وهو من المفترض التحاقه بالمدرسة الثانوية ؛ لكن النظام المدرسي يعانى الكثير من ضروب الفساد ، فهل من الأفضل أن يدرس بالمنزل ، على الرغم من أن مستوى التعليم ربما لا يكون مرتفعا ، أم علي أن أتركه يذهب للمدرسة الثانوية وأن يتعرض للفساد ؟
الجواب :
الحمد لله
إن ما ورد في السؤال هو إشكالية حقيقية ؛ إشكالية المحافظة على أفكار وعقائد الأبناء ، مع ما يلقونه في المناهج الدراسية من أفكار وعقائد ونظريات تخالف أصول دينه . والمحافظة على أخلاق الأبناء وآدابهم والتزامهم السلوكي ، على الرغم مما يتعرضون له في المدارس المختلطة مما ينافي ذلك كله ، إنها إشكالية المواجهة من الشبهات والشهوات في آن واحد !!
والذي يظهر هنا أنه يجب على ولي الأمر أن يختار لابنه أمثل المدارس وأبعدها عن تلك المفاسد ؛ وإذا كان من الصعوبة بمكان أن يجد خيرا خالصا ؛ فليبحث عن أكثرها خيرا ، وأقلها ضررا وشرا .
والواجب عليك تجاه ابنك أن تختار له مدرسة إسلامية غير مختلطة ، حتى ولو كلفك ذلك زيادة في النفقات الدراسية ، أو زيادة جهد في نقل ابنك إلى حيث توجد المدرسة ؛ بل ننصحك ، إذا لم يوجد في المدينة التي تسكن فيها مثل هذه المدارس ، أن تنتقل بأسرتك إلى مكان آخر يمكنك أن تجد لأبنائك مدرسة إسلامية مناسبة لدراستهم ، إذا كان ذلك ممكنا لك ، ولو كان في الأمر بعض المشقة والصعوبات .
فإذا لم تستطع ذلك ، وكان بإمكانك أن تعوضهم عن هذه المدارس ، بدراسة منزلية ، ولو بنقص يسير محتمل : فافعل ذلك ، اجعل حفاظك على دين أولادك وخلقهم هو المقدم على كل شيء .
فإن عجزت ، واضطر ابنك إلى هذه المدارس : فسوف يكون عليك عبء مضاعف في متابعة ابنك ، ومراعاة ، ومداواة أسباب الفساد التي يلقاها :
فَإِن تَنجُ مِنها تَنجُ مِن ذِي عَظيمَةٍ وَإِلاّ فَإِنّي لا إِخالُكَ ناجِيا
على أننا نرى صعوبة فعلية في القيام بهذا الخيار ، واستمراره على ما ينبغي ، ولذلك ربما كانت الخيارات الأولى أكثر واقعية ومنطقية .
وينظر جواب السؤال رقم (127946) .
نسأل الله أن يلهمك رشدك ، ويعينك على ما حملك من أمر ذريتك .
والله أعلم .