تدق الدكتورة آمنة نصير العميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية في جامعة الأزهر ناقوس الخطر من إدمان المراهقين من الشباب والفتيات للتشات والمكالمات العاطفية في رمضان لأنه يقلل ثواب الصيام إن لم يُضعْه وحثت الصائمين على الاجتهاد في العبادة وعدم الانسياق وراء المسابقات التلفونية ومشاهدة الأعمال الفنية الصارخة لأنها حراماً شرعاً.
وأوضحت أن الإسلام دين يسر ولا يحارب الترفيه المباح الذي ليس فيه معصية حتى ولو وصل الأمر إلى دخول السينما إذا كان ما يعرض فيها لا يتنافى مع الأخلاق والتعاليم الدينية. وأشارت إلى موجة التعصب التي تحرم على أهل الفن فعل الخير من خلال إقامة موائد الرحمن واعتبرتها نوعاً من التضييق عليهم ومصادرة حقهم في الطاعة. وقالت: «إن الزواج في رمضان حلال، ومع هذا نجد الناس يتوقفون عن الزواج ودعت الأزواج والزوجات إلى الابتعاد عما يؤدي إلى الجماع لأن كفارته كبيرة ولا يقدر عليها كثيرون...»
- ما حكم الحديث بين الفتيات والشباب على التشات في رمضان؟
يتوقف الحكم الشرعي على ما يقولون عبر «التشات». فاذا تبادلوا كلام الحب ولم تكن بينهما صلة شرعية، يكون ما بينهما على «التشات» حرام شرعاً سواء في رمضان أو غيره. ويقلل هذا من ثواب الصائمين الذين لم يراعوا حرمة الصيام وآدابه والأخلاق التي يجب أن يتحلى بها الصائم.
أما إذا كان حديث «التشات» في أمور الحياة العادية لضرورة عمل كأن يكونا زميلين في العمل أو الدراسة ويتم الاستفسار عن شيء والانتهاء فوراً بعد تحقق المطلوب فهذا لا شيء فيه لأنه لم يحدث فيه ما يغضب الله.
- ولكن هناك من يرى أن غرف «التشات» تأخذ حكم الخلوة غير الشرعية المحرمة حتى ولو كان الحديث عادياً؟
هو نعمة من نعم الله علينا إذا أحسنا استخدامه دون أي مخالفة للشرع في ما يدور بين الطرفين فما المشكلة في ذلك طالما أن هذا يتم في النور ويساعد على حل مشكلة أو ضرورة حياتية دون أي تطرق إلى أحاديث شخصية أو مشاعر غير نبيلة أو فعل ما يغضب الله.
المكالمات العاطفية
- أدمن بعض الشباب والفتيات المكالمات العاطفية حتى في رمضان فهل هذا يبطل الصوم؟
لا شك أن مخاطبة الشباب للفتيات اللواتي لا يحللن لهم عبر الهاتف من خلال مكالمات عاطفية أمر غير جائز شرعاً، ومن يفعل ذلك فهو آثم شرعاً ويقلل من ثواب الصوم وقد يفسده إذا أدت المكالمة إلى الإثارة والإنزال. ونود التأكيد أن هذه المكالمات محرمة سواء في رمضان أو غيره لما في ذلك من الفتنة التي تؤدي إلى ما يغضب الله ويؤثر على ثواب الصيام بالنقص، لأنه مطلوب من الصائم المحافظة على صيامه مما يخل به، وكم سببت هذه الاتصالات بين المراهقين من الشباب والفتيات من مصائب وكوارث أخلاقية وجرائم اجتماعية...
- هل يختلف الأمر إذا كانا مخطوبين أم أن الحكم الشرعي واحد؟
إذا كانت الفتاة مخطوبة لمن يتصل بها هاتفياً وكان الكلام عادياً ولمصلحة الخطبة دون التطرق إلى ما يغضب الله، وإن كنت أرى أنه من الأحوط التقليل من ذلك في نهار رمضان، حتى لا يكون ذلك مدخلاً من مداخل الشيطان الذي يعمل على التقليل من ثواب العبادة ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، ومنها المكالمات الهاتفية بين الشباب والفتيات في سن المراهقة حتى ولو كانوا مخطوبين لأنهما في النهاية أجانب عن بعضهما ما لم يتم عقد الزواج.
مسابقات القمار
- المسابقات الهاتفية التي تعلن عنها الفضائيات للحصول على مبالغ طائلة بكثرة الاتصالات المدفوعة ليفوز في النهاية واحد من جميع المتصلين ما حكمها وخاصة في رمضان؟
هي نوع من القمار المحرم شرعاً وإضاعة للمال في ما لا يفيد، خاصة أن المنظمين يتعمدون أن تكون الأسئلة تافهة جداً حتى يتصل أكبر عدد من المشاهدين ويحصلوا هم على المبالغ الطائلة. ولهذا فهي نوع من السفه وإهدار للمال في عمليات قمار محرمة.