أحكام البيع والشراء : يجب على كل من تصدى للكسب أن يكون عالما بما يصححه ويفسده لتقع معاملته صحيحة ، وتصرفاته بعيدة عن الفساد . فقد روي أن عمر ، رضي الله عنه ، كان يطوف بالسوق ويضرب بعض التجار بالدرة ، ويقول : ( لا يبع في سوقنا إلا من يفقه ، وإلا أكل الربا ، شاء أم أبى ) . وقد أهمل كثير من المسلمين الان تعلم المعاملة وأغفلوا
( هامش ) ( 1 ) أي : أحل وأبرك . ( 2 ) ماخلا من الحرام والغش : أصول المكاسب : الزراعة ، والتجارة ، والصنعة . وأطيبها ما كان بعمل اليد ، وما يكتسب من الغنائم التي تغنم بالجهاد ، وقيل : التجارة .
هذه الناحية وأصبحوا لا يبالون بأكل الحرام مهما زاد الربح وتضاعف الكسب . وهذا خطأ كبير يجب أن يسعى في درئه كل من يزاول التجارة ، ليتميز له المباح من المحظور ، ويطيب له كسبه ويبعد عن الشبهات بقدر الامكان . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ) . فليتنبه لهذا من يريد أن يأكل حلالا ويكسب طيبا ويفوز بثقة الناس ورضي الله . عن النعمان بن بشير أن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : ( حلال الحلال بين ( 1 ) والحرام بين ( 2 ) وبينهما أمور مشتبهة ( 3 ) ، فمن ترك ما يشتبه عليه من الاثم كان لما استبان أترك ، ومن اجترأ على ما يشك فيه من الاثم أوشك أن يواقع ما استبان . والمعاصي حمى الله . من يرتع حول الحمى يوشك أن يواقعه ) .
( هامش ) ( 1 ) الحلال البين : هو ما طلب الشارع فعله . ( 2 ) الحرام البين : هو ما طلب الشارع تركه طلبا جازما . ( 3 ) الامور المشتبهة : هي ما تعارضت فيها الادلة واختلف فيه العلماء .
رواه البخاري ومسلم . معنى البيع : البيع معناه لغة : مطلق المبادلة . ولفظ البيع والشراء يطلق كل منهما على ما يطلق عليه الاخر ، فهما من الالفاظ المشتركة بين المعاني المتضادة . ويراد بالبيع شرعا مبادلة مال بمال ( 1 ) على سبيل التراضي أو نقل ملك ( 2 ) بعوض ( 3 ) على الوجه المأذون ( 4 ) فيه .